الأرواحُ جنودٌ مجندةٌ فما تعارفَ منها ائتلفَ وما تناكرَ منها اختلفَ.
لقاء الطفل بالصدفة قد يحمل بين طياته مشاعر مختلفة تتراوح بين الدهشة والفضول والسعادة .وقد ينعكس هذا اللقاء بتجارب مختلفة، مثل الشعور بالأنجذاب نحو طفل أو استكشاف تفاصيل جديدة في حياته أو شعوره بالدفء والأمان في بعض الاحيان مجرد فرصة للتعرف
كنت بالصدفة برفقة أخي واخواتي بشارع الملك طلال وهو من أقدم شوارع عمان ، ومن بواكير تاريخ العاصمة الأردنية المتزينة بمعالم حضارية وتجارية ما زالت تعانق عبق الماضي وذكرياته .
وهنا كانت الصدفة التي جمعتني بطفل أسمه أمير وكان يجلس بأحد المحلات التجارية هو ووالدته وكانت سيدة أخرى وأعتقد أنها جدته، حيث كنا نمشي وكان هذا الطفل يجلس بالمحل التجاري ،فوقفنا لنسأل عن تكلفة سعر ؟ ورأيته ينظر إلي بنظرة جميلة ولم يطاوعني قلبي أن أمشي دون أن أتحدث اليه ولكنني مشيت خارج المحل بضعة خطوات وقلت لأخوتي سأرجع لأتحدث اليه وكانوا يضحكون من باب المداعبة ولكنني رجعت وقلت له :ما شاء الله نظراتك جذبتني لأتحدث معك ما أسمك؟ فقال لي أمير فقلت له ما أجمل أسمك وأسمك يحمل جمال وجهك وصفاتك فطلبت من والدته التصوير معه فوافقت بكل حب ورضى وقلت لها سأنشرها على صفحتي على مواقع التواصل فقالت لي لك الحرية ،وكانت سعادتي أوقات بسيطة وبعدها ودعته وقبلته وقلت له أنت طفل رائع وجميل ولكن لم تبتعد نظراته عني ولم أعرف السبب ؟وضل قلبي ملهوف لنظراته الجميلة .اللهم بارك لأهله به وبارك له بأهله .
المهم لم اعرف الا اسم أمير لم أعرف من أين هو ولا عائلته ولكن تبقى الارواح جنود مجندة ،ويبقى أمير قصة من القصص التي تصادفنا في الحياة أثناء مرورنا بها وما أجملها من لحظات . المهم أن هذه الصدف تلعب دوراً غريباً في حياتنا تثير الدهشة والتساؤل وبعض الصدف خارجة عن التصنيف وبعض الصدف تكون مثيرة وهناك صدف تفرقنا عن بعض ولكن تبقى مجرد لحظات وساعات معدودة تترك أثراً في دواخلنا .
ممتنون جداً لتلك اللحظات وتلك الكلمات وتلك الارواح السرمدية وتلك القلوب النقية الصادقة الوفية .