يوم اللغة العربية .. 18 كانون الأول!
د. ذوقان عبيدات
17-12-2025 10:53 AM
هذا يوم خاص باللغة العربية، أعلنته اليونسكو قبل ثلاثة عشر عامًا، عيدًا للغة العربية. في هذا العيد علينا أن لا نتوقف عند عظمة اللغة، وتنوع مفرداتها. ولا أن نفتخر بها لنقول: إنها شرف الأمة ومعجزتها، أو إنها وعاء الفكر، إلى غير ذلك من العبارات الإنشائية المستهلكة!
فما الذي ينبغي عمله؟ وكيف
نكون جديرين بلغتنا؟
(١)
واقع اللغة العربية!
تعاني لغتنا العربية من تحديات المنافسة الأجنبية، وسهولة تعلمها مع صعوبة اللغة العربية، الأمر الذي جعل أطفالنا يميلون إلى اللغة الإنجليزية، سيمًا وأنها صارت ضرورة للحياة، وللعمل داخل الأردن وخارجها. لم يعد أي شاب ليجرؤ على تقديم طلب لعمل ما ولم يكن متقنًا للغة الإنجليزية وغيرها. ولذلك نقول: هذا تحدٍّ إيجابي! يجب تعلم اللغة الإنجليزية وإتقانها. لكن ماذا عن اللغة العربية؟ هل نستطيع جعلها لغة العمل في مؤسسات لا تعمل إلّا من خلال شبكات الإنترنت والعالم الرقمي الذي لا يتحدث كثيرًا باللغة العربية؟
(٢)
جُنَح لغوية أم جرائم لغوية؟
من يتابع الحياة اليومية، يجد كثيرًا من الإعلاميين لا يتقنون معظم قواعد اللغة؛ لا كتابة ولا تحدّثًا، فما زالت مساءً تكتب مساءًا، وما زالت أنتِ تكتب أنتي. .. إلى غير ذلك من الجُنَح اللغوية أو حتى الجرائم اللغوية. وليت الأمر يقتصر على إعلاميين، فحديث النواب يقدم نماذج متنوعة من جُنَح وجرائم لغوية! قد نغفر لهم ذلك، فهم ضحايا نظام تعليمي لم ينجح في تعليم مبادئ القراءة والكتابة، فما بالك بالنحو؟؟
وفي عمق التعليم نجد معلمًا للغته لا يتقن أبسط قواعدها، ويقال هناك من "دكاترة" اللغة من لا يتقنها! وقد يذكر بعضنا حديث مسؤول قال: هذا العمل للأردنيون جميعًا!!!!!!
فهل هذه جُنَحٌ، أم جرائم؟؟
(٣)
في مناهج اللغة وفي تدرسها!
لا نحتاج ذكاء لمعرفة أن "القائمين" عليها هم من المؤلفة قلوبهم، وضعوا مناهج اللغة في المدارس والجامعات بعيدًا عن حاجات الطلبة، وعن المهارات التي يحتاجون إليها!
أذكركم بأن مناهج الصف السابع
قدمت قصيدة الزهد لأبي العتاهية بما فيها:
كفى ما كان من لهو ومن لعبٍ
فالموت أقبل يهوي فاغرًا فاهُ !
تخيلوا هذا خطاب لغتنا، وأساتذتها لطلبة لم يتجاوزوا الثالثة عشرة من أعمارهم!
هذا مثال بسيط من ابتعاد اللغة عن حاجات الأطفال. فالكتب مليئة بِ"مقالب" لغوية تتعلق بالنوادر من الشواذ!
أما تدريس اللغة، فما زال يواجه
مظاهر وأدوات قديمة في الانتقال من الحرف إلى المعنى، أو من المعنى إلى الحرف. في النهاية، نشكو من ضعف القراءة والكتابة، بل ومن الفهم!!
(٤)
في اليوم العالمي للغتنا!
المطلوب اتفاق علماء اللغة على آليات تعلمها، مستفيدين بذلك من طرائق تدريس اللغة الإنجليزية!
وفي اليوم العالمي للغتنا علينا أن نتخذ قرارات كيف نعلم اللغة!
هل ننتقل من الحرف، أم من المعنى؟
وحتى يتفق اللغويون والتربويون، فإن قرارًا يجب أن يتَّخذ لكي يتقن طلبة الصفوف الثلاثة الأولى مهارات القراءة، والكتابة، والفهم!
وبغير ذلك، بقينا نشكو: طلابنا لا يتقنون لغتهم! يدخلون الجامعة دون حصيلة لغوية مقبولة!
فهمت عليّ؟!!