facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




محمد الرقاد في ذكرى رحيله


أحمد الحوراني
16-11-2025 09:21 AM

صادفت يوم أمس الذكرى الخامسة لوفاة الفريق محمد باشا الرقاد الذي انتقل الى رحاب الله بعد حياة عملية جادة وعريضة امتازت بخدمته المخلصة للوطن والعرش الهاشمي عبر نافذة جهاز المخابرات العامة الذي تجاوزت خدمته في اروقته ودوائره عقود زمنية طويلة توجت بثقة جلالة الملك عبدالله الثاني الذي رأى فيه من الخبرة والولاء الصادق والنباهة والذكاء ما يجعله اهلا لأن يكون مديرا عاما للمخابرات الأردنية في وقت كانت فيه المنطقة العربية حبلى بالتحديات والاحداث التي تلقي بظلالها ونتائجها على الاردن فضلا عن الداخل الأردني الذي شهد حراكا في العقد الثاني من الالفية الثانية فكان رحمه الله فارسا شجاعا من فرسان الحق المؤتمنين على ما استودعه الملك في عنق أبي ثامر من امانة ثقيلة حملها بصبره وقوته موظفا في ذلك خبراته الامنية التي كان حريصا على مراكمتها ومضاعفتها منذ التحق بهذا الجهاز مطلع ثمانينيات القرن الماضي.

التقيت الرقاد في مناسبات عامة فكان من الرزانة بمكان وكان حديثه يتسم بالهدوء وكان يعرف كيف يتحدث ومتى وكيف يوصل الفكرة والاجابة للسائل مقدرا في ذلك حساسية موقعه الذي يتطلب صفات ومزايا اكثر دقة منا يجب أن تتوفر في غيره لانه الأكثر قربا واطلاعا على رسالة ودور وأهمية جهاز المخابرات العامة في حفظ امن الوطن وصيانة مقدراته ومكتسباته بكل ما يقتضيه ذلك من عمل دؤوب ومسؤول ومتواصل ليلا ونهارا لان الوطن كان بنظر ابي ثامر القيمة التي تستحق الفداء والتضحية بالغالي والنفيس ومهما بلغت الاثمان.

عاش الفريق الرقاد جنديا أردنيا نشميا مهابا وظل حميد الصفات، وعرفه الناس رجلا مملوء الهيبة وموفور الكرامة متواضعا خبيرا يعمل بعزم شديد وبحماس منقطع النظير واضعا جهده وعقله وايمانه بصورة مستمرة لتجسيد انتماءه الكامل لوطنه مع حرصه على الاحتفاظ لنفسه بمثله ومبادئه ليحقق في كل سنوات مسيرته الحد الأقصى الممكن من الانجاز والنجاحات بقدر ما كانت تسمح به الظروف والامكانات وكان اسلوبه يتميز دائما بايمانه بالعمل بروح الفريق الواحد وبكل ما عرف عنه من احترام للرأي الاخر وبمثابرته وعصاميته دون أن تثنيه العقبات عن الصمود في مواقفه.

نستذكر الفريق محمد الرقاد رجلا من رجالات الدولة لا تمحى صورته من الاذهان ولا ينقطع ذكره بل يستمر بقدر ما يظل مثله حيا في محيطه خصوصا في هذه الظروف المصيرية حيث يحتاج الوطن الى التمسك بالثوابت في هذا العالم المتغير والمتطور بأحداثه المتسارعه وكذلك بالقواعد والاسس التي انطلق منها فقيدنا الكبير وسار على هديها مدى عمره الحافل الذي كان فيه رمزا وفيا لوطنه ولعائلته ولعمله على اكمل ما يكون الوفاء.

احيانا يصعب تقبل فكرة غياب بعض الأشخاص عن مسرح حياتنا لا سيما اذا كان بحجم وبصفات الفريق ابو ثامر الذي اسدل الموت الستارة على حياته التي كانت ينبوع عطاء لا ينضب ومصدر خصب لا يعرف الجفاف، واذا كنا نستحضر الفقيد في ذكراه الخامسة ونؤمن ان الخسارة فادحة وان الخطب برحيله كان جما، فإن عزاءنا وعزاء الناس في ما تركه من إرث خالد متمثل في ابناءه الميامين واسرته التي تحفظ له العهد والوعد بحكمتهم وتربيتهم واخلاصهم لوطنهم ونجاحهم في اعمالهم وفي محبتهم للناس ومحبة الناس لهم وتلك كانت أبرز ما حرص الفقيد على غرسه فيهم قيما اصيلة وعادات راقية راسخة لتجعل منهم خير خلف لخير سلف.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :