الأمير الحسين .. حين يجلس ولي العهد بين أبناء الوطن
د. معتز السعود
16-12-2025 11:35 PM
في لحظات الفرح الوطني، حين تخفق القلوب قبل الأعلام، يظهر سمو الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، بصورة تختصر معنى القيادة الحقيقية. لا يقف خلف المنصات، بل يجلس بين الجماهير، كتفًا بكتف مع أبناء وطنه، يشاركهم الدعاء والهتاف، ويعيش معهم نبض المنتخب الأردني.
مشهد الأمير الحسين في مدرجات الملاعب، جالسًا بين الجمهور، لم يكن عابرًا ولا شكليًا، بل كان رسالة محبة وانتماء. رسالة تقول إن الأردن ليس فقط أرضًا وحدودًا، بل شعور يجمع القائد بشعبه، وفرح لا يكتمل إلا حين يُتقاسم. هناك، بين الأصوات المتعبة من الهتاف والقلوب المعلّقة بالأمل، بدا سموه واحدًا من الأردنيين، يهتف للنشامى بقلبٍ قبل صوته.
حين يفوز المنتخب، يبتسم كما يبتسم طفل رأى حلمه يتحقق، وحين يخسر، يظهر الحزن في عينيه صادقًا بلا تكلّف. هذا الصدق هو ما جعل حضوره مختلفًا، وقريبًا من قلوب الناس، لأنه لم يكن أميرًا يشاهد مباراة، بل أردنيًا يعشق علم بلاده.
لقد أعاد الأمير الحسين بتواضعه تعريف معنى القيادة، مؤكدًا أن العظمة لا تكون بالمسافة، بل بالقرب، وأن الاحترام لا يُفرض، بل يُكتسب بالمواقف. جلوسه بين الجماهير لم يكن مجرد دعم للمنتخب، بل كان احتضانًا لشعبٍ كامل، وشعورًا صادقًا بأن الوطن بيت واحد، يجلس فيه الجميع دون حواجز.
هكذا هو الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، قائد شاب يحمل الأردن في قلبه، ويثبت في كل مرة أن أجمل ما في القيادة أن تشبه شعبك… وأن تكون منهم.