facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الهوية الوطنية الأردنية تمثل الحقيقة الوجودية للدولة والمجتمع


د. بركات النمر العبادي
13-11-2025 10:34 AM

* الهوية الوطنية الأردنية : الكينونة التي لا بديل لها

في لحظات التحول ، تبرز الأسئلة الوجودية لا التقنية ، وفي زمن التداخلات والضغوط ، لا يكفي أن نسأل : من نحن ؟، بل يجب أن نسأل: من نريد أن نكون ؟

ولعل أخطر الأسئلة على الإطلاق هو ذاك الذي يُطرح على استحياء ، حين يُفتح باب التشكيك في ماهيّة الهوية الوطنية ، ويُقدَّم البديل المقترح في ثوب "الهوية الجامعة" ، وكأن الأصل بات موضع شك ، والفرع بات بديلاً مستساغًا.

لكن الحقيقة التي يجب أن تُقال بصوت هادئ وعميق هي أن الهوية الوطنية الأردنية ليست إطارًا إداريًا أو مشروعًا سياسيًا عابرًا ، بل هي كينونة وجودية للدولة ، وتجلٍّ تاريخي لروح المجتمع الأردني.
في فلسفة الهوية : الأصل لا يُستبدل

الهوية ، في جوهرها الفلسفي ، ليست شعارًا ولا وثيقة ، بل هي الذاكرة التي يتوارثها الجسد الجمعي للأمة، كما انها الوعي العميق بالذات ، ذلك الذي يتشكّل عبر الزمن لا عبر القرار، وعبر التجربة لا عبر التنظير.

الهوية الوطنية الأردنية، بهذا المعنى، هي:
• اللغة التي تحدث بها الأردنيون في فرحهم وخوفهم.
• الولاء الذي لم ينكسر في أشد المراحل التاريخية قسوة.
• الرموز التي نُقشت في الوجدان لا على الورق فقط.
• القيادة التي لم تكن حكمًا، بل حاضنًا للتاريخ والجغرافيا والناس.

من ينظر إلى الهوية بوصفها إطارًا تنظيميًا فقط ، لا يفهم الفلسفة العميقة للدولة. فالهوية ليست قرارًا يصدر، بل قدرٌ يُعاش.
الهوية الجامعة : المفهوم الذي يحاول أن يولد من غير رحم

ما يُطرح اليوم تحت مسمى "الهوية الجامعة" قد يبدو لأول وهلة مشروعًا توفيقيًا ، يبتغي التعددية والمواطنة ، لكن الفلسفة لا تكتفي بالنوايا، بل تُفتّش في الجذور.

الهوية الجامعة ــ كما تُقدَّم في بعض الخطابات ــ تسعى لتذويب الفوارق ، لكنها تنسى أن الاختلاف ليس عيبًا ، بل هو أحد شروط الانتماء الناضج.

الانتماء ليس مسحًا للهويات ، بل انتظامها في سُلّم وطني ، رأسه الهوية الوطنية التي ولدت مع نشأة الدولة نفسها.

إن كل مشروع بديل عن الهوية الوطنية ، مهما تجمّل بمفردات الحقوق والتشاركية ، يظل مشروعًا ناقص الجوهر ، لأنه لم ينبثق من التاريخ ، بل من الارتباك.

الأردن : دولة بهوية لا تتكرر

الأردن ليس دولة حديثة فحسب ، بل هو تجلٍّ عميق لهوية تشكّلت من لحظة التحام الإنسان بالأرض ، والقبيلة بالمدينة ، والقيادة بالشعب.
• هوية الأردن ليست شرقًا ولا غربًا ، بل نقطة التقاء نادرة.
• ليست طارئة ، بل ضاربة في الجذور حتى قبل الترسيمات الحديثة.
• ليست مُصنّعة في لجان ، بل منحوتة في القلب الجمعي لكل من عاشها وعاش لأجلها.

ومن هنا ، فإن أي محاولة للحديث عن بدائل ، أو مقاربات هوياتية جديدة ، إنما تنطلق من تجاهل فلسفي عميق لحقيقة أن الدول لا تُبنى بهويات مؤقتة ، بل بهويات راسخة كالأردن.

الهوية ليست خيارًا... بل مصير

إن من يتعامل مع الهوية الوطنية بوصفها ملفًا إداريًا ، يمكن طرحه أو إغلاقه ، لا يفهم أن الشعوب لا تحيا بدون روح ، وأن الهوية هي الروح التي تسكن الجغرافيا.

ومن هنا فإن الأردن لا يملك ترف التجريب في موضوع الهوية ، لأنها ليست مجرد شكل ، بل معنى وجوده ذاته.

وكما نقول نحن ىالمحافظين ، الدولة التي تتخلى عن هويتها، تفقد ثقتها بنفسها.

والدولة التي تفاوض على هويتها ، قد تتنازل عن جوهرها دون أن تدري.

خاتمة : لندافع عن المعنى... لا عن الشكل فقط

لسنا ضد المواطنة الكاملة ، بل نحن روّادها.

لسنا ضد التنوع ، بل نحن أبناء له.

لكننا نقول: كل ذلك لا يكون إلا داخل إطار الهوية الوطنية الأردنية ، لا خارجها ، ولا فوقها ، ولا على حسابها إن الحفاظ على الهوية الوطنية ليس ترفًا محافظًا ، بل واجب فلسفي وسياسي وأخلاقي ، لأنها الضمانة الوحيدة ألا نفقد ذاتنا ونحن نظن أننا نطوّرها.
في زمن السيولة ، تحتاج الدول إلى أصل ثابت.

وفي زمن الشعارات ، يحتاج الأردني إلى يقين.

وذلك اليقين هو : الأردن بهويته الوطنية ، لا بغيرها.

حمى الله وطننا الاردن من كل كريهةُ ونصره على من عاداه.

* حزب المحافظين الاردني/ نائب سابق





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :