facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




"الـبـودكـاست" ما له وما عليه


أحمد الحوراني
10-11-2025 03:04 PM

محاولات التصيّد التي يعمدُ إليها المحاورون أو الإعلاميون فيما يُعرف ببرنامج الـ (بودكاست) كثرت في الآونة الأخيرة، من خلال إقحام سؤال على الشخص الضيف يبدو في ظاهره بريئًا واعتياديًا بينما يُراد من باطنهِ الإجابة التي يعرف المستضيف كيف يبدعُ في إعادة صياغتها لتصبح مبتدأ المقابلة وخبرها وتثير الرأي العام عندما يصبح ذلك المقطع المجتزأ من المقابلة هو الشغل الشاغل للشارع، في الوقت الذي يدرك الجميع أنما أُريد الأخذُ بإجابة الضيف على محملِ غير محمود وبنيّةٍ ليست سليمة، الأمر الذي كان على رجل الدولة أن يكون يقظًا ومتنبّهًا له لأنه حديث الرجل العام عادة ما يكون مراقبًا ومتابعًا ويصغي إليه السامع بحواسه الخمسة إن لم يكن يمسك بالقلم ليدوّن كل إجابة على سؤال على حدة، ولذلك أسباب يعلمها الكل، ذلك أن الظهور على وسائل الإعلام أو على السوشال ميديا يمكن اعتبارهما شكلاً من أشكال التسويق الرقمي للإعلامين بطريقة قوية مباشرة.

قلنا في موقع سابق وفي مناسبة مشابهة، إن تجربة رجل الدولة تصبح في شكلٍ أو بآخر جزءًا من مسيرة الدولة، وبالتالي فإن من حق الجمهور التعرف إلى حياة هذا الشخص أو ذاك خاصة في الجوانب الرسمية والعملية منها لتكوين حالة أو صورة ذهنية عن مرحلة ما من مراحل الدولة كان شاهدًا عليها بحكم طبيعة الموقع الذي تسلمه، ومما لا شك فيه أن ذلك أمر يصب في خانة إيجابية ويسهم في تعزيز ثقافة المواطن بتاريخ بلده، وعلى ذلك كان ظهور رؤساء الوزارات والوزراء وغيرهم من المسؤولين ورجالات الدولة السابقين عن نافذة (البودكاست) محاولة رأى فيها البعض كسرًا للعزلة التي يضع فيها الشخص نفسه عقب خروجه من منصبه الأمر الذي أثار حفيظة الناس عندما راحوا يتساءلون و (حُقَّ لهم ذلك) عن اختفاء المسؤول السابق وابتعاده عن وسائل الإعلام وترك عشرات الأسئلة التي يطرحها الشارع فارغة وبلا إجابات تقنع السائل.

وعلى الرغم من أن الإعلام الجديد صار يوفر فرصة للأفراد للتعبير عن آرائهم ومشاركة المحتوى الخاص بهم بسهولة وسرعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي والمدوّنات والبودكاست وسواها، إلا أن ذلك يجب أن يكون محكومًا بضوابط وشروط قد يفرضها المسؤول نفسه على الجهة المستضيفة له خاصة بحقه في الإطلاع على الأسئلة ولا ضير من كتابة الإجابات لتصبح المرجع حال حاول المحاور له أن يضعه في موقف محرج أو مزلق من مزالق الإعلام لئلا يتقوّل عليه في النهاية ويفتري عليه بما لم يكن منه.

أعود إلى منشور الإعلامي ابن الوطن الحر سمير الحياري عبر صفحته الشخصية يوم أمس، وأتفق معه بأن على رجل الدولة وسواه ممن يرغبون بالظهور الإعلامي أن تكون الأولوية والأفضلية في ذلك لوسيلة إعلام محلية تتقي الله في الضيف وفي الوطن ولا تتسبب له بالتصيّد ولا تفتري عليه باقتطاع جزء لبضعة ثواني من مقابلة تمتد لأكثر من ساعتين ليصبح ذلك المقطع هو قطب الرحى الذي تدور حوله المقابلة من الألف إلى الياء، ولنا في الأسلوب المهذّب الذي يقدم به الحياري برنامجه على إذاعة "نون" أكبر دليل على الغاية من مثل هذه البرامج الهادفة عندما تكون لإيصال رسالة بريئة، وتابعوا معنا كيف ينبش الحياري ذاكرة كل من يستضيفه دون إحداث تشويش أو ردود فعل غاضبة وانتقادات لاذعة كان المسؤول بغنى عنها.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :