افتتاح معهد الفنون الجميلة في المفرق
22-12-2025 05:26 PM
عمون – من منال شلباية - افتتح في محافظة المفرق معهد الفنون الجميلة، والذي تجد في اركانه ما يزخر بفنون المدربين ما بين الرسم والخط واللوحات الجميلة واصوات الموسيقى التي تصدح في المكان؛ حيث خاطب المدربون من خلال لوحاتهم في الخط العربي والرسومات والالحان؛ المفرق، الوطن، العالم العربي بنكهات متنوعة تؤثر وتتأثر بمحيطها بتلك العبارات وبخطوط ذهبية برعت بكلماتها وبتصاميمها مخاطبة الوجدان بجمال الخط بأشكاله المتنوعة من الرقعة ، النسخ ، الديواني والكوفي وبرسومات تعبر عن مجتمعاتنا، عاداتنا ، تقاليدنا ، المناظر الخلابة ، واناشيد الوطن الجميل والالحان الخلابة .
مدير ثقافة المفرق سامر الخزاعلة أكد على أهمية الرافد الفني في وزارة الثقافة مبيننا ان معهد تدريب الفنون الجميلة من ضمن أهم مشاريع الوزارة، باعتباره يمتلك رؤية واضحة تنطلق من رؤية الوطن بأهمية الجمال والفنون وكل المجالات الإبداعية، وتسليط الضوء على المهارات والطاقات الإبداعية لدى المتدربين والجانب الفني وخاصة ان محافظة المفرق تمتلك طاقات وخبرات من المتخصصين والمبدعين بكل أشكال الفنون ولفت الى ان المعهد افتتح بثلاث أقسام: الرسم، والموسيقى، والخط العربي وذلك ضمن الخطة الاستراتيجية لوزارتي الثقافة والشباب .
وفي احدى اركان المعهد والذي كان منغمسا في توزيع الألوان بدقه في رسوماته؛ المدرب محمد الشواقفة تاركا فرشاته جانبا ليحدثنا عن تجربته التدريسية في معهد الفنون الجميلة في المفرق بانه من القيم فتح معهدا للفنون في المفرق حيث ان المحافظة تزخر بمواهب كبيرة ومتعددة الا انه تنقصهم التدريبات التي تعمل على توحيد عملهم وإيجاد منصة تعنى بهم لافتا الى ان الرسم هو لغة بصرية للتعبير عن الأفكار والمشاعر عبر خلق صور ثنائية الأبعاد، باستخدام عناصر مثل الخطوط والألوان لخلق واقع أو خيال مؤكدا على ان معهد الفنون يفتح الأبواب أمام هذه اللغة، ويحوّل الفن من مجرد هواية إلى ممارسة حضارية عميقة الأثر، قادرة على إحداث التغيير والتقدم .
وبدوره وصف مدرب الخط العربي خالد العنزي بان حلقات التدريب في المعهد مبنية على روح الانسجام حيث تجسدَ هذا الشيء، من خلال البرامج التي تعنى بالنهوض بالجانب الثقافي والفني للطلبة. وجاء ذلك من خلال ديمومة العمل والتواجد بشكل شبه يومي حارس الهوية والجمال، مؤكدا انه يتم العمل على صقل الموهبة بالمعرفة بالأدوات التقنية والاسس الاكاديمية؛ حيث يتجاوز من كونه مجرد مكان للتدريب ليصبح فضاءً لاحتضان الشغف وتحويله إلى احتراف، مما يجعله عنصراً أساسياً في بناء إنسان مبدع ومجتمع متقدم ومثقف اضافة الى ان الخط ليس فقط موهبة انما قوة اقتصادية تنموية.
بالألحان التي كانت تصدح بالمكان ما بين الموسيقى الوطنية والالحان الشجية مدرب الموسيقى فارس شديفات أكد على أهمية هذا المعهد للمجتمع المحلي في المفرق حيث انه وسيلة للتعبير عما تعجز عنه الكلمات ويتم تعلمة داخل المعهد ويصبح وسيلة لمد جسور التواصل بين الافراد والشعوب بكون ان اللحن لا يحتاج الى ترجمة لتصل رسالته الى القلوب.
ولفت الى ان الدورة التدريبية توفر مسارات متنوعة تشمل تعليم العزف على آلات كلاسيكية مثل البيانو اضافة الى الغناء مع التركيز على الجانبين النظري والتطبيقي، ويستهدف فئات عمرية مختلفة متمنيا ان يتم توفير أجهزة صوتية، وآلات موسيقية اخرى تساهم في زيادة رقعة التدرب فضلا عن "إنشاء استوديو فني" تابع لمديرية ثقافة المفرق لديمومة الدورات التدريبية الفنية.
وأكد المدربون انه ما يدفعهم لبذل أقصى مجهوداتهم مع طلبتهم، هو حبهم الكبير لنشر الفن واتساع رقعته تروم في ابهارهم برؤية الألوان وهي تغطي المساحات الرمادية والمُعتمة وتعطيها رونقا وجمالا يعبر عن المكنونات الدفينة وعليه فهذه هي الوظيفة الحقيقية لصناع الفن. فالعمل مع الطلبة الموهوبين والشغوفين بتعلم الفنون، هو شعور لا يوصف، ومن أجمل ما يكون.
يذكر ان معهد الفنون الجميلة هو بيئة حاضنة تجمع بين الشغف والاحتراف، حيث تلتقي الطاقات المبدعة لتطلق العنان لأفكارها، ويتعلم فيها الفرد لغة عالمية تتجاوز الحدود، ويشكل جسراً بين الماضي والحاضر والمستقبل، ليكون الفنان عضواً فاعلاً ومؤثراً في نسيج المجتمع.