الدكتورة منى عوقل .. تعليم يُلامس الإنسان قبل الشهادة
16-12-2025 11:19 PM
بقلم: المهندس عمرو ابو عنقور
في عالمٍ اعتاد فيه الكثيرون أن تكون العلاقة بين الأستاذ والطالب محصورة في قاعة محاضرة وكتاب ومنهج تبرز شخصيات اختارت أن تكسر هذا الإطار التقليدي وتعيد تعريف معنى التعليم الحقيقي ومن بين هذه الشخصيات الدكتورة منى عوقل عضو الهيئة الإدارية في المنصة الدولية RYS للعمل الشبابي التي آمنت أن دور الأستاذ لا يكتمل إلا حين يكون قريبًا من طلابه حاضرًا في مسيرتهم، ومؤمنًا بقدرتهم على التغيير.
الدكتورة منى ليست أستاذة تُلقي المادة وتغادر، بل إنسانة قبل أي لقب. هي دائمًا مع طلابها في كل ما يمرّون به من تحديات أكاديمية، أو ضغوط نفسية أو أسئلة تتعلّق بالمستقبل والطموح تستمع لهم بصدق وتتعامل معهم بعطف واحترام، وتمنحهم الشعور بالأمان بأن هناك من يفهمهم ويقف إلى جانبهم لا من يُقيّمهم فقط.
ما يميّز أسلوبها أنها لا تتعامل مع الطالب بعقلية أكاديمية جامدة أو مسافة رسمية بل تؤمن أن العلاقة الإنسانية هي أساس التأثير وأن الطالب حين يشعر بالتقدير والثقة يصبح أكثر قدرة على التعلم والعطاء لذلك تحرص دائمًا على فتح باب الحوار، وتشجّع النقاش وتحتضن الاختلاف في الرأي وتحوّل قاعة الدرس إلى مساحة للفكر لا للحفظ فقط.
ومن القناعات الراسخة لدى الدكتورة منى عوقل سعيها الدائم إلى تغيير المفهوم الخاطئ الذي يحصر الجامعة في كونها مكانًا للحضور والتدريس من أجل الحصول على شهادة لا أكثر تؤمن أن الجامعة مرحلة مفصلية في بناء الشخصية، وصقل القيم، واكتشاف القدرات وربط العلم بالواقع والحياة لذلك تحاول باستمرار أن توسّع مدارك طلابها وتدفعهم للتفكير خارج الإطار التقليدي ولرؤية التعليم كأداة للتغيير لا كغاية شكلية.
من خلال قربها اليومي من الطلاب تعمل على تعزيز ثقتهم بأنفسهم وتشجّعهم على المبادرة وتحمل المسؤولية، والانخراط في العمل المجتمعي والشبابي إيمانًا منها بأن دور التعليم لا ينفصل عن دور الإنسان في مجتمعه وهذا ما انعكس أيضًا في حضورها ودورها ضمن منصة RYS الدولية للعمل الشبابي حيث كانت داعمًا حقيقيًا للشباب ومؤمنة بأفكارهم وحريصة على تحويل طاقاتهم إلى أثر ملموس.
أثر الدكتورة منى عوقل لا يُقاس بعدد المحاضرات ولا بالمناهج التي تدرسها بل بالأثر الذي تتركه في نفوس طلابها، وبالطريقة التي تغيّر بها نظرتهم لأنفسهم وللتعليم وللمستقبل هي نموذج للأستاذ الذي يعلّم بعقله، ويحتوي بقلبه، ويقود بالفعل لا بالكلام.
الدكتورة منى عوقل تمثّل صورة التعليم الذي نحتاجه اليوم تعليم إنساني واعٍ قريب من الشباب يؤمن أن الشهادة مهمة لكن الأهم هو الإنسان الذي يحملها والفكر الذي يصنع بها أثرًا.