facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




يدٌ أنقذت جامعةً في الظلام .. هل تنقذ استثماراتٍ ضاعت في الضوء؟


محمود الدباس - أبو الليث
20-11-2025 03:10 PM

كانت صرخة زياد المناصير تلك الليلة.. أشبه بصوتٍ يخرج من باطن الأرض.. كأن رجلا ظلّ صابرا دهرا.. ثم رأى أن الصبر نفسه بدأ يختنق.. فقرّر أن يفتح النافذة.. وينادي باسم الوطن قبل أن ينادي باسمه.. وحين ارتفع الصوت.. ارتجّت الجدران التي ظنها البعض محصّنة.. وفتحت الأبواب التي تعوّدت ألا تفتح إلا بأمرٍ من فوق.. فتحركت الحكومة.. واهتزت الكراسي.. وتقدمت هيئة النزاهة.. وكأن الصفارة أُطلقت أخيرا.. ليبدأ السباق الحقيقي نحو كشف ما كان يدور في العتمة..

ولم يكن صوت البروفيسور نجيب أبو كركي - رئيس جامعة الحسين بن طلال الاسبق- أقلّ قوة.. فهذا الرجل الذي أعرف أنه لا يجامل حتى نفسه.. ولا يضع الماء على النار إذا رأى أنها ظالمة.. خرج ليقول كلمة في حق مجموعة المناصير.. كلمة تكشف معدن الرجال.. عندما تكون الدولة في لحظة اختبار.. فقد روت شهادته حكاية تلك الجامعة.. التي انقطع عنها الضوء.. وتوقفت شرايينها عن النبض.. بعدما تراكمت عليها الديون.. وحتى أن مركبة الرئيس كان عليها أمر حجز..

إلا جهة واحدة بقيت تحمل الجرة إلى البئر كل صباح.. مجموعة المناصير.. التي واصلت تزويدها بالوقود لتستمر قاعات الدرس.. ويستمر ابناؤنا في تعلم ما يستحقونه.. بينما كان بإمكان المجموعة.. أن تنسحب وتغلق الباب وتقول.. ليس هذا شأننا.. لكنها لم تفعل.. لأنها كانت ترى الجامعة جزءا من وظيفة الوطن نفسه.. وليست عقدا بين بائع ومشتري..

أعرف أن زياد المناصير رجل أعمال.. يبحث عن الربح مثل كل من يعمل في السوق.. لكنه أيضا رجلٌ اكتشف مبكرا.. أن الربح الحقيقي لا يكون في أن تربح وحدك.. بل في أن تربح أنت والبلد معا.. وأن المشاريع الوطنية ليست مجرد صفقات.. بل جذورٌ إذا نمتْ.. حملت معها البلد كله.. لذلك لم نره يوما يعطل مشروع منافس.. ولا يحسد نجاح آخر.. فقد تجاوز منذ زمن تلك المساحات الضيقة.. وصعد إلى مكان يرى فيه الاقتصاد كله خريطة واحدة.. لا مربعات متصارعة.. وكما يقال.. أصبح الرجل فوق مستوى الحسد.. لأنه كبر حتى صار النجاح الكبير.. لا يتأثر بصوتٍ صغير عند زاوية الطريق..

ومن هنا.. ومن شهادة البروفيسور الكركي.. ومن الارتجاج الذي أحدثته صرخته في جسد الدولة.. أجدني أقولها بصوتٍ لا يعرف الالتفاف.. إن الحمل اليوم عليكم أصبح أكبر من قبل.. لأنك يا ابن المناصير أصبحت قادرا على حمله.. ولأن الناس باتت ترى فيك ما هو أبعد من رجل استثمارات ناجح.. باتت ترى فيك شيخ المستثمرين الاردنيين.. الرجل الذي يستطيع أن يجمع ما تفرّق.. وأن يضع على الطاولة قضية أولئك العشرات.. بل المئات.. الذين دخلوا إلى الاستثمار بأوراق رسمية.. وتراخيص قانونية.. ومخططات معتمدة.. ثم وجدوا أنفسهم فجأة أمام قرارٍ يبتر أحلامهم.. ويوقف مشاريعهم بلا سابق إنذار.. فخسروا الملايين.. وخسر البلد فرص العمل.. وخسر السوق تنافسيته ونبضه.. ولم يسمع أحد لصوتهم حين صرخوا.. لأن أصواتهم كانت أصغر من حجم الأبواب المغلقة أمامهم..

اليوم.. الكرة في ملعبك.. والوطن يناديك بصوت لا يشبه أي نداء.. لأنك وحدك القادر على فتح هذا الملف.. ليس لتربح أنت.. بل ليربح البلد كله.. ولتعرف المؤسسات.. أن المستثمر ليس رقما يمكن الضغط عليه.. ولا دمية يمكن تحريكها.. بل شريك في بناء الدولة.. وأن السيطرة على اقتصاد بلد ليست لعبة.. ولا يمكن أن تُترك لمزاج شخص ولا نفوذ جهة.. لأنه حين يختنق المستثمر.. يختنق معه المواطن.. والسوق.. والدولة ذاتها..

ولذلك أسألك.. وأسأل الوطن معك.. هل ستقبل أن تحمل لقب شيخ المستثمرين قولا وفعلا.. وتدفع بصوت هؤلاء الذين انكسرت أصواتهم.. لتعيد لهم حقهم.. وتعيد للاقتصاد نبضه.. وتعيد لوطننا الثقة بأن أحدا لا يُطفئ شمعة مشروع بعد أن تُضاء؟!.. وهل ستكون صرختك هذه بداية لتحرير الاستثمار من الخوف.. ومن الظلال الثقيلة.. التي جعلت البعض يهرب بأمواله.. بدل أن يزرعها هنا؟!..

هذا يومك يا زياد المناصير.. وهذا يوم الوطن أيضا.. فلا تجعل صرختك تتوقف عند أبواب قضيتك وحدها.. بل لتكن جسرا يُنقذ غيرك.. ويعيد ترتيب المشهد كما يجب أن يكون.. لأنك اليوم قادر على أن تليّن الحجر.. وقادر على أن تفتح نافذة.. ضاقت حتى كادت تختفي.. والوطن لا ينسى مَن يقف معه ساعة الحقيقة.. ولا يضيع صرخة خرجت من أجل أن يبقى واقفا.. ثابتاً.. كما يجب أن يكون دائما..





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :