facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




خصخصة البوتاس وانعكاساتها السلبية على العاملين


مالك نصراوين
05-12-2007 02:00 AM

في نهاية عام 2003 ، باعت الحكومة الاردنية ، نصف حصتها من رأسمال شركة البوتاس العربية ، والبالغة 26% من مجموع راس المال ، الى شركة PCS الكندية ، وبقيت الحكومة مالكة لمثل هذه النسبة ، وذلك ضمن سياسة الحكومة في خصخصة القطاعات الاقتصادية المختلفة .لن ندخل هنا في مناقشة ضرورة الخصخصة وتأثيراتها المختلفة على الاقتصاد الوطني وعلى المجتمع ، فهذا المجال من صلب الاختصاصيين في الاقتصاد ، والذين بلا شك لهم دراساتهم وبرامجهم ، ولكني سوف اتطرق الى الاحوال السيئة التي آلت اليها اوضاع العاملين في شركة البوتاس العربية بعد هذا البيع ، وتولي الشركة الكندية ادارة شركة البوتاس .

لقد كانت شركة البوتاس العربية قبل الخصخصة ، احدى اهم الشركات الاردنية التي حققت ارباحا سنوية ، رفدت الخزينة سنويا بعشرات الملايين من الدولارات ، كما كانت احدى دعائم الاستقرار الاجتماعي ، كونها وفرت فرص عمل لاكثر من الفين واربعمئة موظف ، شملت الى جانب الدخل المادي الجيد نسبيا ، توفير التأمين الصحي للموظفين وعائلاتهم .

وفي ظل الادارات العربية قبل الخصخصة ، تمتع العاملون بالاستقرار الوظيفي ، فعلى الرغم من بعض السلبيات المتمثلة في عدم تحقيق العدالة النسبية بالمستوى الذي يرضي جميع العاملين ، الا ان اهم ميزات الادارات العربية هي انها كانت ادارات انسانية ، تنصف من يتعرض للظلم ولو بعد حين ، وبعد التيقن من وجود هذا الظلم ، كما كان باستطاعة أي موظف يحس بالغبن ، ان يقابل أي مسؤول في الادارة العليا للشركة ويعرض حالته ويتم انصافه ، خاصة انها كانت تفتح الابواب لاستقبال الجميع ، وكان رجالات هذه الادارات من صنف رجالات الدولة ، فقد كانوا من الوزراء السابقين ، او ممن تقلدوا مناصب عليا في مختلف المرافق الاقتصادية ، يتفهمون طبيعة الامراض الاجتماعية التي يعاني منها مجتمعنا ، وتعشعش فيروساتها في عقول بعض مدراء الادارات الوسطى ، كالشللية والاقليمية والمحسوبية والمزاجية والانتقائية ، وتنعكس سلبا على مرؤوسيهم من العاملين ، فتخلق ممارساتهم هذه ، الشعور بالتمييز والغبن لدى فئة كبيرة من الموظفين ، والذين تغلق في وجوههم ابواب العدالة ، فيضطرون الى طرق ابواب الادارة العليا التي تنصفهم .

فما الذي تغير بعد الخصخصة ؟ لقد كنا نتوقع ان يعم العدل ، وينتفي الظلم ، ويأخذ كل ذي حق حقه ، وان يكون المعيار الاساس هو العمل والاخلاص به ، خاصة اننا نؤمن ان العدالة وحقوق الانسان هي السائدة في دول الغرب ، وكان هذا مبعث تفاؤلنا بالادارة الكندية الجديدة ، لكن ما جرى قد خيب آمالنا، فقد ابقت الادارة الكندية جميع مدراء الادارة الوسطى في مواقعهم ، بدل ان تقوم باعادة البناء على اسس سليمة ، وقامت بمنحهم صلاحيات مطلقة ، وكذلك منحتهم زيادات مالية مجزية لا تقل عن خمسمئة دينار ، دون ان تمنح العاملين الباقين أي ميزة مادية جديدة ، فاصبح مدير الدائرة يتحكم بمصير العاملين لديه بكل مزاجية وانتقائية ، فالادارة العليا لا تقبل أي شكوى بحق هذا المدير مهما فعل ، فقد اغلقت ابوابها في وجه العاملين ، ، وفي نفس الوقت كثر الحديث عن اعادة الهيكلة ، التي تشمل تغييرات على المسميات الوظيفية ، وامتيازات تمنح تبعا لذلك ، ولمدراء الدوائر الدور الاول في تحديدها وتحديد من تشملهم ، فانتعشت لديهم الشللية والاقليمية وكل الممارسات السلبية بدون رادع ، واصبح كل واحد منهم الحاكم المستبد في دائرته ، يعز من يشاء ويذل من يشاء بدون رقيب او حسيب ، فتزعزع الاستقرار الوظيفي للعاملين ، وتهدد مستقبلهم ومستقبل عائلاتهم ، اللهم الا من وجد الحظوة عند مدير دائرته ، فلم يعد هناك اعتبار للعمل والاجتهاد والاقدمية ، ومن كان عمله قبل الخصخصة ذو تأثير مهم ، قاموا بتقليص دوره وتقزيمه ، حتى يبدو اقل اهمية ، تبريرا للانتقاص من حقه في الهيكلة الوظيفية القادمة .

هذا ما جلبته الخصخصة في شركة البوتاس العربية على العاملين ، وحتى اكون منصفا ، فلا بد ان اذكر الارباح الكبيرة التي تحققت ، فقد ارتفع سعر طن البوتاس في عهد الخصخصة من 120 دولارا للطن الواحد ، الى 360 دولارا في اعلى حالاته ، وتضاعفت ارباح الشركة الى اضعاف ارباحها السابقة ، وهذا بالتاكيد ينعكس ايجابا على الاقتصاد الوطني ، وكم كنا نتمنى ان تنسحب هذه الايجابيات على اوضاع العاملين في الشركة ، استقرارا وظيفيا وتحسنا في الدخل ، بعد ان تآكلت رواتبهم بفعل الغلاء المستعر ، وتأثيرات ارتفاع اسعار النفط ، خاصة ان العاملين في شركة البوتاس العربية ، يشهد لهم بالتفاني والاخلاص في العمل ، وفي التضحية حتى بارواحهم في سبيل استمرار الانتاج وتعزيزه ، والامثلة على هذه التضحيات كثيرة .

انني باسم العاملين في شركة البوتاس العربية ، اوجه نداءا الى حكومتنا الموقرة ، ونواب الشعب الاردني ، كي يضعوا في صلب اهتماماتهم ، اوضاع العاملين في الشركة ، والخطر الذي يتهددهم وعائلاتهم ، من مثل هذه الممارسات السلبية ، التي يقوم بها مدراء الادارة الوسطى ، بعد ان فقدنا صمام الأمان ، المتمثل في الادارة العليا العربية سابقا ، ممن كانوا يحملون الهم الوطني ، ويتحلون بالمستوى اللائق من المسؤولية الوطنية ، فكان اعتصام العاملين في الشركة قبل ايام ، احتجاجا على الانتقائية والمزاجية في منح المسميات ، هو اكبر دليل على صدق ما ذكرته عن نهج الادارة الوسطى ، ونحن على يقين انه لا يمكن لاردني ان يسام حقه في اردن ابا الحسين ، اردن الهاشميين ، الذين وضعوا نصب اعينهم دائما كرامة وحقوق المواطن الاردني ، فالانسان في بلد الهاشميين هو اغلى ما نملك .

الكاتب احد العاملين في شركة البوتاس العربية
m_nasrawin@yahoo.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :