(28) المبادرات الملكية السامية في دعم الشباب والرياضة
يعد كتاب «ملك وشعب» الذي أصدره الديوان الملكي الهاشمي العامر منجزا وطنيا هاما يوثّق المبادرات الملكية السامية الزاخرة بالخير والعطاء والإنسانية ضمن رحلة خيّرة لا ينضب عطاؤها بين ملك إنسان وأبناء شعبه. إن هذا الملف الإنساني والتنموي الذي يوليه جلالة سيدنا كل إهتمام حيث أسند أمر متابعته وتنفيذه إلى لجنة برئاسة معالي الأستاذ يوسف حسن العيسوي رئيس الديوان الملكي الهاشمي ضمن فريق عمل مخلص وجاد ليعكس صورة إرتباط ملك رحيم تجلّت صفات الإنسانية بأجل صورها مع أبناء شعبه الأردني بروح تنم عن إنتماء ومحبة قائد لوطنه ولشعبه، وولاء ومبايعة شعب لقائده بصدق وإخلاص.
وسأتناول هنا في المقال الثامن والعشرين (28) ضمن سلسلة مقالات قراءة كتاب ملك وشعب «المبادرات الملكية السامية في دعم الشباب والرياضة» حيث حرص جلالة سيدنا ومنذ أن تولى سلطاته الدستورية على الإستمرار في دعم الشباب والأنشطة التي تعزّز قدراتهم الجسدية والنفسية والفكرية، وفي ذلك يقول جلالته « لن نتخلى عن دورنا التنويري لدعم الشباب والحرص على تزويدكم بأدوات المعرفة ومهارات التمّيز كافة، حتى تنالوا طموحاتكم وتتحقق طموحات الوطن العزيز» ويضيف جلالته « إن الشباب هم ثروة الوطن وصناع مستقبله، ولا بد من إيلاء الشباب أعلى درجات الرعاية، تثقيفا وتعليما وتأهيلا وتعزيزا للقيم الوطنية، وتمكينا من كل أدوات النجاح والإنجاز» .
ولقد سبق أن تطرقت في مقال سابق (5) ضمن سلسلة المقالات المتعلقة بالمبادرات الملكية السامية إلى دعم جلالة سيدنا لقطاع الشباب كونهم يشكلون ما يقارب ثلثي سكان المملكة، ودورهم الريادي وضمان مشاركتهم في مسيرة التنمية المستدامة. ويبرز جلالة سيدنا من خلال المبادرات الملكية السامية المتعددة والدائمة الصورة المشرقة لبلدنا بما يعبر عن رؤية جلالته العميقة نحو الأمور التي تهم الشباب وتلبية متطلباتهم، وهنا، يفخر الرياضيون بالرعاية الملكية السامية المتميزة إدراكا لدور الشباب وإمتلاكهم للطاقات الكبيرة التي يمتلكونها من أجل تسخير هذه الطاقات لخدمة أردننا الغالي، والمساهمة في إعلاء شأنه من قبل هذا النسيج الكبير من أبناء الوطن الذي يعتبر مصدر قوة يجب لإستثمارها بأفضل صورة، ليكونوا عناصر بناء وأملا راسخا لتحقيق غد مشرق في كافة المجالات.
إن دعم جلالة سيدنا للرياضة والرياضيين مستمر إدراكا بأن العقل السليم في الجسم السليم، وحين جرت مباريات كأس العالم في العام 2006 الذي أقيم في المانيا آنذاك حيث تبرع جلالة سيدنا بتغطية تكاليف 23 شاشة عرض كبيرة في مناطق المملكة الأقل حظا ليتمكن المواطنون من متابعة مجريات هذا الحدث العالمي الذي يهم الشباب في تلك المناطق، لإن حقوق البث كانت حصريا لشركات عالمية تطلب أجورا وكلفا عالية على الشباب الرياضي الذي ينتظر هذا الأولمبياد كل أربعة أعوام، وجاءت هذه المبادرة من جلالة سيدنا إنطلاقا من حرصه على أن تتمكن شرائح المجتمع الفقيرة من مشاركة العالم بالصوت والصورة لهذا الحدث الرياضي حيث تمكّن الآلاف من متابعي كرة القدم ممن تحول ظروفهم المادية دون تحمل تكاليف متابعة مباريات كأس العالم.
وفي السابع عشر من كانون الثاني عام 2011 قدّم جلالة سيدنا الدعم المعنوي والمادي للمنتخب الأردني لتأهله للدور الثاني في بطولة كأس آسيا لكرة القدم، معبّرا عن إعتزازه الكبير بالأداء المتميز للمنتخب الوطني الذي عكس الروح والإرادة الأردنية القادرة دائما على تحقيق الإنجازات وتجاوز التحديات، ويؤكد جلالة سيدنا توجيهه المستمر للإهتمام في الشباب ودعمه لكل الطاقات التي يمتلكونها فهم الثروة الحقيقية لبلدنا.
