facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




معن القطامين في عيون ضيوف الشارقة


السفير الدكتور موفق العجلوني
27-11-2025 10:26 AM

اطل معالي الدكتور معن القطامين الوزير الاستثنائي المشاكس و الذي نسف النظرية التي تقول : ان الاردنيين جميعاً يتطلعون لتولي منصب وزير .

اطل علينا و نحن نحتفي بضيوف من دولة الامارات العربيةً المتحدة الشقيقة و من امارة الشارقة بالذات بكل تالق و ترحاب و الفة و محبة ، و بدعوة كريمة من الدكتور عبد الفتاح العجلوني الرىيس التنفيذي و المدير العام لموسسة بست براكتس للتدريب و الاستشارات . و قد عرف عن الدكتور القطامين و خاصة في دولة الامارات انه مثالاً و نموذجاً فكرياً وقيادياً Leader مختلفاً في المشهد العربي؛ ليس باعتباره اقتصادياً أو أكاديمياً فحسب، ولا بصفته شخصية إعلامية أو سياسية، و ليس بصفةً شقيقه معالي الدكتور نضال القطامين معالي وزير النقل , بل لكونه يجمع هذه المجالات ضمن رؤية واحدة ترى التنمية باعتبارها مشروعاً مجتمعياً شاملاً. فهو يقدّم مقاربة تتجاوز المعالجات التقليدية التي تفصل بين الاقتصاد والثقافة، أو بين الإدارة والإعلام، ليضع إطاراً متكاملاً يتقاطع فيه الإصلاح المؤسسي مع بناء الوعي الاجتماعي وتمكين الشباب وصياغة مستقبل يعتمد على التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي.

تستند رؤية الدكتور القطامين حسب معرفتي به و قراءة افكاره ، إلى قناعة راسخة بأن التحول الاقتصادي الحقيقي لا يتحقق بالأدوات المالية وحدها، بل بتغيير طريقة تفكير الدولة والمجتمع. فالمؤسسات، في نظره، ليست هياكل تنظيمية فقط، بل “جهاز إنتاج للثقة”؛ وإذا غابت الثقة لم يعد لأي برامج أو خطط قدرة على صنع تحول مستدام. ولذلك يميل في تحليلاته إلى تشخيص المشكلات بلا تجميل، وتسمية التعطّلات الإدارية والفجوات المؤسسية بأسمائها، في محاولة لتأسيس نقاش صادق يسبق أي مشروع إصلاحي.

من هنا تتضح فلسفته القيادية القائمة على مبدأ: لا قرار فعال دون بيانات دقيقة، ولا إصلاح بلا وضوح، ولا وظيفة عامة بلا نزاهة.

هذا المزج بين الاقتصادي والأخلاقي يتجلى بوضوح في مواقفه السياسية، خصوصاً حين اختار الاستقالة من موقعه الوزاري بعد أن شعر بأن البيئة المؤسسية لم تعد تتوافق مع مشروعه في “ثورة استثمارية” كان يرى أنها مدخل رئيس للخروج من الأزمة الاقتصادية.

لم تكن استقالته حدثاً سياسياً بقدر ما كانت تعبيراً عن قناعة قيمية: القائد The Leader لا يستطيع الاستمرار في موقع فقد القدرة على التغيير. بذلك، يظهر القطامين منتمياً إلى مدرسة “الإصلاح من الداخل بشروط الوضوح”، وهي مدرسة نادرة في البيئات العربية.

على الجانب الآخر، يتعامل الدكتور القطامين مع الإعلام والثقافة بوصفهما امتداداً لعمله الاقتصادي، لا كأنشطة منفصلة. فهو يرى أن أي تحول اقتصادي يحتاج إلى رواية مبنية جيداً تُفهم على نطاق واسع، وأن المجتمعات لا تتبنى الإصلاحات ما لم تفهم معنى التغيير وكيفية تأثيره على حياتها اليومية.

لذلك انخرط مبكراً في الإنتاج الإعلامي والدرامي والتوعوي، ليس كخيار جانبي، بل كأداة استراتيجية لنشر الوعي الاقتصادي وتعزيز المشاركة المجتمعية وتحفيز الشباب على إدراك دورهم في صناعة المستقبل.

وفي السنوات الأخيرة، أصبح الذكاء الاصطناعي محوراً أساسياً في رؤية الدكتور القطامين المستقبلية. فهو يعتبره ليس مجرد تكنولوجيا، بل “لغة الاقتصاد الجديد”، ومحركاً لإعادة تشكيل سوق العمل، وإعادة توزيع الفرص، وصياغة شكل المنافسة بين الدول. وفي حين يندفع كثيرون نحو تبني الذكاء الاصطناعي من منظور تقني بحت، يقدّم القطامين قراءة أعمق تضع التكنولوجيا ضمن سياق سياسي واقتصادي أوسع:

*هل تمتلك الدول التشريعات المناسبة؟
*هل بنية الحكومات مرنة بما يكفي للتعامل مع التحولات السريعة؟
*وهل تم إعداد الشباب ليكونوا مستفيدين من الذكاء الاصطناعي لا متضررين منه؟

بهذه الأسئلة، يحوّل الخطاب التقني إلى رؤية استراتيجية قابلة للقياس والتطبيق.

ومن منظور إقليمي، فإن فكره يكتسب أهمية خاصة بالنسبة لدول مثل الإمارات العربية المتحدة، التي نجحت في بناء نموذج حكومي مبتكر قائم على المعرفة والحوكمة الرشيقة والتحول الرقمي. فرؤية القطامين تتقاطع مع هذه التحولات، سواء في فهمه لدور الاستثمار وسياسات تمكين القطاع الخاص، أو في تأكيده على بناء مؤسسات تعتمد على البيانات، أو في تقديره العميق لأهمية الإعلام الواعي في خلق مجتمع قادر على استيعاب التغيير. هذا التقاطع يجعل تجربته الفكرية نموذجاً قابلاً للدراسة في بيئات تبحث عن “أفضل الممارسات” في إدارة التحول المؤسسي.

على مستوى الاستشراف، تشير مسارات فكره وتوجهاته إلى أنه سيواصل تطوير خطاب يقوم على ثلاثة محاور أساسية: تعزيز اقتصاد المهارات الدقيقة القائم على الذكاء الاصطناعي، والدفع نحو إصلاح إداري مؤسسي يعالج التشوهات البنيوية، وتوسيع الدور التوعوي والإعلامي في نشر المعرفة الاقتصادية. وهذه المحاور، إذا ما التقت بإرادة سياسية وبيئة مؤسسية داعمة، يمكن أن تسهم في إعادة صياغة جزء معتبر من المشهد التنموي العربي خلال العقد القادم.

و اخيراً و ليس اخراً ، ما يميز الدكتور القطامين ليس كونه شخصية عامة متعددة الأدوار، بل قدرته على بناء رؤية مركّبة تجمع بين الاقتصاد والحوكمة والإعلام والشباب والتكنولوجيا في إطار واحد. إنها رؤية لا تدّعي الكمال، لكنها تمتلك عنصرين نادرين في التفكير العربي المعاصر: الصدق في التشخيص، والشجاعة في طرح الأسئلة الصعبة. ومن هنا يمكن القول إن فكره لا يُقرأ بوصفه سيرة، بل باعتباره مشروعاً فكرياً مفتوحاً يقدم للدول العربية فرصة لإعادة تخيّل الطريق نحو مستقبل أكثر كفاءة وابتكاراً وإنسانية .

شكراً لموءسسة بست براكتس للتدريب و الاستشارات "الاماراتية " بقيادة الدكتور عبد الفتاح العجلوني ، و شكراً للقامات خيرة الخيرة من امارة الشارقة الذين شرفونا و كانو ا السبب في لقاء الدكتور القطامين و حضور هذه الرحلة الرحبة و النادرة من العصف الذهني .

مركز فرح الدولي للدراسات و الابحاث الاستراتيجيةً
muwaffaq@ ajlouni.m





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :