الملك في زيارة الدكتور عوجان
أحمد الحوراني
08-12-2025 12:44 PM
المشهد لا يتكرر إلا لدينا في الأردن حيث ارتباط القيادة بالشعب ارتباطًا وثيقًا رسّخه جلالة الملك منذ اللحظة الأولى التي أكرمه الله فيها بشرف أمانة المسؤولية في قيادة الأردن عقب رحيل الحسين العظيم، فكان الملك وما زال قريبا من كافة فئات الناس من مؤسسات الدولة رجالاتها من عاملين ومتقاعدين في مختلف القطاعات، وبمنتهى الحرص على الاستماع إلى آرائهم ووجهات نظرهم ووضعهم بصورة ما يجري من حولنا من أحداث وتحديات، وما يعمل وما يبذل من جهد من أجل زوالها وتخطيها، ترجمة لقناعته بأن الجميع شركاء في تحمل المسؤولية، وهو القائل (...واعتزازي بأنني واحد منكم، لا يوازيه إلا الاعتزاز بوعيكم وصدق انتمائكم، وحرصكم على المشاركة في تحمل المسؤولية، وأداء الواجب، ووضع المصلحة الوطنية فوق كل المصالح والاعتبارات).
من هنا كانت زيارات جلالته في كثير من الأحيان تأخذ طابعًا شخصيًا بعيدًا عن مقتضيات البروتوكولات، فما يكاد يمر من الوقت إلا اليسير، لنرى الملك في منزل شخصية من الشخصيات الوطنية تقديرًا منه للدور الذي أداه هذا أو ذاك في خدمة الوطن والمواطن، وما زيارته المباركة لمعالي الدكتور بركات عوجان يوم أمس إلا تجسيدًا لهذا النهج الحكيم في إدامة قنوات التواصل مع رموز لا شكّ أنهم ساهموا في إسناد جهود تحقيق التنمية المستدامة والتقدم في أكثر من مجالا من مجالات الحياة، والدكتور عوجان هو رجل أردني حُر معروف بانتمائه لوطنه ولقيادته الهاشمية وكان مخلصًا في عمله إبّان كان طبيبًا في وزارة الصحة وفي عيادته الخاصة و وزيرًا ووجهًا عشائريًا واجتماعيًا موظّفًا طاقاته وعلومه وخبراته لكل ما يلبي طموحات الأردن وخدمة أبنائه.
حضور ثلاثة عشر شخصية للقاء الملك في منزل الدكتور عوجان والت تنوعت اسماؤها بين ثقافية ونقابية وأكاديمية، يعطي مؤشرًا حول جملة الموضوعات التي تحدث فيها وحولها الملك، باعتبار أن كل لون من هذه الألوان يمثل جانبًا مهمًا كان على الدوام حاضرًا على أجندة جلالته، ففي الشأن الثقافي، فإن جلالته يُعتبر الداعم الأول للثقافة من خلال توجيهاته السامية لوزارة الثقافة لدعم المهرجانات والفعاليات، وتنشيط الحركة الثقافية والفنية، وإنشاء صندوق لدعم المثقفين، والحفاظ على التراث، وفي الموضوع النقابي فإن الجميع يعرف حرص جلالته على أهمية النقابات المهنية والعمالية التي ينظر إليها كمؤسسات وطنية وشريك أساسي في التنمية ودفع عجلة الاقتصاد الوطني من خلال دورها الطليعي في مسيرة التنمية المستدامة وتحقيق الشراكة الاقتصادية والاجتماعية، وأما اهتمام جلالته بالمنظومة التعليمية والتعلمية فكانت باستمرار ضمن رؤية ملكية هدفها بناء وتعزيز مرتكزاتها وتجويد مخرجاتها، انطلاقا من إيمان جلالته بأهمية التعليم ومواصلة الاستثمار الأمثل فيه لتحقيق التطور والنهضة الشاملة، وإيجاد الموارد البشرية الكفؤة والمنافسة.
زيارة ملكية آتت أكلها الطيبة قام بها الملك إلى منزل الدكتور بركات عوجان الذي كان (وكل من تشرف بالحضور) سعيدًا بأن تتاح له الفرصة للقاء الملك في جلسة أخوية ودية قوامها المحبة والاحترام، والحديث المتبادل بين الملك والحضور كان غنيًا ثريًا، أكّد فيه الجميع أن مسيرة الوطن تحتاج إلى كل جهد مخلص، وعمل دءوب، وعزيمة ماضية، وتعاون مثمر، بين أبناء أسرتنا الأردنية الواحدة، لبناء مستقبل الأجيال، في وطن آمن مستقر ومزدهر بإذن الله.