الدبلوماسية الملكية الاقتصادية
أ.د.محمد المصالحة
11-11-2025 11:17 PM
الجولة الملكية الأسيوية تأتي في سياق حملة اردنية نشطة للاتصال الدولي في كل من امريكا الشمالية وأوروبا واسيا الوسطى ثم اليابان وجنوب شرق اسيا.
ولا شك ان الاهداف الاردنية لهذه الحملة تركز على الاقتصاد والتكنولوجيا والاستثمار لتعظيم أداء الاقتصاد الوطني الذي تحاصره الازمات والصراعات الاقليمية مما يشكل عائقا على فرص نهوضه بصورة فضلى.
وفيما تشغل الامور السياسية مساحة كبيرة من الحملة الاردنية المتواصلة في العواصم الغربية التي تحتكر صنع القرار والسياسة الدولية حاليا نجد ان الدبلوماسية الاردنية واتصالاتها متعددة المستويات في اسيا اليوم انما تركز على الشأن الاقتصادي لجذب الاستثمار ونقل التكنولوجيا وتجلياتها المعاصرة حيث الذكاء الصناعي والطاقة المتجددة لاسيما في مجال تحلية المياه والتكنولوجيا الابتكارية والرقمية خاصة في بلد كاليابان الذي تربطه مع الاردن علاقات تعاون وثيق منذ عقد الخمسينات في القرن الماضي.
لاسيما وان هناك تركيزا قويا يقوده ولي العهد عبر مجلس أعلى للتكنولوجيا لنقلها إلى السوق الاردني.
وتأتي الزيارة الملكية إلى فيتنام مكتسبة أهمية خاصة لهذا البلد الذي خرج مدمراً ولكن منتصراً من حروب الهند الصينية ضد الاستعمارين الفرنسي والامريكي في عقدي الخمسينات والستينات الماضيين.
هذا البلد الفيتنامي يصنع اليوم معجزة اقتصادية مهولة مكنته من ان ينتج أجهزة الموبايل المنافسه بجودتها للمنتجات الصينية و الكورية الجنوبية.
الجولة الاردنية الأسيوية توسع دائرة الانفتاح الاقتصادي عالميا بهدف اقامة شراكات اقتصادية وجذب المزيد من الاستثمار والبرامج السياحية من هذه الدول إلى الاردن بما يملك من أماكن أثرية وطبيعية ومناخ معتدل واستقرار دائم.
ولعل أصحاب القرار يكملون هذا الانتشار الدبلوماسي والانفتاح للوصول إلى القارات الافريقية و أمريكا اللاتينية التي ما تزال بحاجة إلى مزيد من الجهد الاردني لتدشين مزيد من العلاقات الاقتصادية لاسيما وان هناك تمثيلا دبلوماسيا واسعاً مع عشرات الدول في القارتين.