facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




حين يُراد تذويب الإنجاز باسم المحبة !


د.جلال الشورة
16-12-2025 11:10 PM

لسنا بحاجة إلى دروس في المحبة، ولا إلى وصاية على المشاعر، فالأردن لم يكن يومًا وطنًا تُقاس أخلاقه بنتيجة مباراة، ولا تُختبر وطنيته عبر التصفيق لهزيمته.

لكن الأخطر من الخسارة أو الفوز، هو محاولة تمييع الإنجاز حين يتحقق، أو إعادة تعريف الهزيمة باسم عناوين عاطفية براقة.

حين يقول أحدهم: “أنا أردني المولد، سعودي الهوى”، ثم يُتبعها بالقول إن فوز المنتخب السعودي على الأردن هو فوز للأردن، فنحن لا نكون أمام خطاب محبة، بل أمام خلط مربك بين الأخوّة وإلغاء الذات، وبين الاحترام المتبادل ومصادرة المعنى الوطني.

نعم، بين الأردن والسعودية علاقة تاريخ، ونسب، وجوار، ومصير مشترك، علاقة لا تهزها مباراة ولا تُثبتها عبارة.

لكن هذه العلاقة نفسها لا تُبنى على إنكار حق كل وطن في الفرح باسمه، ولا على مطالبة الأردني بأن يخفف فرحته أو يعيد تسمية خسارته كي لا يُساء فهمه.

الأخوة الحقيقية لا تطلب من الشعوب أن تتنازل عن وجدانها، ولا تُقاس بقدرة الناس على كبت مشاعرهم الوطنية.

فالرياضة ليست ساحة كراهية، هذا صحيح، لكنها أيضًا ليست مسرحًا لإلغاء الرمزية الوطنية أو تذويب الإنجاز.

حين يفوز المنتخب الأردني، فهو يفوز للأردن، لشبابه، لتعبه، لمدرجاته، لأحلام جيل لم يصل بسهولة.

وحين يفوز المنتخب السعودي، فهو فوز سعودي يُحترم ويُقدَّر… دون حاجة لإعادة تعريفه أو تحميله دلالات لا يحملها.

أما القول إن خسارة الأردن هي فوز له، فليس تعبيرًا عن محبة، بل مصادرة لحق طبيعي في الفرح والحزن والفخر.

المحبة لا تعني أن نفرح بهزيمتنا، ولا أن نصفق ضد ذاكرتنا الوطنية، ولا أن نذيب حدودنا المعنوية كي نُرضي خطابًا عاطفيًا مرتبكًا.

بل المحبة الصادقة تقول:
نحن إخوة…
لكن لكل بيت رايته،
ولكل تعب ثمرة،
ولكل فوز اسمه.

الأردني لا يفرح بخسارة شقيقه، كما لا يقبل أن يُصادَر فرحه حين ينتصر.

فالتنافس الشريف لا يلغي الأخوة، كما أن الأخوة لا تُفرض عبر التنازل عن الكرامة الرمزية.

احترموا الوجدان الوطني، فهو لا يتعارض مع المحبة، بل يمنحها معناها الحقيقي.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :