أُستقبلَ سمو الأمير الحسن بن طلال يوم أمس في جامعة اليرموك استقبالًا حافلًا أكان ذلك من إدارة الجامعة وأسرتها أو من طلبتها الذين اصطفوا للترحاب بالأمير المحبوب، وذلك بالعموم يفسّرُ طبيعة ونوعية العلاقة العقدية الوثيقة بين الهاشميين والأردنيين التي اتسمت ومنذُ نشأة المملكة بصدق الانتماء التلقائي لأسرة عربية هاشمية ملأت الأرض زهوًا وكانت تلك هي الروح التي قامت عليها الدولة الأردنية في هذه البقعة من العالم وفي وسط إقليم عربي ملتهب ومليء بالأحداث والتحديات، وتحت هذا الفهم جاءت زيارة الأمير الحسن لتندرج ضمن نهج ملكي كرّسه عميد آل البيت جلالة الملك في المشهد الوطني في رسالة أراد الملك منها أن يكون قريبًا من الناس وهو القائل (.... فنحن في الأردن نؤمن أننا أسرة واحدة يتساوى أفرادها في جميع الحقوق والواجبات بغض النظر عن الأصول والمنابت).

يتحدث الحسن بن طلال بنظرة المحلل وصاحب الرؤية ويصبُ تركيزه على أربعة جوانب هامة يرى فيها رافعاتٍ قوية لخدمة الاقتصاد الوطني، أولهما ربط الشركات الصناعية في المملكة بمؤسسات التدريب المهني والجامعات، وثانيهما إيجاد فرص العمل تُعزز التمكين الاقتصادي بضمان زيادة الانتاجية، ثم يذهب في حديثه إلى الأولويتين الأُخريين امتدادًا لما ذكره في مدينة الحسن الصناعية فيوجّه وأمام رؤساء الجامعات الأردنية إلى ضرورة ربط مخرجات البحث العلمي بالصناعة، قبل أن يناقش مع الذوات من قامات الوطن الأكاديمية ملف مؤتمر الشباب والنهضة المنوي عقده في نيسان من العام القادم، مستذكرين في هذا المقام التوجيهات الملكية في مأسسة العمل الشبابي وعقد شراكات فاعلة مع المؤسسات الحكومية ومؤسسات القطاع الخاص وإطلاق الاستراتيجيات الوطنية للشباب الأمر الذي جعل الاهتمام بالشباب ودعم أفكارهم ومشاريعهم ومبادراتهم ومشاركاتهم في صنع القرار وفي مختلف الحوارات الوطنية ركيزة أساسية من ثوابت النهج الملكي.

ومما لا شك فيه أن حديث الأمير الحسن عن هذه المحاور المفصلية في دفع عجلة الاقتصاد الأردني خطوات إلى الأمام، يكتسب أهمية مضاعفة باختيار سموه أن يكون الحديث أمام رؤساء الجامعات باعتبارها المؤسسات الوطنية المتقدمة في ناحية دعم البحث العلمي الخلّاق بالوجهة التي يشيرُ إليها الأمير لا سيما من ناحية ربطها بالصناعة وضرورة الاستثمار في البحث العلمي ودعم الإبداع الذي يعتمد على الشباب القادر على احدث التغيير المنشود جزء أساسي لنهضة الوطن وتقدمه، وغني عن القول أهمية دور الجامعات وتعاونها مع الصناعيين في توفير نوافذ تمويلية لدعم البحث العلمي مما يسهم في توفير فرص العمل والاستثمار في قدرات الشباب وتسخير طاقاتهم الإبداعية لرفعة الأردن، وزد على ذلك أن ربط البحث العلمي بالصناعة من شأنه تعزيز تنافسية الصناعة الأردنية، مقدرين عاليًا جهود جلالة الملك الذي عمل على تعزيز شراكة المملكة مع مختلف دول العالم وتبنى سياسات الانفتاح التجاري بانضمام الأردن لعضوية منظمة التجارة العالمية وتوقيع الاتفاقيات التجارية الثنائية والمتعددة، ما أسهم في فتح أبواب وآفاق واسعة أمام المنتجات الوطنية، ما جعلها تعبر للأسواق العالمية وتعزز وجودها فيها.

الرئيس الشاب في جامعة اليرموك دكتور مالك الشرايري الذي كان سعيدًا بزيارة الأمير لمؤسسته الأكاديمية، أثنى مباركًا على رؤية الأمير مُذكِّرًا بالدور الكبير والجوانب المهمة التي يضطلع بها الأمير الحسن في مسيرة الفكر والعلم ودعم أهمية البحث العلمي والتفكير النقدي لمواجهة التحديات لتشجيع الإنجازات العلمية والتعليمية في المؤسسات الوطنية ونشر المعرفة العلمية على نطاق واسع، ودمجها مع مجالات الحياة لخدمة الإنسانية، وحديث الرئيس يؤكد أن البحث العلمي وربطه بالصناعة يُعدُّ محركًا اقتصاديًا وإنتاجيًا وطنيًا، وكل ذلك يشي بأن اليرموك ستكون انطلاقة وبوابة لتبني الأفكار التي دعا إليها الأمير الحسن في زيارته المباركة.