هل يجب ترك بطارية الهاتف تفرغ تماماً قبل إعادة شحنها؟
23-12-2025 02:27 PM
عمون- لا يزال الاعتقاد بضرورة ترك بطاريات الهواتف حتى تفرغ بالكامل قبل إعادة شحنها راسخا لدى كثير من المستخدمين، رغم التطور الكبير في تقنيات البطاريات الحديثة.
ويؤكد خبراء أن هذه الممارسة لم تعد صحيحة مع بطاريات أيون الليثيوم المستخدمة اليوم في الهواتف الذكية، والأدوات اللاسلكية، والسيارات الكهربائية، بل قد تؤدي إلى تقصير عمر البطارية على المدى الطويل.
ويعود أصل هذه القناعة إلى حقبة بطاريات النيكل-كادميوم (NiCad)، التي كانت شائعة منذ ستينات القرن الماضي وحتى مطلع الألفية، فتلك البطاريات كانت تعاني مما يُعرف بـ"تأثير الذاكرة"، وهو فقدان تدريجي للسعة نتيجة الشحن المتكرر دون تفريغ كامل، ومع مرور الوقت، أصبح تفريغ البطارية بالكامل جزءا من "طقوس" العناية بها لدى المستخدمين.
لكن وفقا لخبراء في مجال التكنولوجيا، فإن بطاريات أيون الليثيوم (Li-ion) الحديثة لا تعاني من هذا التأثير، ويقول ستيفن أثوال، المتخصص في تسويق الهواتف المحمولة المُجدَّدة، إن كثيرا من المستخدمين لا يزالون يفرغون هواتفهم عمدا "اعتقادا بأن ذلك مفيد للجهاز، على غرار مسح الملفات غير الضرورية، لكن الأمر لا يعمل بهذه الطريقة".
ويشرح الخبراء أن بطاريات أيون الليثيوم تعتمد في عملها على حركة أيونات الليثيوم بين القطبين أثناء الشحن والتفريغ، دون حدوث تفاعلات تؤدي إلى تكوّن بلورات كما كان الحال في بطاريات NiCad، ولهذا السبب، فإن تفريغ البطارية بالكامل ليس ضروريا، بل قد يكون ضارا إذا تكرر كثيرا.
ويحذّر أثوال من أن بقاء البطارية لفترات طويلة عند مستويات قصوى من الشحن، سواء 100% أو 0%، يسرّع من عملية تقادمها، ويوضح أن "ترك الهاتف ينطفئ أحيانا لن يدمّر الجهاز، لكن تكرار ذلك سيقصّر عمر البطارية".
ينصح الخبراء بما يُعرف بقاعدة "20–80%"، حيث تُعد بطاريات أيون الليثيوم في أفضل حالاتها عندما يتراوح مستوى الشحن بين هاتين النسبتين، ويؤكد المقاول المتخصص في الطاقة الشمسية إيثان هاين أن المواد الداخلية للبطارية تتعرض لإجهاد عند مستويات الشحن المنخفضة جدا أو المرتفعة جدا، ما يؤثر في كفاءتها على المدى البعيد.
وتتوافق هذه التوصيات مع إرشادات شركات كبرى مثل تسلا، التي تنصح مالكي سياراتها الكهربائية بتجنب الشحن الكامل المتكرر إلا عند الحاجة، كما تنطبق القاعدة نفسها على معظم بطاريات الأدوات الحديثة، بشرط أن تكون من نوع أيون الليثيوم، في حين لا تزال بطاريات NiCad القديمة تتطلب تفريغا كاملا دوريا.
وفيما يتعلق بالشحن الليلي أو السريع، يشير الخبراء إلى أن الخطر الحقيقي يكمن في الحرارة، لا في سرعة الشحن نفسها، مؤكدين أن التقنيات الذكية الحديثة قادرة على تقليل التأثيرات السلبية وإطالة عمر البطارية.
البيان