استخدام نظام الأسد الإرهابي المقاتلات الحربية في قصف أحياء في مدنية حلب مؤشر على عدم قدرته على حسم المعركة على الأرض، وخسارته أمام مقاتلي الجيش السوري الحر، فلو كان قادرا على حسم الأمور لصالحه لما استخدم المقاتلات التي يفترض استخدامها في الحروب فقط، ولذلك فهو يخوض معركة يائسة في مواجهة ثوار سوريا.
منذ البداية كانت ملامح المعركة واضحة في سوريا، فالأسد المجرم اختار الحل الأمني والعسكري في التعامل مع مطالب الشعب السوري العادلة بالحرية والكرامة، واسفك دماء السوريين بكل وحشية وهمجية على مرأى ومسمع من العالم. ولذلك لم يكن هناك من خيار سوى تسليح الثوار السوريين وأبطال الجيش السوري الحر بأسلحة نوعية للتصدي للآلة العسكرية لنظام الأسد، وعدم الركون إلى المعالجات السياسية غير المجدية والصفقات وغيرها من أعمال لا تعني سوى منح الأسد وقواته وشبيحته لقتل الشعب السوري بدم بارد.
الثوار السوريون يحتاجون لأسلحة متطورة للتصدي لطائرات الأسد ودباباته، ويحتاجون إلى دعم لوجستي من الاغذية والمعدات ووسائل النقل والاتصال، بل والتدريب على حرب العصابات والحروب والخاطفة السريعة الموجعة لتسريع عملية إسقاط النظام واختصار فاتورة الدم.
هذه العملية المنهجية تحتاج إلى حل عربي "صرف" بعيدا عن النفاق الأمريكي الغربي والتآمر الروسي الصيني الإيراني ضد الشعب السوري، وهذا الحل العربي سينتج عنه انتصار الثورة السورية وولادة أول قوة عربية إقليمية قادرة على التأثير إقليميا ودوليا، أما الركون إلى الغرب فيعني تدمير سوريا جيشا وشعبا، واخطر ما يخطط له الغرب ومعه إسرائيل ومن خلفهما روسيا والصين هو تدمير الجيش السوري وإنهاكه إلى الدرجة التي يتحول فيها إلى مؤسسة منهكة، وهذا ما يساهم بشار الأسد بانجازه، فهو قسم الجيش طائفيا، وبات يعتمد على الوحدات العلوية التي تدين بالولاء الكامل لنظام الأسد الإرهابي، مما يعني تدمير المنظومة القيمية للجيش السوري و وتفتيته نفسيا، وتوريط الشعب السوري في حالة من الانقسام الدامي الذي يمكن أن يدوم مدة طويلة ويخلق حالة من الكراهية الدائمة والعميقة بين مكونات الشعب السوري.
النظام الإرهابي في دمشق يعمل على تدمير سوريا اجتماعيا واقتصاديا وحضاريا، وتحويل سوريا إلى دولة فاشلة لا تشكل تهديدا لإسرائيل في مرحلة ما بعد الأسد، ولهذا لابد من التصدي لهذا المشروع التدميري لسوريا أرضا وشعبا، الامر الذي لن يحدث بمساعدة غربية، أمريكية و أوروبية، أو روسية وصينية، بل يمكن أن يحدث بإرادة عربية خالصة وبأسلحة عربية وتمويل عربي، وبغير ذلك فان حرب نظام الأسد الإجرامي ضد الشعب السوري ستطول وستدمر سوريا ويمكن ان تمتد أثارها إلى دول الجوار وربما ابعد من الجوار أيضا.
hijjawis@yahoo.com