عمون - ليست المرة الاولى التي تنسحب فيها عائلة شومان من البنك العربي فكانت الاولى عندما باعوا حصصا لهم سعيا وراء تحقيق أرباح راسمالية مجزية قبل عدة سنوات وهذا حق طبيعي لهم فهم رجال أعمال ولا يديرون تكية خيرية وحققوا بذلك مصالحهم الشخصية عبر بوابة التنازل عن بعض الحصص لشركاء جدد مثل الحريري وغيرهم.

ورغم حصصهم غير المؤثرة فان ما تبقى من عائلة شومان استمروا بتحقيق ايرادات طائلة عبر بوابة الرواتب والامتيازات بل ان لهم في مجلس الادارة ثلاثة مقاعد من أصل احد عشر مقعدا رغم ان حصتهم في البنك لا تزيد عن 5 بالمائة وهذا نقطة يجب الوقوف عندها ومحاكمتها فكثير من ادارات البنوك والشركات المساهمة العامة يمتلك مدرائها حصصا غير مؤثرة ولكنهم يحوزون على غنائم كبيرة على شكل رواتب وحوافز.

وبعد بيع عائلة شومان لحصصهم أراد الشركاء الجدد - ممثلين على الطريقة اللبنانية بفريق الحريري وصبيح المصري- المشاركة في القرار وهذا أيضا حق لهم ولكن حدث ما لا يحمد عقباه فشومان أراد أن يستمر في الادارة على أن البنك ما زال بنكا عائليا وفريق الحريري والملاك الجدد أرادوا أن يتركوا بصمتهم ورؤيتهم في ادارةالبنك وهنا اصدمت الارادتان وحدث التنافر حتى أن الخلاف ظهر الى السطح وشعر به الموظفون وبعدها بدأت رحلة الجفاء بين شومان والشركاء الجدد مما حدى بفريق الشركاء الجدد الى التكتل لفرض رؤيتهم في ادارةالبنك وبعها أدرك شومان أن لا مكان له فانسحب للمرة الثانية للبنك ولكن بشكل نهائي.


ووقوفا عند رسالة استقالة شومان فهو حاول خطب ود الموظفين من خلال التأكيد على أنه كان يريد مصلحتهم والدفاع عنهم ولكنه نسي أنه "فهمهم متأخراً" كعادة بعض الزعماء العرب فمنذ استلم شومان ارتأت بعض القيادات البنكية المخضرمة الاستقالة بسبب احداث تغييرات جذرية أثرت على صلاحيات الفروع والمدراء فقد نزع شومان صلاحيات الفروع ومدرائها وحولهم الى وسطاء بين المركز والعملاء علاوة على ذلك فرط البنك ببعض الكفاءات في الادارة الوسطى لصالح الموظفين الجدد وأصبح العملاء يتعاملون مع وجوه جديدة ومتغيرة مما أفقد بعض العملاء ميزة التواصل والاستقرار لأن شومان كان يريد أن يكون العميل زبون اللبنك بوجود الموظف أو عدمه وهذا لا يستقيم في العقلية العربية.

ونعود للاستقالة التي نسي فيها شومان حقوق المساهمين والمودعين فهم مصدر الدخل للبنك وهم الذين يجب أن يخطب ودهم فهؤلاء لا بواكي لهم عند شومان الابن .

على ضخامة دور البنك العربي ودور عائلة شومان فيه فلن يقف الاردن عند هذه المحطة والمطلوب من الادارة الجديدة والفريق اللبناني أن لا يدير البنك بالعقلية الأمريكية المغامرة حيث العلاقة الطردية بين الأرباح والمغامرة التي جرت الكوارث على أعرق المؤسسات البنكية وكذلك يجب على الادارة الجديدة أن لا تنظر للموظفين والمستثمرين من الابراج العالية فهناك الكثير من الكفاءات البنكية الاردنية ولكن الادارات العائلية حجمتها وحولت الكثير منها الى ادارات بيروقراطية وعليهم المساهمة في لعب دور اجتماعي حيوي في اطار المسؤولية المجتمعية.

أما بالنبسة لشومان وقد حدد خياراته فما زال هناك متسع ليؤسس مؤسسة تتسع لأفكاره وتطلعاته المهنية ويوظف الكفاءات التي يريد ويساهم في الاقتصاد الوطني ويثبت بأنه قادر على الابداع في مؤسسة لا ينازعه ادارتهاأحد.

أما بالنبسة للاردن فهناك الكثير من الدروس الي يستفاد منها وفي أولها أن التفريط بالحصص المؤثرة في الشركات العامة هو بداية الانسحاب وترك الميدان لأبو حميدان وعندها لن ينفع الندم.