نوادي حكمت الثقافة تنشر الثقافة والفن والإبداع في المدارس الحكومية
21-12-2025 12:04 PM
عمون - تواصل نوادي حكمت الثقافة التعليمية للعام 2025 جهودها في تعزيز الحضور الثقافي والإبداعي من فنون ابتكارية مختلفة داخل المدارس الحكومية في مختلف محافظات المملكة، وتستعرض نماذج إبداعية في أربعة نوادٍ ثقافية تم تطبيقها في المرحلة الأولى من المبادرة: نادي الفن التشكيلي، نادي الفكر الجديد، نادي التصوير بالموبايل، ونادي التسويق الإلكتروني.
وقد شارك عدد من المدارس بتجارب ناجحة أسهمت في اكتشاف مواهب الطلبة الإبداعية.
المعلمة رشا من مدرسة الحوية الثانوية للبنات / لواء قصبة الكرك، عبّرت عن سعادتها بتجربتها مع نادي حكمت الثقافة، وقالت إنها من أجمل المحطات في رحلتها المهنية، ولم يكن مجرد نشاط مدرسي، بل كان نافذة واسعة على الإبداع والحوار، وعلى عالم يزهر فيه صوت الطالب وفكره وشخصيته.
وأضافت: عندما التحقت بالنادي كنت أحمل شغفًا كبيرًا للفكرة، وعزّز ذلك داخلي ما رأيته من الطالبات، الذي فاق كل توقعاتي، ففي كل جلسة كانت تدهشني فكرة جديدة، وطاقة مختلفة، وفضول يدفعهن إلى البحث والسؤال والابتكار. لقد تعلمت منهن كما تعلمن مني، وزادت ثقتنا ببعضنا، وهذا أجمل ما يميز العمل التربوي.
لقد اكتشفت في نادي حكمت الثقافة أن الثقافة ليست نصًا نقرؤه، بل حياة نعيشها، وحوارًا نصنعه، وفضاءً ننمو فيه معًا. رأيت طالبات أكثر قدرة على التعبير، وتنوّعًا في التفكير، وهذه أعظم ثمرة يمكن أن يجنيها أي معلم.
واليوم، وبعد فوزي بمبادرة حكمت الثقافة (نادي الفن التشكيلي) وزميلتي المعلمة فاتن الضمور (نادي التصوير بالموبايل)، أقول وبكل فخر: إن هذا النادي كان مساحة منحتني وطالباتي الكثير، كان مكانًا تتفتح فيه المواهب، وتُصقل فيه الشخصيات، وتُزرع فيه المحبة للمعرفة.
وختمت حديثها بشكرها لنادي حكمت الثقافة ولكل طالبة مشاركة، كما شكرت المديرة إيمان المعايطة، ومدير تربية الكرك نضال الفتينات على دعمهم لهذا النادي.
القائدة مديرة مدرسة كثربا الثانوية للبنات / الكرك، الدكتورة خالدة القرالة، والمعلمات سحر الرواشدة وأسماء الختاتنة، وعبير صبحا أكدن أن مسابقة نوادي حكمت الثقافة مسابقة ملهمة ومحفزة، تثير دوافع الإنجاز والإبداع والتميز.
وقد تحدثن عن خوض التجربة والسير في غمارها، وقرار مشاركة مدرستهن بكافة الأندية من خلال العمل كفريق واحد وقلب واحد.
وفي نهاية الحديث قدّمن شكرهن لحكمت الثقافة على إتاحة هذه الفرصة الغنية، وشرف المشاركة فيها.
أما الدكتورة بندر حماد يوسف المبيضين، مديرة مدرسة نور الحسين الثانوية بنات / قصبة الكرك، فقالت: أنقل لكم تجربة مدرسة نور الحسين الثانوية العام الماضي مع برنامج حكمت الثقافة، لقد كان برنامجًا يجمع بين الفن والإبداع والمهارات الرقمية الحديثة.
عملت المنسقات على تفعيل حصص النشاط وحصص الفراغ من أجل تمكين الطالبات وإعطائهن فرصة لاكتشاف مواهبهن.
