facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




التوتر يشتد بين عمان وتل أبيب


ماهر ابو طير
10-12-2025 12:34 AM

في أجواء العلاقات الأردنية الإسرائيلية مؤشرات قد تبدو متناقضة، لكنها ليست كذلك، إذا قمنا بتحليل الروابط بين هذه المؤشرات.

وفقا لصحيفة معاريف الإسرائيلية فإن إسرائيل وجهت ضربة للأردن بعدما أبلغته رسميا برفضها تزويده بحصته السنوية من المياه، المنصوص عليها في اتفاقية السلام وملحقاتها منذ عام 1994، ومن جهة ثانية أعلنت وزارة الدفاع الإسرائيلية بدء العمل في إنشاء جدار على الحدود مع الأردن يمتد لنحو 500 كيلومتر من جنوب هضبة الجولان حتى شمال إيلات، وستشهد المرحلة الأولى بناء قطاعين من الجدار بطول 80 كيلومتراً لكل منهما في الجزء الشمالي الشرقي من الحدود، بما يعني في الحد الأدنى لكلفة بناء الجدار إلغاء حدود الأردن مع الفلسطينيين، وشطب خط الحدود مع الدولة الفلسطينية المفترض إقامتها، وفقا لاتفاقية أوسلو وملحقاتها.

إشارتان سلبيتان تثيرا التوتر في الأردن، يقابلها إشارة أقل حدة لكنها تتعلق بالضفة الغربية وغزة، وترتبط بالأردن أيضا وهي إعادة فتح جسر الملك حسين لنقل المساعدات والبضائع من الأردن إلى الضفة الغربية وقطاع غزة، مع تشديد إجراءات الفحص الأمني والتحقق من هوية السائقين الأردنيين ومحتويات الشاحنات، وتخصيص قوات أمنية خاصة لتأمين الحدود مع الأردن، وهذه الإشارة تناقض الإشاراتين السابقيتين الموجهتين ضد الأردن، لكنها في حقيقة الحال مرتبطة بضغوطات أميركية وأوروبية لفتح بوابات المساعدات نحو غزة، في ظل الوضع المأساوي الذي يعيشه القطاع، وإذا كان القرار يرتبط بالأردن فعليا، كونه نقطة اتصال برية مع فلسطين، إلا أن جوهر القرار بقدر كونه يبدو إزالة للموانع في وجه الأردن، إلا أنه في حقيقة الحال يرتبط بملف قطاع غزة، وبفعل تدخل دولي لوقف الانتقام الإسرائيلي بعد عملية السائق الأردني عبد المطلب القيسي.

العلاقات بين الأردن وإسرائيل حافلة بالتناقضات، إلا أن مسارها السياسي يبدو متدهورا، مقارنة بالمسار الفني واللوجستي، فيما يعتبر الأردن ان الخطوات الإسرائيلية تأتي ضمن حزمة توجهات تهدد الأردن مباشرة، على صعيد ما يجري في الضفة الغربية والتهديد بتهجير الفلسطينيين الى الأردن، وما يتعلق بملف المسجد الأقصى الذي يديره الأردن أيضا، وسط تقديرات أن عام 2026 سيشهد المزيد من التصرفات الإسرائيلية الخطيرة الموجهة ضد الأردن.

في كل هذا السياق لا يغيب البعد الإيراني مع التهديدات الإسرائيلية بضربة كبرى جديدة لإيران، قد يكون ارتدادها على الأردن ايضا، خصوصا، أن الضربتين السابقتين أدتا إلى إطلاق إيران لصواريخ عبرت الأردن وعرضته للخطر، فيما التوقعات اليوم أن ترد إيران بشكل أخطر وأكبر، من خلال موجات صواريخ تعبر الأردن مجددا، بحيث يجد الأردن نفسه وسط تراشق إيراني إسرائيلي، وهو أمر يعتبر في الميزان الأردني استمرارا لتصدير إسرائيل للأزمات إليه.

إسرائيل باتت في التقييمات الأردنية أكثر خطورة من أي وقت سابق، والأمر يمتد إلى ما يفعله الاحتلال في جنوب سورية، واحتلال مساحات جغرافية وأحواض مائية تزود الأردن، ومع هذا سعي تل أبيب لحضانة انفصالات في سورية تجاور الأردن.

كل هذه التفاصيل وغيرها تقول إن المشهد يتغير بسرعة كبيرة في العلاقات، مثلما ان هناك خطوطا حمراء قد يؤدي تجاوزها من جانب إسرائيل الى اشهار موقف عملي مختلف عن الفترات الماضية من جانب الأردن، الذي يدير الأخطار حاليا، لكنه يريد وقفها كليا.

ما يمكن قوله خلاصة، أن هناك توقعات بحدوث تدهور أكبر خلال الفترة المقبلة، في ظل توسع إسرائيل في مشروعها الإقليمي، وإشهارها للعداوة بشكل غير مسبوق، بما يعنيه ذلك من نتائج.

"الغد"





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :