حديث ولي العهد في الطفيلة .. كيف نعيد تاريخنا الوطني الى سردية هادفة؟
د.بكر خازر المجالي
22-11-2025 08:26 AM
تستحق الطفيلة اسم الطفيلة الهاشمية ، فكانت هي موقع الانتصار الثاني في تاريخ الثورة العربية الكبرى بعد نجاح عملية فتح واحتلال العقبة في 6 تموز 1917 ، ولتكون بعدها معركة حد الدقيق في 25 كانون الثاني 1918 وبنتيجة مبهرة لتحقيق انتصار كبير صنعه اهل الطفيلة والمتطوعون الاردنيين الذين هبوا من الحسا والشوبك والكرك وغيرها وآزروا اخوانهم الطفايلة عدا عن دور الجيش النظامي للثورة وفيه قادة عسكريون أفذاذ من مثل جعفر العسكري وصبحي العمري وعبدالله الدليمي وغيرهم .
وكتب جعفر العسكري عن معركة حد الدقيق في المجلة العسكرية العراقية وهو من مؤسسي الجيش العراقي فيما بعد ، وكتب عن لورنس الذي كان موجودا في المعركة ولكنه كان مختبئا في بيت بالقرب من القلعة ولا زالت أطلال هذه البيوت قائمة ، وكيف كتب لورنس في مجلة اجنبية عن أن الانتصار في حد الدقيق كان بقيادته ونشر صورة وهو بين قادة جيش الثورة وامامهم غنائم من الاسلحة في المعركة . وفند جعفر العسكري رواية لورنس الذي كان يختبئ في كل معركة ولا يظهر الا بعد نهايتها لخوفه من القتل .
الحديث مع اذاعة الامن العام حول السردية التاريخية الاردنية ودور الشباب فيها وما هو دورنا جميعا في اعادة رسم سردية تاريخية وطنية اردنية خاصة في معمعة الاحداث في الاقليم التي يجب ان لا تأخذنا بعيدا عن تاريخينا وعن مستقبل الشباب الاردني الذي يبني هذا الوطن في مسيرة يومية.
قد أطلق سمو الامير ولي العهد مبادرة تستحق أن يكون لها ترجمة تطبيقية واقعية لتوجيه الفكر الاردني نحو تعظيم التاريخ الوطني واستجلاء معاني العزة والفخار في هذا التاريخ ، والاساس ان نعيد صياغة مشروع وطني اردني يركز على قيم التاريخ وتحقيق المعرفة النوعية وبيان ان مسيرتنا عبر التاريخ ما حادت عن العروبة وعن الجذرية الاردنية المتأصلة .
وهنا نتساءل من سيقوم بتحقيق مثل هذه المبادرة ؟ وهل نحتاج الى اعادة النظر في قوانين الثقافة ومنع الاهتراء الثقافي من مواصلة نخره في مجتمعنا ، ووقف النزيف فيه الذي هو على شكل تظاهرات سطحية ومنافع ومكاسب هزيلة ؟؟؟