اختصاصيون: الجنين ينصت إلى الكلمات وهو في بطن أمه ويتأثر باضطراباتها
11-01-2012 10:56 AM
عمون - لا تقتصر علاقة الأم بطفلها على التواصل العاطفي بينهما بعد الولادة، سواء كان من خلال الرضاعة الطبيعية، أو حتى الاهتمام به، وما تغمره من عاطفة ورعاية وحنان، بل تنشأ تلك العلاقة الحميمة، التي تربط بينهما منذ اللحظات الأولى للجنين في رحم أمه، فينصت إلى كلماتها، ويميزها إلى جانب تأثره بنفسيتها سواء في الفرح أو الغضب.
ويؤكد اختصاصي طب الأطفال الدكتور نبيل فرادجة، صحة وصول صوت الأم لطفلها في المراحل الأولى من عمر الطفل داخل الرحم، مشيرا إلى أنه كلما كان الصوت مرتفعا كان أكثر وصولا للطفل، الذي يسمع جيدا وهو في الرحم، صوت الأب والأم ويميزهما عن غيرهما من الأصوات الأخرى.
ويتفق الفرادجة مع ما جاء في دراسة حديثة، أكدت أن نغمة بكاء الطفل تتشكل حسب اللغة؛ حيث يلتقط الأطفال لكنات أمهاتهم، وهم في أرحامهن قبل الخروج للحياة.
وتظهر الدراسة أنه عندما يكون الأطفال في الأيام القليلة الأولى من حياتهم جوعى أو عطشى أو ببساطة يتوقون إلى أمهاتهم، يقومون بالإعلان عن ذلك عن طريق بكائهم، والعلماء الذين لديهم أجهزة تكبير الصوت "الميكروفونات" مستعدون لتسجيل الشكاوى.
وسجلت كاثلين فيرمك رئيس مركز تنمية في قسم تقويم الأسنان في مستشفى جامعة فورتسبورغ، مرحلة ما قبل الكلام واضطرابات التطور لدى الأطفال ليكون ذلك أول دليل على أن اللغة تبدأ مع أولى نغمات البكاء.
وطبيا، فإن الأطفال لديهم القدرة على التعرف على أصوات أمهاتهم وتمييز اللجهة من أي لغة أجنبية في آخر ثلاثة أشهر من الحمل، وحتى في الأشهر القليلة الأولى من حياتهم، فإن المواليد الجدد يجيدون التقنيات المطلوبة، لإنتاج مسارات لحنية بسيطة وطبقات صوتية مختلفة في بكائهم.
ويلفت د.فرادجة، إلا أنه لم يثبت بعد السبب الرئيسي وراء ارتباط نغمة بكاء الطفل أو حدته بطبقة صوت الأم ولكنتها.
لكن اختصاصية النسائية والتوليد الدكتورة رفيف كلوب، تبين أن تعرض الأم لاضطرابات نفسية وعصبية، يؤثر بشكل سلبي على نفسية الطفل بشكل كبير.
وتوضح أن الأم التي تتعرض بشكل مستمر لنوبات من العصبية، وتواجه العديد من الضغوطات والتوترات النفسية، إلى جانب عدم حصولها على قسط كاف من النوم، كل ذلك يؤثر بشكل كبير على الطفل، فيبقى خلال الأشهر الأولى من عمره متوترا، عصبيا وكثير البكاء، ويكون صوته أثناء البكاء مرتفعا، وتزداد حدته.
"وليست نفسية الأم وتوترها ما يؤثر على الطفل فقط"، بحسب كلوب، بل أيضا صراخ الأم الدائم وارتفاع صوتها وزيادة حدته عند النقاش والتعاطي مع المشاكل التي تواجهها بصوت مرتفع، فكلها مجتمعة تعد سببا في زيادة صراخ الطفل وبكائه الدائم.
وتضيف كلوب أن عند عدم رغبة الأم في الحمل وحدوث الحمل وهي مكرهة عليه، تنقطع العلاقة والتواصل بين الأم وطفلها، ويعبر الجنين عن ذلك بركلات يرسلها بقدميه، وكأنه يعبر عن احتجاجه لكراهيتها له، أما بعد الولادة فيرفض بعض الأطفال الرضاعة من أمهاتهم.
وفيما يتعلق بمدى رغبة الأم بالحمل أو كرهها له، يؤكد فرادجة أثر ذلك على الجنين في حال كان الرفض في أواخر الحمل؛ إذ تفرز الأم هرمون "الميدياتروس" في الحليب، ويؤثر ذلك على الجنين وعلى الطفل بشكل أكبر بعد الولادة.
وينوه اختصاصي علم النفس الدكتور جمال الخطيب، إلى أن الدراسات الأكثر إثباتا، تبين أن الطفل يتأثر بعد الولادة بنفسية الأم، مشيرا إلى أن هذا التأثر يلاحق الطفل لفترات طويلة.
ويشير الخطيب إلى هرمون "الأكسوبوسم" عند الأم، هو الذي يتحكم بمدى التفاعل والتواصل بين الأم وطفلها، وفي حال حدوث اضطراب فيه، فإنه يؤثر على التواصل بينهما.
وفي هذا الشأن، تلفت اختصاصية الطاقة رية خضر، إلى تأثر الطفل بشكل لافت بطاقة الأم سواء كانت إيجابية أم سلبية؛ حيث إنه كلما كانت الأم هادئة وساكنة بطباعها، ويوجد لديها نوع من التوازن الهرموني "بين الروح والعقل والجسد"، فإن ذلك ينعكس على الطفل، في حين أن وجود أي اضطرابات بالطاقة سواء حيوية أو نفسية، فإنها تؤثر على الجنين داخل رحم أمه.
وتبين خضر أن الطاقة تنتقل من الأم إلى الجنين بمسارات تماما مثل الدم، ولكن لا ترى بالعين المجردة وإنما بكاميرات معينة؛ حيث ينتقل مزاج الأم عبر تلك المسارات إلى الطفل.
ويعبر الطفل عن تلك الطاقة السلبية، كما تقول خضر، من خلال حركات عشوائية يركل بها الأم داخل الرحم، رافضا من خلالها حدية الأم وارتفاع صوتها.
وتؤكد خضر أن بقاء الأم في أجواء صحية، وبطاقة إيجابية، يجعل الطفل هادئا، ويتحقق ذلك من خلال نتيجة عوامل هي:
- أن تكون الأم في توازن بين العقل والروح والجسد وعدم وجود مرض نفسي أو قلق أو حتى أمراض جسمية.
- محاولة البقاء بجو من الروحانية والسكينة والهدوء، وذلك من خلال الاستماع إلى كل ما يمكن أن يجعلها تشعر بنوع من الراحة.
- التركيز على اللون الأزرق النيلي سواء من خلال ارتدائه أو تغطية الفراش، مع وجود ضوء خافت في الغرفة؛ حيث يسحب الطاقة السلبية من الجسم.
- تناول التمر لمدة أربعين يوما، بواقع سبع حبات عند الإفطار وأخرى عند النوم.
- التنفس وتغيير الأجواء في البيت، لاسيما في فترة ما بعد الفجر؛ حيث تكون الطاقة الكونية الإيجابية مرتفعة.الغد