احمد الطراونة - قال الفنان الأردني المبدع ياسر المصري والمولود عام 1970 ويحمل بكالوريوس علوم موسيقية انه بدأ العمل الفني منذ حوالي عشر سنوات، مؤكدا أن كل الفنون تبدأ كهواية وتنتهي إلى حرفة حياتية يستمد منها الفنان طاقته اليومية في التعبير عن مكنوناته الداخلية وتصبح المسارات الأخرى من التجارب الفنية السابقة عبارة عن تقاطعات كانت تسير في منعطفات كثيرة في حياة الفنان إلى أن تتبلور بشكل تصبح به الحرفية مطلوبة عند تجسيد أي دور يسند للفنان.واشار الى ان أهم الأدوار الفنية التي أسندت له :مسلسل ذي قار ، الطوفان، زمان الوصل، راس غليص، ولكن أكثرها إثارة كان تقاطعي مع شخصية نمر بن عدوان، لما لهذه الشخصية من مخزون إنساني وفكري وثقافي كان عاملا أساسيا في تقمص هذه الشخصية والتعايش معها في كل لحظاتها الإنسانية.
إما عن تجربة المصري مع شخصية نمر بن عدوان وعن أهم الخصال الشخصية التي لازمت حياته من تجسيده لهذه الشخصية فهو يقول توقعت أن يضيف لي هذا الدور مخزونا جوهريا مختلفا عن ما اكتسبته من أدوار سابقة وكنت أعرف سابقا أن هذا الدور سيكون نقلة نوعية في تجاربي المختلفة كوني أجسد شخصية حقيقية كان لها ثقلها الحياتي قبل ثلاثمائة عام وكانت هذه الشخصية متقاطعة مع فترة زمنية مليئة بالأحداث والزخم الإنساني والاجتماعي، ومما لا شك فيه أن تقمص شخصية ذات سيرة مزدحمة بالمتغيرات والأحداث تقاطعت وبشكل مباشر مع شخصيتي في حياتي الخاصة كما أنها تتقاطع مع معظم الرجال بشكل مباشر وغير مباشر بما أنها تحمل من الصفات النبيلة التي يرغب أي إنسان في التعايش معها.
وعن أن المركز العربي شركة إنتاج تهتم بالربحية بعيدا عن تجسيد وإيجاد هوية وطنية أردنية كما يقول بعض النقاد، يقول المصري .. أختلف معهم بالرؤيا اذ أن المركز العربي كمؤسسة فنية استثمارية تعنى بالفنانين والفن الأردني وذات توجهات خاصة في مجال الاستثمار الفني وهي أنتجت العديد من الأعمال برؤيا أردنية وشملت الفنان الأردني بهذه المنظومة الفنية وتحاول أن تقدمه بما يتناسب مع رؤيته الأردنية الخاصة التي باعتقادي أنها لم تحد عن هذا الطريق وساهمت في إنتاج فنانين أردنيين والتعريف بهم على الساحة العربية وهي تضع مخططات شمولية ستعنى حاليا ومستقبلا في استقرار أوضاع الفن والفنانين، وتركز على الهوية الوطنية في إنتاجها الوطني.
وعن تجربة الفنانة الشابة صبا مبارك في تجسيد دور وضحا التي هام بها ابن عدوان يشير المصري إلى أن الفنانة صبا مبارك أجادت تجسيد شخصية وضحا بشكل ممتاز حيث استطاعت أن تجسد دور وضحا في جميع حالاتها باحترافية عالية وحس فني عالي.
ويقول عن علاقة مسلسل نمر بن عدوان بالأحداث المحيطة في تلك الفترة وتأثيره بها وعن إغفال بعض الجوانب الأخرى التي كان من الممكن أن تبرز في شخصية ابن عدوان وخاصة الأحداث السياسية التي كانت تدور في المنطقة ودور ابن عدوان فيها .
يؤكد المصري انه و انطلاقا من الفترة التاريخية والتغيرات والأحداث التي واكبت حياة نمر بن عدوان والمليئة بالمنعطفات الإنسانية والجوهرية في ذلك العصر فقد تناول الكاتب مصطفي صالح تلك الشخصية والشخوص الأخرى بصفته يمتلك حق الرؤيا والخيال وهذه من أولويات حقوق الكاتب وباعتماده على مرجعيات كثيرة والتركيز على خطوط درامية إنسانية كانت موجودة في صميم حياة نمر بن عدوان الجانب الأول لها كان الأدب والثقافة في حياة نمر بن عدوان، والآخر الحياة الاجتماعية والعاطفية في حياته. وكان للمخرج وفريق العمل دورا ايجابيا في إحياء جزء من سيرة حياة نمر بن عدوان على الشاشة الفضية .
ويرى أن المسلسل قد ركز على شخصية نمر بشكل أساسي دون التركيز على الشخصيات المحيطة به باستثناء وضحا وأعتقد أنه كان من الممكن إبراز دور تلك الشخصيات الأخرى وتأثير نمر على مجريات حياتها بشكل أدق وهذا ليس نقدا للنص ولكن هذه وجهة نظري حيث أن النص أيضا كان زاخرا بالأحداث.
وعن إكرام المرأة ورفع الضيم عنها وعن دور المسلسل في إظهار هذه الحقيقية الإنسانية الجلية ، يؤكد المصري انه لم يكن نمر بن عدوان الوحيد الذي أكرم المرأة في ذلك الوقت والزمان كما أن المرأة كانت ولازالت لها مكانه جليلة في البادية التي صقل الاسلام اهمها غير أن نمر قام بكسر بعض العادات والتقاليد كأن يجعل زوجته تأكل معه وهذا كان نابع من حبه لها وليس له علاقة بموضوع انتقاص حقوق المرأة في الحياة الإنسانية في المجتمع البدوي. وحالة نمر لم تكن استثناء بل كانت منتشرة في جميع أنحاء الجزيرة العربية ولكن حب نمر لزوجته هو الذي أبرز هذا الجانب بالإضافة إلى ثقافة نمر وإلمامه بالدين الإسلامي وقد تعامل مع زوجته بما يرتضيه هذا الدين الذي أكرم المرأة منذ القدم وكان هذا الجانب بارزا في المسلسل.
ويؤكد المصري الذي جسد الشخصية بإبداع أن هنالك صعوبات كثيرة تواجه أي فنان في تقمص أي شخصية فكيف اذا كانت هذه الشخصية هي شخصية حقيقية ولا تزال في ذاكرة الناس لذلك فقد كان هنالك صعوبة في التجهيز الفكري والنفسي والجسدي والسيطرة على أدوات وتقنيات الشخصية وبالتالي الاجتهاد لتقديم المشهد بأفضل شكل ممكن وبأمانه وحس فني عالي.
مؤكدا ان مما أسهم في جودة المنتج وجود مخرج ومدير تصوير وفريق فني رائع وهذا من أساسيات نجاح العمل بالإضافة الي الممثلين الذين كانوا منتميين الي فكرة إبراز العمل واكتماله بالشكل المناسب ،، الا ان ضيق الوقت المطلوب لإنجاز العمل أصاب الجميع بالإرهاق .
وعن تجربة ياسر المصري المسرحية وخاصة في المسرحية الكويتية يقول ان الفكرة جاءت من خلال الفنانة الكويتية مها العدوان التي قامت بدور وطفا وكان العمل من انتاج محمد رشود واخراج الفنان حسين المفيدي ومشاركتي كانت كضيف شرف في العمل.
وعن أهم الأعمال التي ينتظر من المصري ان يجود بها على الشاشة الفضية فهو يقول ان هناك عمل اجتماعي هو( الحب في الهايد بارك ) من انتاج المركز العربي للخدمات السمعية والبصرية ،، وهناك تجهيز للعمل الأردني عن حياة عودة ابو تايه انشاء اللة لرمضان القادم . مشيرا الى ان الطموح يتجة دائما نحو البحث عن شخصيات لها تأثيرها على مستوى الحدث الإنساني العربي والعالمي (الراي).
ahmad_rai2005@yahoo.com