عمون - شهد سوق سيارات الدفع الرباعي الفاخرة في الأردن خلال عام 2025 تحوّلًا ملحوظًا في سلوك المستهلكين، انعكس بشكل مباشر على معايير الاختيار وأولويات الشراء. فبعد أعوام كان التركيز فيها منصبًا على الحجم أو المظهر أو التكنولوجيا الحديثة، بات القرار اليوم أكثر ارتباطًا بعوامل عملية تتعلّق بالقيمة طويلة المدى، والاعتمادية، والقدرة على التكيّف مع واقع الطرق والاستخدام اليومي في مختلف مناطق المملكة.

لا يمكن فصل هذا التحوّل عن السياق الاقتصادي العام، وارتفاع تكاليف التشغيل والصيانة، إلى جانب وعي متزايد لدى المستهلك الأردني بدورة حياة السيارة، وقيمتها عند إعادة البيع، ومدى توفر قطع غيارها الأصلية وخدمات ما بعد البيع. ومع ازدياد الخيارات في سيارات SUV هايبرد، لم تعد كثرة المواصفات وحدها عاملًا حاسمًا، بل أصبح الثبات في السوق والاسم المعروف عنصرين أساسيين في معادلة الشراء.

ورغم دخول علامات جديدة إلى السوق الأردني خلال الأعوام الأخيرة، ما تزال الأسماء التي تمتلك تاريخًا طويلًا في الأردن تحافظ على حضورها وتأثيرها. ولا يرتبط هذا الاستمرار فقط بالمواصفات القوية أو الأداء المتميز أو التقنيات المتقدمة، بل بعلاقة تراكمية بين المستهلك والعلامة التجارية تقوم على التجربة والثقة وارتباط هذه السيارات بثقافة الاستخدام المحلي، خصوصًا في فئة الدفع الرباعيSUV التي يُنظر إليها على أنها سيارات متعددة المهام، قادرة على تلبية احتياجات العمل والحياة اليومية معًا.

وفي هذا السياق، برزت تويوتا لاند كروزر الهجينة التي تعدّ من أفضل سيارات الدفع الرباعي كمثال لافت يعكس كيف يمكن لاسم عريق في الأردن أن يتطوّر دون أن يفقد مكانته الرمزية. لقد شكّل ظهور النسخة الهايبرد الجديدة من هذه السيارة الفاخرة نموذجًا لتحوّل طبيعي يحدث عندما تنتقل علامة راسخة إلى صيغة جديدة تتماشى مع متطلبات العصر؛ حيث تلبي سيارة تويوتا العائلية الجديدة متطلبات السائقين المتنوعة من جهة، وتمنحهم الشعور ذاته بالأمان والاستقرار على المدى الطويل. ولم يقتصر أثر هذا التطوّر على محبي لاند كروزر فحسب، بل امتد ليؤثر في توقعات المستهلكين عمومًا تجاه فئة SUV؛ حيث أعاد تعريف ما يمكن أن يجمعه السائق بين الإرث والثقة والحضور القوي والقدرة على التعامل مع طرق الأردن المتنوّعة.

لقد أظهر عام 2025 بوضوح أن سوق سياراتSUV في الأردن لا يتحرّك وفق الحملات الإعلانية أو المواصفات والأداء فقط، بل وفق تفاعل مدروس بين الواقع الاقتصادي، والثقافة المحلية، وتجربة المستهلك المتراكمة. وفي ظل هذا المشهد، تبدو الأسماء التي تعرف كيف تتطوّر دون أن تتخلى عن جذورها الأكثر قدرة على الاستمرار في التأثير على اتجاهات السوق، وتشكيل خيارات السائق الأردني في الأعوام المقبلة للحصول على أقوى سيارات الدفع الرباعي.