الجولة الملكية الى الشرق .. رحلة تحمل الحكمة والأمل
د. دانييلا القرعان
17-11-2025 01:13 PM
عاد جلالة الملك عبدالله الثاني إلى أرض الوطن بعد جولة آسيوية واسعة، جولة بدت كأنها عبورٌ نحو آفاق جديدة، وفتحٌ لأبواب بعيدة كانت تنتظر طرقاً يليق بثقة الأردن ومكانته، لم تكن زيارات بروتوكولية عابرة بل كانت رحلة محمّلة بروح الشرق، بما فيه من حكمة وعمق وتجارب تصنع نهضات الشعوب وتصوغ المستقبل.
في تلك المدن التي يتقاطع فيها الماضي مع الحاضر، تتشابك فيها حداثة العمران مع رصانة الفكر، كان جلالته يلتقي بقادة وزعماء ورجال اقتصاد، يضع معهم خرائط تعاون ويرسم مسارات تنمية، مباحثات حملت جدّية الرؤية، وعمق التخطيط، وإيماناً بأن الأردن يستحق بأن يكون جزءاً من الحراك العالمي، وأن يمدّ جسوراً نحو الدول التي أثبتت بأن بالإمكان تحويل التحديات إلى فرص، وبأن الطريق إلى الازدهار يبدأ بفكرة، ويكبر بعمل وبصبر وبشراكات حقيقية.
عبّر جلالته عبر منصة X عن امتنانه لحفاوة الاستقبال، وتقديره لتلك اللقاءات التي حملت نقاشات صادقة حول الاقتصاد، الاستثمار، التكنولوجيا والطاقة، وعن أمله أن تتحول هذه الخطوة إلى واقع ملموس يلمسه الأردني في حياته اليومية، وإلى شراكات تُبنى على الثقة والاحترام المتبادل.
هذه الجولة بكل ما فيها من تنوّع جغرافي وثقافي، تشكّل انعكاساً لرؤية أردنية تتقدم بهدوء وثبات نحو العالم. فالأردن على الرغم من صغر المساحة وكثرة التحديات يمتلك روحاً كبيرة، وموقعاً استثنائياً، وإرادة قيادة تعرف كيف تترجم الحضور السياسي إلى فرص اقتصادية، وكيف تجعل من مسافات الرحلة جسوراً تُفضي إلى تعاون ونماء.
مع عودة جلالته إلى عمّان، تعود معه الحقائب ممتلئة بالآمال، وتفاهمات تنتظر أن تُصبح مشاريع، وخطوات تحتاج إلى متابعة وتنسيق وعمل مشترك بين القطاعين العام والخاص، فالقيمة الحقيقية لأي جولة ملكية ليست في صورتها، بل في أثرها، وفي ما تتركه من أثرٍ اقتصادي وتنموي يعزز صمود الأردن ويدفعه إلى الأمام، كما أنها جولة ملكية تُذكّرنا بأن المكان الذي نريد أن يصل إليه وطننا يمكن أن نراه واضحاً كلما اتسعت رؤيتنا، وأن الأردن حين يذهب إلى العالم، يعود دائماً أقوى، محمّلاً بضوء جديد، وبإيمان متجدّد بأن الغد أفضل، وأن الأمل مهما ضاقت الظروف لا يخيب إذا حملته قيادة تعرف الطريق، ووطن يستحق أن يُفتح له أوسع الأبواب، الشكر كل الشكر لكم يا سيدنا المفدى على هذا العطاء وهذه الانجازات، وسنظل نفاخر بكم الدنيا، والله الموفق.