facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




مراكز الأمير علي للواعدين .. رؤية سبقت زمنها وحلم ينتظر العودة


محمد علي الزعبي
28-12-2025 05:56 PM

بعد النتائج اللافتة التي حققها منتخبنا الوطني لكرة القدم، وما رافقها من بروز أسماء لاعبين أظهروا كفاءة عالية وانضباطًا فنيًا وشخصية تنافسية ناضجة، عاد إلى الواجهة سؤال جوهري لا يمكن تجاوزه،، من أين صُنع هؤلاء؟ وكيف وُلد هذا الجيل الذي أعاد الثقة بقدرة الكرة الأردنية على التجدد؟ الإجابة، في كثير من تفاصيلها، تعيدنا إلى رؤية صاحب السمو الملكي الأمير علي بن الحسين، الذي لم ينظر إلى كرة القدم بوصفها نتائج آنية، بل كمشروع وطني طويل النفس، يبدأ من القاعدة، ويتكئ على اكتشاف الموهبة حيثما وُجدت، لا حيثما تتركّز الأضواء.

حين أسّس سموه مراكز الأمير علي للواعدين، كان يدرك أن المستقبل لا يُبنى من النخبة وحدها، بل من الأطراف، ومن المحافظات، ومن القرى والأرياف التي تختزن طاقات شبابية هائلة، تلعب كرة القدم بشغف فطري وموهبة خام، لكنها بحاجة إلى من يؤمن بها ويصقلها علميًا وتربويًا، لم تكن تلك المراكز مشروعًا تدريبيًا تقليديًا، بل تجسيدًا لنظرة مستقبلية متقدمة، ترى في الرياضة أداة لبناء الإنسان قبل اللاعب، وفي كرة القدم وسيلة لتشكيل جيل جديد من الشباب الرياضيين الطموحين، المنضبطين، الواثقين بأن الفرصة لا ترتبط بالمكان بل بالكفاءة.

وقد أثبتت التجربة، بوضوح لا لبس فيه، أن هذا النهج كان صائبًا، فعدد غير قليل من اللاعبين الذين طرقوا أبواب المنتخبات الوطنية في مراحل مختلفة، كانوا ثمرة مباشرة أو غير مباشرة لتلك الفلسفة التي اعتمدت التجوال في المحافظات، والبحث الميداني عن الموهبة، بعيدًا عن المركزية الضيقة.

أما توقف هذه المراكز، كما اعتقد بل اجزم ،فليس سرًا أن الضعف المالي والنقدي الذي واجهه اتحاد كرة القدم كان عاملًا رئيسيًا في ذلك، وهو توقف يمكن فهم أسبابه في سياق التحديات الاقتصادية، لكنه لا يلغي حقيقة أن الكلفة الحقيقية كانت أكبر من مجرد أرقام في ميزانية، بل كانت كلفة فقدان فرصة على مئات المواهب التي لم تجد من يلتقطها في الوقت المناسب.

واليوم، ونحن نعيد قراءة المشهد الكروي بعيون أكثر نضجًا، يتضح أن العودة إلى هذه المراكز ليست ترفًا ولا حنينًا إلى الماضي، بل حاجة وطنية ملحّة، فالأردن مليء بشباب يلعبون كرة القدم باحترافية فطرية في القرى والبوادي والألوية، ينتظرون فقط مشروعًا يعيد لهم الثقة بأن الطريق إلى المنتخب لا يمر من جغرافيا محددة، بل من الجدارة والعمل.

إن إعادة إحياء مراكز الأمير علي للواعدين، بروح جديدة وشراكات أوسع، تمثل استثمارًا استراتيجيًا في مستقبل الكرة الأردنية، وتنسجم تمامًا مع رؤية سمو الأمير التي آمنت منذ البداية بأن بناء المنتخبات لا يكون بضربة حظ، بل بتخطيط، وعدالة فرص، واستدامة.

نداء صادق إلى صاحب السمو الملكي الأمير علي بن الحسين،أن تعود هذه المراكز إلى المحافظات،إلى القرى، إلى الأرياف، إلى حيث يولد اللاعب الحقيقي بعيدًا عن الكاميرات، وحيث ينتظر الحلم من يتبناه، فالمنتخب الوطني لا يُصنع من مدينة واحدة، بل من وطن كامل.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :