يليق بالملك والاردن هذه الحفاوة الآسيوية
د.محمد البدور
17-11-2025 12:08 PM
خلال رحلة جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين الآسيوية، كان من اللافت للنظر تلك الحفاوة المبهرة خلال استقبال جلالته في كل دولة زارها، وهذا يدل على التقدير السياسي الخاص، والاحترام الدبلوماسي الفريد، والتكريم الرسمي الرفيع الذي درجت عليه المراسم والبروتوكولات العالمية التي تليق بقدوم الملوك والأباطرة العظماء.
فما بين عراقة القيادة وتاريخها العميق، وما بين إنسانيتها التي تسمو فوق كل الفروقات وتجاذبات السياسيين الدوليين، يأتي الملوك كمحكّمين للعدالة الدولية والرشد السياسي الحكيم، وهذا ما حظي به جلالة الملك عبد الله الثاني خلال تلك الرحلة السياسية والاقتصادية والاستراتيجية لدول ظلّت على الدوام صديقة للأردن، والأقرب إلى وجهته السياسية في إحلال السلام بين الشعوب، وفي منطقة الشرق الأوسط، وفي المسألة الفلسطينية – العربية والإسرائيلية.
حقيقة لا تخفى على العالم أن ملكنا سيظل في الخلد الذهني الدولي الرمز العربي والمرجعيةً للنصح والرشد للقرار السياسي الإقليمي وقضايا الشرق الأوسط، لطالما طال عمر هذه القيادة لأكثر من قرن ونيف حمل فيه الملوك الهاشميون الرسالة العربية والسارية الفلسطينية والراية الإسلامية في إقليمنا الى كل المحافل الدولية وهذا تاريخ مجيد أطول من عمر أي زعيم أراد أن يقرر مصيرنا، أو يزور تاريخنا، أو يؤوّل موروثنا.
فالهاشميون أصحاب القداسة الدينية والسياسية والعربية، والأصالة التاريخية في منطقتنا. ولهذا لم تستقبل دول آسيا التي زارها جلالة الملك زعيمًا سياسيًا فحسب، بل استقبلته كعمدة تاريخية عظيمة تتجلى بعظمتها فوق كل الاعتبارات والتقاليد الدبلوماسية.
نعم، كانت جولة جلالته ناجحة ومتميزة بنتائجها، وقد رسمت خارطة طريق عصرية ومعاصرة تؤطر علاقات الصداقة والتعاون والشراكة مع تلك الدول التي تكنّ كل الاحترام والتقدير لشعب الأردن العظيم وملكه المعظّم.