الخوف امر طبيعي في حياة الناس اذا لم يزد عن حده الطبيعي..نخاف من المستقبل في عالم مجهول لا تدري ماذا يحمل لك في زمن طغت عليه التكنولوجيا المذهلة وعالمها الذي يحمل معه معطيات لا تعرف منتهاها..
والخوف يحمل لنا التفكير بما سيحل بنا اذا اغلقنا التفكير.. والخوف من الله جلت في علاه دائما يجب ان يظلل حياتنا..قال تعالى : " فلا تخافوهم وخافون ان كنتم مؤمنين " ..وقال ابن القيم : " ينبغي للقلب ان يكون الغالب عليه الخوف، فإذا غلب عليه الرجاء فسد ."
وهي رسالة من رب العزة والجلالة لكل مسؤول في كل مكان وفي كل انحاء الدنيا..ان يخاف من اي قرار يتخذه في هذه الحياة الدنيا الزائله ولا يعدل فيه..وهو رسالة لكل من لا يضع الرجل المناسب في المكان المناسب..وهي رساله الى كل من يقوم باقصاء الناس من عملهم ويجلب الأقارب والاصدقاء والمحاسيب ليحلوا محلهم دون عدل او انصاف..وهو رسالة إلى كل مسؤول يوقع على قرار يخفض به رواتب الناس دون وجه حق ومن اجل ارضاء من عينوه ليجلس على كرسي سيكون وبالا ونارا تحرق جوانبه امام الله سبحانه وتعالى وعند الله تجتمع الخصوم .وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون.
يخاف بعض الناس من أشياء كثيرة من المساحات الخالية والعاليةومن الظلام والمناطق المغلقة ومن النار ومن بعض الحيوانات ومن الموت.
انه الخوف يا سادة الذي قال فيه ابو حفص عمر بن مسلمة : الخوف : سراج العقل به يبصر ما فيه من الخير والشر ؛ وكل احد اذا خفته هربت منه ، إلا الله عز وجل فانك اذا خفته هربت اليه.
انه الخوف كما قالوا ..اذا سكن الخوف القلوب احرق مواضع الشهوات منها وطرد الدنيا عنها..والناس على الطريق ما لم يزل عنهم الخوف ..فإذا زال الخوف ضلوا الطريق.
**
للتأمل : قال الله سبحانه وتعالى : " ولمن خاف مقام ربه جنتان ."