الإخوان المسلمون بين تآكل الشرعية وتراجع المرجعية
د. صالح المعايطة
27-11-2025 01:33 AM
١.في البدايات دعونا نتوقف عند الحروب والصراعات التي مرت فيها المنطفة مرورا بالحرب على غزة التي بدأت في 7 اكتوبر 2023، واستمرت اكثر من762 يوما، والحرب على حزب الله والتي استمرت اكثر من 60 يوما وادت إلى هزيمة حزب الله وتصفية قياداته السياسية والعسكرية والامنية، كما علينا التوقف عند الحرب التي شنتها الولايات المتحدة وإسرائيل على ايران واستمرت 12 يوما ،وادت إلى اندحار وانسحاب إيران من كل من سوريا ولبنان ،وتصفية قيادات الصف الأول من رئيس الأركان ووزير الدفاع وقائد الحرس الثوري الايراني ،وعدد من العلماء النوويين.ونجحت الولايات المتحدة في اختراق الجبهة الداخلية الإيرانية وتدمير وتعطيل العديد من المفاعلات النووية والاسلحة الايرانية ،وكذلك شل منظومة الدفاع الجوي الصاروخي الإيراني، مما افقد ايران القدرة على الرد والردع والصد، وتم إلغاء محور الممانعة والمقاومة ووحدة الساحات وهذا الذي أضعف الإخوان المسلمين في الدول العربية ودول الإقليم والعالم، مما دفع الرئيس الأمريكي اتخاذ القرار التنفيذي لدراسة موقف تنظيم الإخوان المسلمين في الولايات المتحدة وأوروبا وبعض الدول العربية، اضافة الى دخول جماعة الحوثي الحرب ضد إسرائيل من اجل اسناد غزة، دون تحقيق اي شيء سوى تخريب اليمن وتعطيل التنمية المستدامة.
٢.اعود إلى عنوان المقال.. ونطرح السؤال التالي:
هل هناك إعادة هندسة للتنظيمات الإسلامية التي تحمل افكار الإسلام الاصولي المتطرف، ويقفون في خندق الاستقطابات والاصطفافات ضد الدول التي كانت ترعاها، بعد أن اثبتت الحروب التي جرت والحروب الممتدة على أن تنظيم الإخوان المسلمين الذي مضى على تأسيسه اكثر من 100 عام لم يحقق شيئا لشعوبهم، بل ساهم تنظيم الأخوان المسلمين في تعطيل كل مشاريع التنمية المستدامة، واثاروا العديد من الصراعات الطائفية والمذهبية واهدروا الكثير من موارد الدول العربية والإسلامية، وبعض قيادات الأخوان المسلمين لجأت إلى الغرب والولايات المتحدة والدول الأوروبية مثل بريطانيا وفرنسا وكندا وتركيا وقاموا بالاستثمارات لدعم التنظيمات العسكرية الإرهابية في دول الشرق الأوسط وأفريقيا، معتقدين ان الحروب هي التي تحل النزاعات وثبت العكس والامثلة كثيرة ،ودعونا نرى ما يحصل في السودان والعراق واليمن ولبنان وغزة وبعض دول الساحل الافريقي.
٣.من هنا أدركت الإدارة الأمريكية والدول الأوروبية ان تنظيم الإخوان المسلمين تمدد وتوسع في أوروبا مستغلا مساحة الحرية وحقوق الإنسان، بالمقابل أدركت العديد من الدول العربية مبكرا ان خطر تنظيم الإخوان المسلمين قادم لهذا تم تصنيف جماعة الإخوان المسلمين على أنها تنظيم إرهابي يجب منعه من ممارسة اية أنشطة وخصوصا في مصر والأردن والبحرين ودولة الإمارات العربية والمملكة العربية السعودية، فهذه الدول لا تجامل في مستقبل تنمية شعوبها وحماية الأجيال القادمة من الفكر الراكد والعزلة والانطوائية والكبت والتطرف الفكري ... لهذا نجحت هذه الدول في تحجيم نشاطات الإخوان المسلمين على أراضي دولهم وإلقاء القبض على عدد من القيادات المتطرفة، كما قامت هذه الدول ايضا بتجفيف منابع التمويل والحواضن الاجتماعية لهذه التنظيمات التي عملت بالخفاء احيانا ،وخرجت على القانون وشكلت اذرع عسكرية مسلحة تعمل ضد شرعيه الدول العربية واصطدمت مع النظام ، ومن هنا اعتقد ان تنظيم الإخوان المسلمين في طريقه التراجع والانهيار فكرة وتنظيما اذا استمر يعارض الدولة ،ويفتعل الازمات الفكرية والسياسية وإثارة المشاكل من أجل تحقيق الأهداف والمصالح التي يرودونها في المنطقة وخلق كيانات داخل الدولة الشرعية وهذا ما نراه منذ عقود من الزمن .
٤.واخيرا أرى أن معظم دول العالم أدركت خطورة هذا التنظيم لهذا بدأت بمراجعة الانظمة والتشريعات للحد من نشاطات هذه التظيمات الإسلامية المنتشرة في معظم دول اوروبا ،ومنعهم من التمدد والتغلغل في المجتمعات والحواضن الاجتماعية لهذه التنظيمات الإسلامية المتطرفة وحماية وتحصين الشعوب والمجتمعات والدول ،وبهذا تعيش الدول وشعوبها بسلام وامن واستقرار .