الإمارات… حين تقترن الإدارة بالثروات
فيصل سلايطة
03-12-2025 11:33 AM
في ذكرى اليوم الوطني للإمارات، يعود الضوء ليقع على واحدة من أكثر التجارب نجاحًا في المنطقة والعالم. ليست الإمارات مجرد دولة غنية بالموارد، بل هي قبل ذلك نموذج فريد لكيف يمكن للإدارة الرشيدة أن تحوّل الثروة إلى قيمة، والفرص إلى مؤسسات، والرؤية إلى واقع يلمسه كل من يطأ أرضها.
لقد أثبتت الإمارات أنّ الإدارة قد تتفوّق على الثروات في الأهميّة؛ فالثروة بلا تخطيط تتبخر، بينما التخطيط بلا ثروة يستطيع أن يصنع نهضة، فكيف إذا اجتمعا معًا؟ لهذا نرى هذا الوطن الصاعد يسطر نجاحات متتالية: بنية تحتية تعتمد على الذكاء لا على الترف، سياسات اقتصادية تفتح الباب للاستثمار لا للبيروقراطية، ورؤية استراتيجية تدفع الدولة إلى مصافّ الدول العالمية في التكنولوجيا، والفضاء، والخدمات، والتنمية.
وما يميز الإمارات أنها لم تربط تقدمها بانغلاق أو تشدد، بل باحتضان التنوع. داخل هذا الوطن تتجاور عشرات الجنسيات، وتتعايش مئات الثقافات، وتعمل جموع من البشر تحت منظومة تحترم الإنسان وكرامته. توازنها الديني ليس شعارًا، بل ممارسة واقعية تحمي القيم وتمنح الحرية، فتجعل البيئة الاجتماعية أكثر انفتاحًا وقدرة على الإبداع.
وفي يومها الوطني، تستحق الإمارات تهنئة مختلف الشعوب على ما أصبحت تمثّله: دولة تستطيع أن تربط اسمها بالعالمية، وتحوّل بيئتها إلى مساحة تزهر فيها المواهب، وتؤكد بأن النجاح ليس صدفة، بل صناعة يومية تبدأ من فكرة وتنتهي برؤية وطنية شاملة.
إنها الإمارات… حين تقترن الإدارة بالثروات، تصبح النتيجة وطنًا يضيء المنطقة ويمنح الأمل بإمكان بناء مستقبل مختلف. كل عام والإمارات بخير.