facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




خَواطِرْ عَنْ الأردن و الرَبيع العَرَبي ،


02-11-2013 02:35 AM

هُنالِكَ مَقولَة عَنْ لِسَان السيد المسيح بالكِتَاب المُقَدَس تقول "مِنْ ثِمَارِهِمْ تَعْرِفونَهُم"، و كان يَقْصِدْ بالإنبياء الكَذَبَة الذين سَيُحاولوا الدُخول الى بيوت المُؤْمنين لِخِداع الناس لكي يَضِلوا عَنْ ايْمَانِهِمْ الحَقْ بالله، و للذي يَنْظُر الى عُمْقِ هَذِهِ الجُمْلَة سَيَفْهَم انها تَنْطَبِق على الربيع العَرَبي الذي شَاءَ القَدَرْ انْ يَعْصِفَ بَأَرْبَعَةِ دُوَل قَبْلَ انْ يَحِلً بَعْضٌ مِنْ تَأْثيراتِهِ على مَمْلَكَتِنَا، فَأَحْمِدُ الله انًهُ لَمْ يُزَعْزِعْ كَيْنونَةَ الدَوْلَة الأردنية كما فَعَلَ بِسوريا و مصر و تونس و لِأَنًهُ "مِنْ ثِمَارِهِمْ تَعْرِفونَهُم" فَلَمْ يَجْلِب إلًا الدَمَار لِتِلْكَ الدُوَل و بَعْض مِنْ دُوَل الخليج، و لَعَلً مِنْ أَكْثَر الدُوَل تَضَرُراً بِهَذا الربيع سوريا و مصر و تونس حَيْثُ الأَزَمَات العَسْكَرِيَة و السياسية في قِمًةْ إحْتِقانَها مُهَدِدَةً سَلامَة كَيَان الدَوْلَة قَلْبَاً و قالِباً.

مِمَا لا شَكً بِهِ ان صَيْحَات التَغير التي اجْتَاحَتْ مِنْطَقَتُنا فَجْأَة اعْطَتْني الإنْطِبَاع انً هَذِهِ الثَوَرات مُبَرْمَجَة مُسْبَقاً و لَمْ تَكُن وَليدَةْ ظُروف طَبيعية كما يَدًعى مَنْ نَظًمَها و كَمَا هُوَ الحال بِأَشْرَسْ ثوارت عَرَفَها التاريخ بالماضي...كالثَوْرَة الفَرَنْسِيَة و البريطانية التي غَيًرَتْ انْظِمَتَها السِيَاسِيَة السائدة في حينها، فَرأيْنَا بِأَكْثَر مِنْ بَلَدْ عربي بِأَزْمِنَة مُتَقارِبَة جدا ثورات تُنَادي بِنَفْس المَبَادئ و الهُتَافات و حَيْثُ كان لها نَفْس السياسيات و المُخَطًطَات السياسية...الإيْقَاع بالأَنْظِمَة الحَاكِمَة الحالِيَة بِعِدًةْ بلدان غالِبِيَتُها تُحيطْ بإسرائيل؟َ! فَوَزْن الربيع العربي و تَأْثيرُهُ لَمْ يَشْعُر بِهِ إلًا الدُوَل التي تُحيط بالدَوْلَة الإسرائيلية بالذات و في الحَقيقَةِ ما شَعَرَتْ بِهِ بَعْض مِنْ دُوَل الخليج مثل الكويت على سبيل المثال لا الحَصْر حَيْثُ ارْتَفَعَتْ اصوات المُعَارَضَة بِشِدِة لَهُوَ توابِعْ لِهَذِهِ الأَزَمَات القَوِيَة التي عَصَفَتْ بالمِنْطَقَة عُمومَاً، و مَعْ الأَسَفْ سُقوط الأَنْظِمَة الحَاكِمَة بِسورِيَا و مِصْر و تونِسْ لَهُوَ ايضاً مُؤَشِرْ انً هَدَفَها سياسي اولاً و أخيراً و ليس إقْتِصَادي كَما يَظُنُ الناس، و هذا واضِحْ مِنْ المُحاوَلاتْ لِتَبْديل هَوِيَة الدُوَل المَدَنِيَة التي حَكَمَتْ تِلْك البُلْدان الى إسلامِيَة أكْثَر عَنْ طريق اعادة صِيَاغَة الدُسْتور بِتِلْك الدُوَل، اي ان هَذِهِ الثورات اخَذَتْ تَرَدي الأحوال الإقْتِصَادِيَة عُموماً بِتِلْك البُلدان مَدْخِلاً لها لكي تَجْمَع لها مُسَانَدَة جَمَاهيرية كُبرى حيث تُصيب لكي تَعْصِفْ بِثَبَات الأَنْظِمَة الحَاكِمَة و لكي يَعْتلي سُدَةَ الحُكْم التَيَارات المُتَدَيِنَة لِحُكْم تِلْك البُلْدان،

في حَقيقَة الأَمْر هَذِهِ حوادِثْ مُخيفَة جِداً إذ انًهَا جَلَبَتْ لِلْمِنْطَقَة و في البِلادْ التي فِعْلياً تَمً تَنْفيذْ بها هَذِهِ المُخَطًطَاتْ فراغات قُوَة مُميتَه لَمْ تَسْتَطيع الى الآن النُهوضْ مِنْهَا، فَفَراغ القُوَة السِيَاسي و مِنْ إسْمِه هُوَ حَالَة غياب نِظَام حاكِمْ فَعًال بِحَيَاة اي دَوْلَة تُصَاب بِهَذِهِ العِلًة، فأداء مِصْر بما يَتَعَلًقْ بالسِيَاسَة الداخِلِيَة كان يَفْتَقِرْ لِمُقَوِمَات الدَوْلَة الديمُقْراطِيَة حيث كان اعْتِمَادَها كَجُمْهورِيَة على شَخْص الرئيس الحاكِمْ بِصورَة شِبْه مُطْلَقَة حيث سَادَ هذا الواقع لِثَلاثَةِ عُقود مُنْذُ اغْتِيَال الرئيس الراحل انور السَادات، فالإنْتِخَابات الرِئَاسِيَة كانَتْ غَائِبَة عَنْ السَاحَة لِفَتْرَةٍ طَويلَة مِنْ الوَقْت و حتى عِنْدَمَا تَمًتْ اثْنَاء حُكْم الرئيس محمد مبارك كَان عليها مَآخِذْ كَثيرَة مِنْ قِبَل سِيَاسيٍن كُثْر، فَشَكوا بأنً نَتَائِجَهَا تَمً تَزويرُها و ايضاً سَادَ نَفْسُ الشَكْ بالشَأنْ البَرْلَمَاني حيث غِيَابْ أحزاب اخوان المُسْلِمين عَنْ كراسي البَرْلَمَان جَعَلَ الكَثير يَعْتَقِدوا بِعَدَمْ نَزاهَة النَتَائِجْ في حين انًهُ و بِحَسَبِ ما تَمً تَداولَهُ بالصَالونات السِيَاسِيَة بالقاهرة تَمً انْتِخَابَهُم مِنْ قِبَل عَامَةِ الناس، فالوُجود الدائِمْ لِلْرَئيس مُبَارَك بِكُرْسي الحُكْم و إن فَادَ مِصْر مِنْ ناحِيَةِ اسْتِقرار شَأْنَها الداخلي و الخارجي بِدونْ شَكْ و لَكِنَهُ عَدَمَ مَفْهوم دَوْلَةِ المُؤَسًسَات و فاعِلِيَة الدُسْتور مُحَوِلاً الدَوْلَة المِصْرِيَة الى دَوْلَة سِيَادَةْ الرَجُل الواحِدْ، فَلِذَلِكَ عِنْدَما انْسَحَبَ الرئيس السَابِقْ مِنْ الحُكْم بِوَزْنِهِ السياسي الكبير سَبًبَ فراغ القُوَة بِحَيَاة الجُمْهورِيَة و حينَ نَجَحَتْ بَعْدَها التَيَارات الإسْلامِيَة في انْتِخَابات البَرْلَمَان و الرِئَاسَة تَفَاجَئوا بِدَوْلَة غَيْر فاعِلَة كَجُمْهورِيَة خَالِيَة مِنْ المُؤَسًسَات اللازِمَة لإدراة شَأْنَها بِهَذِهِ الظُروف الصَعْبَة و تَتَمَتًع ايضاً بِدُسْتور ضعيف...فَتَخَبًطوا بِظَلام دامِسْ مَعْ انْعِدام خِبْرَتِهِم السِيَاسِيَة وَضُعْفَها، فَهَلْ كانوا ضَحِيَة هَذِهِ الظُروفْ التي لَمْ تَخْدِمْ صُعودَهُمْ لِلْحُكُمْ بِشَيئْ؟ و لَكِنْ عَلى الصَعيدْ الآخَرْ و مِمَا لا شَكً بِهِ انًهُم لَمْ يَتَمَتًعوا بالرُؤْيَة اللازِمَة لإدراة جُمْهورِيَة بِحَجْم مِصْر، و بَدَلْ مِنْ الإنْطِلاق نَحْوَ تَحْسين الوَضْع القَائِمْ طَغَتْ عَليهِمْ فَرْحَةْ الوُصولْ لِلْحُكْم حَيْثُ ظَنوا بِأَنْفُسِهِم انًهُمْ سَيَحْظوا بِرِضَا الناس بِصورَة دائِمَة و بِأَنًهُمْ سَيَخْلِدوا بِهَذِهِ الكَراسي فَفَعًلوا فراغ قوة آخر بِكُل سَذاجَةٍ ظَناً مِنْهُم انها خُطْوَة مُوَفَقَة، فَتَجَاهَلوا وَزْنَ المُعَارَضَة التي كانت ما تَزال فاعِلَة بالدَوْلَةِ و المُتَمَثِلَة بالتَيَارات الليبرالية و بَعْض مِنْ تَيَارات الإسْلامْ الوَسَطي و حَاوَلوا تَغْيِر هَوِيَة الدَوْلَة مِنْ مَدَنِيَة الى مُتَدَيٍنَة إسْلامِيَة لِتَحْدُث الكَارِثَة الكُبْرَى، فَلَمْ يُحْسِنوا صِيَاغَةْ دُسْتور يَنْطَلِقْ مِنْ روح المواطَنَة كَمَا يَجِبْ ان يكون بالنِظَام الجُمْهوري لأي دَوْلَة ديمُقْراطِيَة فَتَخَلًلَ بُنودُهْ فَقَرات غَيْرَ واضِحَة و تَتًسِمْ بالمُغَالَطَات القَانونِيَة و لا تَضْمَنْ حَقْ المواطَنَةِ و العَدْل لِلْمَسيحيٍنْ بالدَوْلَةِ و لا تَضْمَنْ حُقوق الإنْسَان لِلْمَسَاجينْ في السُجون كما انًهُ تَمً تَهْيِئَةِ الحُدود لِلْتَفْعيل بِخُطْوَةٍ غَيْرِ مَفْهومَة و تُعْطي المَفْهوم بِأًنً الأسْلام الوَسَطي الذي تَنْتَمي اليَهِ مِصْر سَيَتَغَيًرْ الى مَدْرَسَة مُتَشَدِدَة شَبيهَة بالمَوْجودَةِ في السُعودِيَة، و الغَريبْ بالأَمْر بِأَنًني اثْنَاء حَديثي مَعْ مُسْتَشَار رفيع المُسْتوى بالسِلْك الدِبْلوماسي المِصْري حينها نَوَهَ لي بِأَنً احْكَام الجَلْد و الحدود غَيْرَ مَوْجودَة بالدَوْلَة المِصْرِيَة لأن اسْلامَهَا وَسَطي فَلِذَلِكَ لا أعْلَمْ ما هي القيمَة المَرْجُوَةِ مِنْ تَهْيِئَةِ هَذِهِ الشَرائِعَ العَتيقَة دُسْتورِياً حينها لِتَكونَ فاعِلَة بِدَوْلَةٍ لها باعُهَا و تاريخُهَا الثقافي و لها حَضَارَتُها و قيمَتُهَا الثَقَافِيَة، و كان لِمُنَظًمَةِ "هُيومِنْ رايْتْس واتْش" لِحُقوقْ الإنْسَان مَآخِذْ كَبيرَة على هذا الدُسْتور حَيْثُ قَالَتْ مِنْ ضِمْن ما قَالَتْهُ على مَوْقِعِهَا الإلِكْتروني أنًهُ لَمْ يُحَقِقْ الهَدَفْ المَرْجوْ مِنْهُ لِلْمُحَافَظَة على ما تَنُصُ عَليْهِ هَذِهِ المُنَظًمَةِ مِنْ حِفْظ لِحُقوق الإنْسَان و روح المواطَنَةِ و حِفْظِ الحُقوق الإنْسَانِيَة بالسُجون الخ...،

كانَتْ النَتيجَة انْسِحَاب الكَنيسَة القِبْطِيَة مِنْ لَجْنَةِ صِيَاغَةِ هذا الدُسْتور الجَديد مُعْتَرِضَة على بُنودِهِ التي لم تُحَقِقْ العدالة الكَافِيَة لِكُل المِصْرِيِنْ و قَدْ انْسَحَبَ مَعَها الكَثيرْ مِنْ التَيَارات الًليبْرالِيَة و احزاب الإسْلام الوَسَطي كالوَفْد بواقِعَةٍ لَمْ يَسْبِقْ لها مَثيل بالتاريخ المِصْري حَيْثُ إتًضَحَتْ مَعَالِمْ شَرْخٍ كُبْرى بالحَيَاة السِيَاسِيَة المِصْرِيَة، و النَتيجَة فراغ قوة آخَرْ بالحَيَاة الدُسْتورِيَة لِلْبِلاد فالدَسْتورِ حَظِيَا بِمُوافَقَةِ ألأَغْلَبِيَةِ في مِصْر و لَكِنْ المُشْكِلَةِ بأن هُنالِكَ 37 بالمِئَةِ مِنْ المِصْرِيِنْ رَفَضوا هذا الدُسْتور و مِنْهُم سِيَاسِيٍنَ كِبَار لَهُم وَزْنُهُمْ بحَيَاةِ الدَوْلَةِ بِمِصر؟! و فراغ القُوَةِ هذا و عَدَمَ فاعِلِيَةِ الدُسْتور الجديد بالصورَةِ المَرْجُوَةِ لَعَلًهُ سَبِبْ مَشَاكِلْ كُبْرى بِمِصر حَيْثُ بَقِيَ مِنْ دون إحْتِرام التَيَارات المِصْرِيَةِ لَهُ و مِنْ دون تَأْيِدْ شَريحَة واسِعَة مِنْ المُجْتَمَعِ المِصْري لِيَبْقى صِراع القُوَةِ لِمِلْئ فراغ القُوَةِ السياسي بالبِلادِ هُوَ سَيِدْ المَوْقِفْ في تِلْك الفَتَرْة، و مَعْ الأَسَفْ أَسْأَل هنا، ما هَذِهِ الهَدِيَةِ التي جَلَبَها الرَبيعُ العَرَبي لِمِصْر؟!

أما بالشَئْنْ السوري فَقَدْ جَلَبَ هذا الربيع حَرَبْ ضَروس بين المُوالينَ لِلْرَئيسِ السوري بَشَارُ الأَسَدِ و بين مُعَارَضَة مُهَجَنَة التَكْوين و العَنَاصِر تَشْحَنُها روح عَقَائِدِيَة جِهَادِيَة بِصورَة مُطْلَقَة، فانْطَلَقَ فراغ القوة السياسي بِتِلْكَ البِلادِ الى المَرْحَلَةِ العَسْكَرِيَةِ لِيَأْخُذْ طَابِعْ الحَرْب الأَهْلِيَةِ بِسُرْعَةٍ كَبيرَةٍ، فَالمُهِمْ الإطَاحَةِ بِبَشَارِ الأَسَدْ لِيَتِمَ اسْتِبْدال الحُكُم بِسورِيَا بِنِظَام ديني شَبيه بالذي كَانَ بِمِصْر يَحْظَى بِمُوافَقَةٍ امْريكِيَة و اسْرائِيلِيَة، و لِلْرَبيع العربي هَدَفٌ آخَرْ بِهَذِهِ البلاد فإفْتِعَال حَرْب ضَروس بالأراضي السورِيَة مِنْ شَأْنِهِ بَتْر بِصورَة اسْتراتيجِيَة مُثَلًثْ لِلْنُفوذ الشيعي بالمِنْطَقَة قَائِمْ بين سوريا و حِزْب الله بالجَنوب اللُبْنَاني و ايران، فَهَذِهِ الحَرْب اضْعَفَتْ هذا الخَطْ الديمُغْرافي الحَيْوَي الذي يَدْعَم حِزْب الله و النُفوذْ الشيعي بالمِنْطَقَةِ بِصورَة كَبيرَة، و لَعَلً ما يُسَاهِمْ بإشْعَال نار الحَرْب بِسورِيَا هُوَ انْ النِظَام السياسي بِسورِيَا لا يَنْظُر لِسورِيَا انًها جُمْهورِيَة و هو بالتالي مُوَظًفْ بِخِدْمَةِ الشَعْب السوري صَعِدَ الى الحُكْم عَنْ طَريق الإنْتِخَابات فَقَدْ وَرِثَ بَشَار الأَسَدْ هَذِهِ البِلاد كالنِظَام المَلكي البَريطَاني التَقْليدي عَنْ أبيه بَعْدَ انْ حَكَمَها الراحِلْ حافِظْ الأَسَد لِعُقود طَويلَة، فَلِذَلِكَ يَنْظُر بَشَار الأَسَد لِسورِيَا بأَنًها إرْثٌ مِنْ حَقِ عائِلَتِهِ حُكْمَهَا و السِيَادَةِ عليها و في الحَقيقَة و بِحَسَبِ المُعْطَيَاتْ التَاريخِيَة فَقَدْ بَنَاها والِدَهُ اقْتِصَادِياً و سِيَاسِياً و عِمْرانِياً و ثَقَافِياً و هي تَحْتِ وِصَايَتِهِ و مُلْكِهِ الشَخْصي هُوَ و عائِلَتِهِ، فَلِذَلِكَ أَخَذَ الصِراعُ لإجْبَارِهِ على الرَحيلْ بَعْداً عَسْكَرِياً لا يُحْمَدْ عُقْبَاهُ لأنًهُ يُدافِعُ عَنْ ارْثٍ لِعَائِلَتِهِ، و هذا الواقِعْ الحَاصِلْ فَلَوْ كان بَشَار الأَسَد يُفَكِرْ كَرئيسْ لِلْجُمهورِيَة لَكَان اخْتَارَ التَنَازُل عَنْ الحُكْم مِثْلَمَا فَعَلَ الرَئيس السَابِقْ لِمِصر مَحَمَدْ حُسْني مُبَارَكْ لِيَسْتَلِمَها الجَيْش و يُنَظِمْ أُمورَ انْتِخَبَاتٍ رِئَاسِيَةٍ و بَرْلَمَانِيَةٍ، و لَكِنْ بَشَار الأَسَد وَليدَ فَلْسَفَة حِزْب بَعْثي و لَهُ ايْمَانُهُ السِيَاسي و اخْتَارَ جَيْشُهْ حَمْلَ السِلاح لِلْدِفَاع عَنْ حَقِهِ بِإِدارَةِ سورِيَا، و ذَهَبَ ضَحِيَة هَذِهِ الحَرْب آلآف السوريين المَدَنيين و العَسْكَريين ايْضاً و مَعْ الأَسَفْ لِهَذِهِ الًلحْظَةِ لَمْ يَنْجَح أَحَدْ بِوَضْع حَلْ لِهَذِهِ الحَرْب الشَرِسَة التي تُخَضِبْ تُراب سورِيَا بالدِمَاء البَشَرِيَة النَفيسَة.