وفي السادس والعشرين من آذار عام 2013 هنأ جلالة سيدنا بفوز نشامى المنتخب الوطني على المنتخب الياباني في المباراة التي جمعتهما على ستاد الملك عبد الله الثاني ابن الحسين بالقويسمه، ضمن الجولة السابعة من الدور الرابع في تصفيات كأس العالم المؤهلة لمونديال البرازيل عام 2014، ممّا يعكس إعتزاز جلالته بالخطوات المتقدمة لمنتخبنا التي يسير عليها كوادر المنتخب الإدارية والفنية التي ساهمت في تحقيق نتائج مشرفة الأمر الذي سيقود إلى نجاحات أخرى في المستقبل لكرة لقدم الأردنية تظهر المستوى المتقدم الذي وصلت إليه هذه الرياضة.
وضمن النهج الملكي والدعم المستمر للرياضة والشباب، وفي الثالث عشر من تشرين الثاني عام 2013 أولى جلالة سيدنا دعم المنتخب الوطني لكرة القدم وشارك جماهير الوطن من أبناء وبنات شعبه الأردني متابعة وتشجيع المنتخب الوطني لكرة القدم خلال المباراة التي جمعت المنتخب الأردني مع منتخب الأورغواي التي جرت على ملعب عمان الدولي ضمن الملحق العالمي المؤهل لنهائيات كأس العالم 2014، وفي الحادي والعشرين إستقبل جلالته تراققه جلالة الملكة رانيا العبد الله وسمو الأمير هاشم بن عبد الله المنتخب الوطني في مطار ماركا بعد تعادلهم في مرحلة الإياب مع منتخب الأورغواي ضمن تصفيات الملحق المؤهل لبطولة كأس العالم عام 2014 التي جرت في عاصمة الأورغواي مونتفيديو وخاطب المنتخب بقوله « أنا حضرت المباراة وهذا شيء يرفع الرأس بغض النظر عن النتيجة، وبدي منكم تكونوا مرتاحين، وأنا فخور بالنتيجة، ورفعتوا رؤوس الأردنيين والعرب وحبيت أكون في المطار وأشكركم، والجماهير في إنتظاركم، وكل الدعم لكم مني ... مباراتكم مع الأورغواي بترفع الرأس».
وفي غمرة الإهتمام المتواصل تابع جلالة سيدنا في دعم مسيرة منتخبنا الوطني لكرة القدم الذي حقق تقدما كبيرا خلال العام الحالي بتأهلة لبطولة العالم 2026، والذي سبق لمنتخبنا الوطني أيضا أن تأهل لبطولة آسيا خمس مرات في الأعوام 2004، 2011، 2015، 2019، وكذلك نجاحه الكبير في بطولة كأس العرب التي تجري الآن في دولة قطر الشقيقة حيث حقق فوزا يتلوه فوز على منتخبات الإمارات ومصر والعراق وتأهله إلى نصف النهائي، وفوزه أيضا على السعودية في الدوري النصف النهائي الأمر الذي أهله إلى الدور النهائي في بطولة كأس العرب، وكذلك متابعة وحضور سمو الأمير الحسين بن عبد الله الثاني ولي العهد الأمين يرافقه سمو الأمير هاشم بن عبد الله الثاني حفظهما الله حيث يحرص سمو ولي العهد شخصيا على حضور معظم المباريات مساندا وداعما لمنتخب النشامى، إضافة إلى متابعة سمو الأميرعلي بن الحسين رئيس الاتحاد الرياضي لكرة القدم، ويساند ذلك جمهور الشعب الأردني الداعم والمشجع الدائم للمنتخب الوطني حيث يحرص منتخب النشامى في حله وترحاله كما يحرص الأردنيون دائما على رفع إسم الأردن خفاقة راياته في المعالي والمنى عربي الظلال والسنا.
نعم، إنه الدعم الملكي الهاشمي والمبادرت الملكية السامية المستمرة في دعم الرياضة والشباب، ضمن منظومة عمل جادة تعمل بضمير مؤسسي مسؤول الذي أنجزه الديوان الملكي الهاشمي العامر بيت جلالة سيدنا وبيت الأردنيين جميعا، يرافق ذلك جهود تقوم على الإخلاص والتفاني في العمل في ظل مجتمع متكافل واحد موحّد ومتماسك يزرع بذور الخير والعطاء والإنسانية، برعاية وإهتمام جلالة سيدنا الملك الإنسان عبد الله الثاني االحسين أعز الله ملكه القدوة لنا جميعا في الإنجاز والعمل وللحديث بقية.
"الدستور"