المهندس علاء فخري عبيدات .. نخبوي وطني برؤية مستقبلية
د. عدنان متروك شديفات
12-11-2025 02:44 PM
في مرحلة تتقاطع فيها التحولات السياسية والاجتماعية، وتتعاظم فيها التحديات الاقتصادية والإنسانية، يحتاج الوطن إلى وجوه تحمل الفكر والمسؤولية، وتوازن بين الانتماء والجرأة، بين الأصالة والتجديد... في هذا السياق يبرز اسم المهندس علاء فخري عبيدات كأحد الوجوه الوطنية الواعية التي تجمع بين الكاريزما الشبابية والوعي الوطني العميق، وتقدم نموذجاً أردنياً جديداً في الفهم والممارسة السياسية والاجتماعية.
يمتلك المهندس عبيدات رؤية فكرية واضحة تستند إلى قراءة دقيقة للواقع الوطني، وإيمان راسخ بقدرة الأردنيين على تجاوز الصعاب عبر الحوار والعمل الجاد، ويرى أن التحديات التي تواجه الدولة والمجتمع ليست قدراً محتوماً، بل قضايا يمكن معالجتها بعقلية التخطيط والإصلاح، وأن بناء الدولة الحديثة يحتاج إلى شراكة حقيقية بين المؤسسات والمجتمع، تقوم على الكفاءة والمصارحة والثقة المتبادلة، وأن العمل العام ليس وظيفة بل التزام وطني، وأن على النخبة الأردنية أن تستعيد دورها الحقيقي في التفكير بحرية والعمل بجرأة لتكون صوت الناس وضمير الوطن.
يؤمن المهندس عبيدات بأن الشباب هم عنوان المرحلة المقبلة، وهم القوة القادرة على صناعة المستقبل إذا ما أتيح لهم التعليم النوعي والفرص العادلة، وانطلاقاً من هذه الرؤية يركز على تطوير التعليم وربطه بالهوية الوطنية والثقافة الأردنية ليصبح التعليم مشروعاً للوعي والانتماء لا مجرد وسيلة للوظيفة، كما يولي اهتماماً خاصاً بقطاع الزراعة بوصفه أحد مفاتيح الأمن الوطني، داعياً إلى تمكين الشباب من دخول هذا القطاع الحيوي وتطويره بالعلم والتكنولوجيا بما يعزز الاكتفاء الذاتي ويخدم أهداف التنمية المستدامة، إنه يترجم رؤيته الوطنية في دعم الشباب والتعليم والزراعة إلى مشروع وطني متكامل يتقاطع مع رؤية ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني في تمكين الشباب ورفع سوية مشاركتهم في البناء الوطني.
ينتمي المهندس علاء عبيدات إلى عائلة أردنية عريقة في بني كنانة والكفارات، عُرفت بالقيادة والمشيخة منذ ما قبل التنظيمات العثمانية وشاركت في إدارة شؤون القضاء والناحية على مدى أجيال، وهو تاريخ موثق في السالنامات العثمانية، ويستمد عبيدات من هذا الإرث الوطني جذوره الراسخة في خدمة الوطن والناس، فهو حفيد الزعيم الوطني قويدر عبيدات مؤسس مؤتمر أم قيس الوطني الذي دعا منذ بدايات الدولة إلى أن تكون الزعامة عربية إسلامية هاشمية بقيادة الملك المؤسس عبدالله الأول بن الحسين، ومن هذا التاريخ المشرف ورث علاء عبيدات روح الانتماء والمسؤولية، فجمع بين الأصالة التاريخية والتفكير العصري ليكون امتداداً لجيل حمل راية الزعامة بالأمس ويمضي اليوم بفكر إصلاحي وطني نحو المستقبل.
يُشبَّه المهندس عبيدات بجذور الزيتون الأردني، ثابتة في الأرض رغم الرياح، تثمر أينما زُرعت، وتبقى رمزاً للعطاء الدائم، وعلى الرغم من تجاربه المهنية خارج الوطن، إلا أنه ظل مرتبطاً بأرضه وأهله، ولم تغب عنه قضايا وطنه لحظة واحدة، بل وظف خبراته العملية في خدمة قضايا الإنسان والمكان، وهو يؤمن أن الهجرة من أجل العمل قد تكون ضرورة، لكن الهجرة عن الوطن خيانة للانتماء، لذلك ظل صوته حاضراً في النقاشات الوطنية، حاملاً همّ الوطن في فكره وضميره.
يتبنى المهندس عبيدات طرحاً فكرياً ناضجاً يعتبر أن النخبة الحقيقية هي التي تفكر بحرية وتعمل بجرأة وتبقى قريبة من وجدان الناس، ويحذر من ظاهرة النخب المحسوبة أو المنضبطة بالولاء على حساب الكفاءة، مؤكداً أن الولاء الحقيقي هو ولاء وعيٍ وعملٍ وإنجاز، ويرى أن تراجع الانتماء الوطني والعزوف السياسي وتشجيع الهجرة هي نتائج طبيعية لابتعاد النخبة عن دورها الحقيقي، داعياً إلى إعادة بناء الثقة الوطنية عبر الحوار والمشاركة وتمكين الكفاءات الشابة من المساهمة في صناعة القرار.
وبما يحمله من فكر ووعي وتجربة، يمثل المهندس علاء عبيدات أحد النماذج الوطنية التي تمتلك مقومات القيادة والتشريع في المرحلة القادمة، فهو يمتلك ثقافة قانونية واجتماعية تؤهله لأن يكون صوتاً حقيقياً للناس داخل المؤسسات التشريعية، ومساهماً في بناء وصياغة التشريعات التي تعزز التنمية الشاملة، إيماناً منه بأن التشريع ليس منصباً بل منبر خدمة ومسؤولية وطنية تجاه الدولة والمجتمع.
إن الحديث عن المهندس علاء فخري عبيدات هو حديث عن نموذج وطني أردني متجدد، يجمع بين العلم والفكر، وبين التاريخ والرؤية، وبين الانتماء والعمل، يمثل جيلاً من النخب الأردنية الجديدة التي تؤمن بأن الوطن فكرة مستمرة ومسؤولية لا تنتهي، وأن الوفاء الحقيقي للأردن وقيادته هو في العمل المخلص والفكر الواعي، هو صوت أردني صادق، وفكر نخبوي معتدل، وشخصية تمتلك من الخبرة والوعي والجرأة ما يجعلها إضافة نوعية إلى دائرة التشريع الأردني في قادم الأيام، وهو ببساطة مهندس الوطن القادم بفكر نقي وانتماء لا يُساوم عليه.