نثمّن لحكمت الثقافة طرح مثل هذه البرامج التي تعمل على تنمية المورد البشري منذ المرحلة الدراسية، ونشكر رؤيتكم الواعية وإيمانكم بقدرات الطالبات، وكان لذلك الأثر الواضح في نجاح البرنامج وتحقيق أهدافه. وثبتنا على خطة العمل للاستدامة في تلك الأندية لما لدورها الإيجابي على الطالبات.
المعلمة فاتن علي عقله المومني، مسؤولة فريق مدرسة الأميرة بسمة الثانوية بنات / لواء الجامعة، بقيادة المديرة رندا القضاة، وأعضاء الفريق من المعلمات: (إسلام شلباية، أحلام الصرايرة، نسرين نواصره، هيام الصعوب، إيمان العدوان)، بينت أهمية مشروع مساحتي الإبداعية وأهدافه التي أدت إلى اكتشاف مواهب الطالبات وصقلها، وتشجيعهن على إيجاد مساحة للتعبير عن مواهبهن الدفينة.
ولعدم وجود حصص موسيقى أو نوادٍ لمثل هذه المواهب، جاءت فكرة المشروع لتعبّر كل طالبة عن هوايتها داخل المدرسة، وبناء جيل واعٍ واثق بنفسه، ينظر بأمل إلى المستقبل ويبدع كلٌّ بطريقته الخاصة.
وفي إطار حرص المدرسة ومديرتها واهتمام المعلمة المشرفة وتعاون الفريق، أُطلق مشروع «مساحتي للإبداع» كمبادرة تربوية تهدف لاكتشاف وصقل مواهب الطالبات الإبداعية، ومنح المشروع الطالبات مساحة آمنة ومحفزة للتعبير عن أنفسهن بعيدًا عن الإطار الأكاديمي التقليدي، وأسهم في تعزيز الثقة بالنفس وروح العمل الجماعي.
شهد المشروع إقبالًا وتفاعلًا كبيرًا من الطالبات رغم ضغط الدراسة، وشكّل ذلك دافعًا لتنظيم الوقت وتحقيق التوازن بين التحصيل العلمي والهوايات، وبحضور مميز من قامات تربوية وأهالٍ ومجتمع محلي.
وكان من أبرز إنجازات المشروع تشكيل الفرقة الفنية المدرسية، التي شاركت في عدة فعاليات ومسابقات مثل مسرح المناهج، وحققت المركز الثاني، والمشاركة في التراث الأردني بجامعة البترا، ومسابقات الغناء والعزف، والحصول على مراكز أولى، إضافة إلى المشاركة في المناسبات الوطنية والاجتماعية.
لقد أكد المشروع أن المدرسة ليست مكانًا للتعلم الأكاديمي فقط، بل حاضنة للإبداع والتميّز، وترك أثرًا إيجابيًا واضحًا في تعزيز الثقة بالنفس وتنمية الحس الفني والانتماء للمدرسة.
من جانبها، أوضحت الأستاذة رانيا قسطنطين، المدير العام لمؤسسة الجود للرعاية العلمية أن مبادرة حكمت الثقافة لا تقتصر على إنشاء نوادٍ داخل المدارس، بل تركّز أيضًا على إظهار نتائج هذه النوادي من خلال فعاليات نوعية يقدّم فيها الطلبة أعمالهم أمام المجتمع والأهالي.
وبيّنت أن هذه الفعاليات تشكّل مساحة حقيقية ليُظهر الطلبة مهاراتهم، ويحتفل المعلّمون بثمار جهودهم، ويشعر الأهالي بالفخر بما يقدّمه أبناؤهم من إبداع وقدرة على التعبير، مؤكدة أن عرض هذه الفعاليات أمام المجتمع المحلي يعزّز بناء الثقة، ويرسّخ أهمية الفن والثقافة داخل المدارس الحكومية، ويحفّز الطلبة على الاستمرار والتطوّر، كما تسهم هذه التجارب في مساعدة المدارس على قياس أثر النوادي بطريقة عملية وواضحة، وتبرز دور المعلّم كمحرّك للإبداع داخل المدرسة.