facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




كارل ماركس في عالم اليوم


د. فهد الفانك
07-10-2011 01:58 PM

بسقوط المعسكر الشرقي وانهيار النظام الشيوعي الذي كان يشكل تحدياً وجودياً للنظام الرأسمالي ، لم يعد كارل ماركس وفلسفته تثير حساسية الأكاديميين الأميركان ، فعادوا مجدداًَ لدراسة كتبـه ، وخاصة على ضوء الأزمة العالمية التي تمر بها الرأسـمالية هذه الأيام.

من الواضح طبعاً أن بعض تنبـؤات ماركس حـول سلوك الرأسـمالية لم تتحقق ، وفي بعض الأحيان تحقق عكسـها ، فلم تتحقق دكتاتورية البروليتاريا ، ولم تضعف وتتلاشـى مؤسسة الدولـة ، وأنتجت الشـيوعية عدداً من الحكام المسـتبدين الذين مارسوا القتل الجماعي ضد رفاقهـم ومعارضيهم على السواء مثل لينين وسـتالين وماو وبول بوت.

مع ذلك فإن ماركس بالذات ، الذي لم تتلوث يداه بالحكـم ، ظل فيلسـوفاً يؤخذ بجدية ويسـتحق الاحترام. وإذا كانت بعض تنبؤاتـه لم تتحقق فيما يتعلق بسـلوك الرأسمالية ، فإن ذلك يعود لفشـله في إدراك قدرة الرأسمالية على إصلاح نفسـها وتعديل مسارها ، وكون تنبؤاته بالسلوك الرأسمالي الذي من شأنه القضاء على الرأسمالية أرشدت الرأسماليين إلى ما يجدب إصلاحه حتى لا يحدث ذلك ، فهذه تنبؤات تمنع تحقيقهـا لأن الرأسمالية أخذتهـا كتحذيرات.

ماركس لم ينتهِ ، وكذلك الشيوعية ، وليس أدل على ذلك من وجود الأحزاب الشيوعية ، في عالم اليـوم ، وإن كانت هامشية وذات وجـود رمزي تستحق العطف أكثر مما تستدعي المقاومة الشرسـة التي كانت تتعرض لها قبل نصف قرن.

مما صـدق به ماركس أن الرأسمالية بطبيعتها غير مستقرة ، وليس أدل على صحة ذلك مما يحدث في أميركا والاتحاد الأوروبي اليوم. كذلك صدق تنبـؤ ماركس بأن الشركات ستحتاج لعدد أقل من العمال والموظفين لارتفاع الإنتاجية. وقال بأن وجود البطالة يضمن بقاء الأجور عند مستوى متدن ٍ. وتنبأ ماركس بأن عدم كفاية الأجـور لا تمكن العمال من شراء الكميات الهائلـة من السلع التي تنتجهـا الرأسمالية فيحدث الكساد ويفشل السوق في إعادة التوازن بين العرض والطلب. يؤكد صحة هذه النبوءة اللجوء إلى المديونية الثقيلة للأفراد والعائلات ليتمكنوا من إشباع حاجاتهم الاستهلاكية.

لو عاد ماركس إلى عالم اليوم لوجـده مختلفاً عما عهده قبل 150 عاماً ، ولقام بتعديل الكثير من أفكاره التي فشـلت الأحزاب الشيوعية في تعديلها على ضوء الواقع المتغير.
الراي.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :