“ديسمبر”؛ أنتَ الأخير، فكن الأحنّ
هبة الكايد
02-12-2025 12:31 AM
“ديسمبر؛ أنتَ الأخير فكن الأحنّ”، عبارة قرأتها عشرات المرّات اليوم، في أماكن وأشكال مختلفة: منشورات وحالات وستوريات وريلزات وغيرها.
نعم يا “كانون الأول”، أو كما اشتهرت يا "ديسمبر": ها أنتَ تطرق أبوابنا من جديد، متخفّيًا بجوّك البارد، محمَّلًا بذكرياتِ سنةٍ كاملةٍ مرّت بنا بكلّ ما فيها من وجعٍ وفرحٍ، وبكلّ ما حملتْ من خساراتٍ صغيرةٍ وانتصاراتٍ هادئة.
أعرف أنك آخرُ السطر، وأنك العلامةُ التي تضع حدًّا لما مضى، لكنّي لا أراك نهايةً، بل أراك تلك الاستراحةَ الرقيقة قبل بداية طريقٍ جديد.
“ديسمبر”؛ كُن أحنّ ممّا تَظهر، وخفّف عن قلوبٍ أثقلَتْها الأيام، وامنحْها دفئًا لا يأتي من مدفأة، بل من رحمةِ الله الواسعة، من يقينٍ داخليٍّ يقول: “ما فاتنا لم يكنْ لنا، وما هو قادمٌ يحمل لطفًا خفيًّا ننتظره”.
“ديسمبر”؛ اجمعْ ما تبقّى من أوجاعِ السنة واذهبْ بها بعيدًا، وعلّمْنا أن نطوي صفحاتِنا الماضية بامتنان، وأن نضع أحلامَنا في يد الله بطمأنينة؛ فهو وحده القادر على تحويل الأوجاع إلى هدايا، والخيباتِ إلى مفاجآتٍ ومعجزاتٍ كنّا نظنّ أنها لن تزول أبدًا.
كُن جسرًا نعبر عليه بسلامٍ نحو عامٍ جديد؛ عامٍ نصنع فيه ما لم نستطع صنعه من قبل، ونقابل فيه ما كتب الله لنا من خيرٍ لم نكن نتوقّعه.
وأخيرًا: مرحبًا بك يا “كانون الأول”، ولا بأس إن تأخّرت عطاياك؛ فكلُّ ما يأتي من الله، يأتي في وقته تمامًا.