تُنادونَ بالرَبيع العربي؟ و تُريدونَ دَعْوَةِ هذا الربيع مع الأَسَفِ الى ارْدُن الهاشِميين؟ مَعْ الأَسَفْ مُنْذُ نَشْأَتْ الربيع العربي و ثَوْراتِهِ المُبَرْمَجَة و أنا أعْلَم بِنواياه، فَقَدْ قَرَأْتُ الخَارِطَةَ السِيَاسِيَة لِلْمِنْطَقَة و عَلِمْت فَوْرَ اشْتِعَال هَذِهِ الثَورات مَقَاصِدَها و نواياها و فَرَغَات القُوَةِ المُدَمِرَة التي سَتَجْلِبْها مَعَهَا، فَهَلْ هذا ما يَنْوي مِنْ يُنادي بالربيع العربي افْتِعَالَهُ بالأردن؟ إضْعَاف السِيَادَة الحَاكِمَة لِلْبِلاد لِخَلْقِ فَراغ قُوَة لَنْ يَضْمَنْ أَحَدْ ما هي عُقْبَاه؟ خَلْقِ فراغ قُوَة بالأُرْدُن و تَنَاحُر على مِلْئِهْ كَمَا حَدَثَ بِمِصْر؟ أم الحَرْب بِسورِيَا هي المُفْرِح بهذا الرَبيع الذي سَفَكَ دِمَاء البَشَر الغالِيَة و ضَحى بالإنْسَانِيَة و الطُفولَةِ لكي تُحَل أَزَمَة مَنْ سَيَحْكُم بِلادْ الشَام؟ ربيع مُخْجِل ربيع سَفْكِ الدِمَاء ربيع الحَرام...فلا أرى مِنْهُ ثِمَار طيبة ابدا، أذْكُرْ مَرًة ثانِيَة مِنْ ثِمَارِهِمْ تَعْرِفونَهُم، أَلَمْ يَتَعَلًم مِنْ يُنادوا بِهَذا الربيع مِنْ الدَرْس المِصْري و السوري؟ كَادَتْ انْ تَفْشَلْ بالمَاضي لولا لُطْف الله على البَشَرِيَة المُحاولاتِ لِحَلِ فراغ القُوَةِ بِمِصر سِيَاسِياً و عاجِلاً ام آجلا سَيَأْخُذْ بُعداً عَسْكَرِياً إذا اسْتَمَرً الوَضْعُ القِتَالي بَيْنَ الطَرَفَيْن فَهَذا سَيُشَكِلْ ضَغْطً كَبيرْ على الجَيْش المِصْري؟ و فَشِلَتْ الوَسَاطاتُ في سورِيَا بأبْعَاد شَبَحِ الحَرْب عَنْهَا لِحَلِ الوَضْع السياسي بَيْنَ المُعَارَضَةِ و النِظَام الحَاكِمْ بِحَرْبٍ كَبيرَة، أما ارْدُنْ الهاشِميين فَحَمَاهُ الله عَزْ و جَلْ، حَرَسَ اللهُ عَرْشَ مولاي صَاحِبْ الجَلالَةِ المَلِكْ عبدالله الثاني المُعَظًمْ و حَرَسَ اللهُ مَوْلاتي صَاحِبَةِ الجَلالَةِ المَلِكَةِ رانيا العبدالله المُعَظَمَة، فَبَقِيَ الأرْدُن واحَةَ أمْنٍ و اسْتِقرار و لَمْ يَسْتَطيع أَحَدْ العَبَث بِرَزانَتِهِ السِيَاسِيَة و الأَمْنِيَة، فإسْتَوْعَبَ المُعَارَضَةِ المَوْجودَةِ بالبَلَدِ بإتِسَاع صَدْرٍ مُمَيًزٍ مُثْبِتاً لِلْعَالَمِ العَربي و للرأي العَالَمي الذي يُراقِبْ مَنْ سَيَكون ضَحِيَةَ الربيع العربي التالِيَة ان الأردن مَليكاً و شَعْباً قَادِرْ على مُمَارَسَةِ ارقى المَدارِسْ الديمُقْراطِيَة التي يُمْكِنْ لأي نِظَام مَلَكي اسْتيعَابَهَا مَعْ بَقَاء العَرْشِ الهَاشِمي هُوَ مِحْوَر الحُكْم الرئيسي بالبَلَدْ، فَبِهَذِهِ العَمَلِيَةِ و بِكُل مَقْدِرَة سِيَاسِيَة و رُقي حَجًمَ المُعَارَضَةِ سِيَاسِياً لِتَبْقى حِراكً شَعْبي و ضِمْنَ ما يَسْمَحُ بِهِ الدَسْتور و نَشَاط الأَحْزاب بالمَمْلَكَة، و بِتَفَهُم و بِفِكْر ديمُقْراطي يُنَافِسْ المَوْجود عِنْدَ الدَوْلَةِ الأمريكية و سَاسَتِها رأيْنَا مَوْلاي يُلَبي النِداءات المُتَكَرِرَة لِلْشَعْب و المُعارَضَةِ بالإصْلاح السِيَاسي و بِصورَة مُتَحَضِرَة جِداً حَيْثُ وَجًهَه انْظَارِ الشَعْب بِضَرورَةْ الُلجوءِ الى القَنَواتِ الرَسْمِيَةِ البَرْلَمَانِيَةِ لِتَنْفيذِ هَذِهِ الإصْلاحَات المَطْلوبَةِ حَيْثُ يَكون البَرْلَمَان دائِماً مُلْتَقَى الحُكومَةِ مَعْ مَنْ يُمَثِلوا الشَعْب، فالبَرْلَمَان هُوَ الجِهَاز الرَسْمي المَعْني بِمُحَاسَبَةِ السِيَاسَةِ التي تَنْتَهِجُها الحُكومَةِ في ادارة شُؤونِ الدَوْلَةِ و عَمَلِهَا الوِزاري، و رأيْنَا قُدْرَةً فَائِقَة مِنْ مولاي و مَقْدِرَة سِيَاسِيَة مُمَيًزَة على المُحَافَظَةِ على وِحْدَةِ صَفِ المَمْلَكَةِ مِنْ تَيَارات شَعْبِيَة و احْزابٍ فَاعِلَة و صِيَانَةِ الُلحْمَة الإجْتِماعِيَة و تَفَهُمْ، فَيَكْفي بِالوَقْتِ التي انْهَارَتْ فِيهِ دُوَل عَظيمَة نَسْمَتُهَا تَفوقُ الأردن بِعَشَرات المَراتِ و حَجْمُ اقْتِصَادِهَا يَفوقُ الأردن بِكَثير اسْتَطَاعَ و بالوَقْتْ و التي تَمًتْ بِهِ ايْضَاً أراقَةُ دِمَاء السوريين بِكُلِ هَمَجِيَة و المِصْريين مِنْ الصِراع السِيَاسي المُهْلِك في تِلْك البِلاد...اسْتَطَاعَ مولاي الأِبْحَار بِمَرْكَبِ بِلادِنَا وَسَطَ هَذِهِ الأعَاصير الهَائِجَة و الوُصول بِنَا الى شَواطِئ الآمَان مِرارا و تِكْرارا، فَيَكْفي انً رُؤَسَاء اعْظَمِ بِلادٍ و أقواها في مِنْطَقَتِنَا حَيوا الاردن مَليكاً و شَعْباً على لُحْمَتِهِ بِهَذِهِ الظُروفْ الصَعْبَةِ و ضَرَبَةْ لِلْإرادَةِ الهَاشِمِيَةِ الحَاكِمَة سَلام و تَحِيَة اجْلال و عِزًة،

أما بالبُعْدِ الإقْتِصادي الذي يُخَيِمْ على بِلادِنَا فأَعْتَقِدْ انًهُ نَحْنُ كأردنيين نَتَحَمًلْ هَذِهِ المَسْؤُلِيَةِ، فَقَالَهَا الدكتور عبدالله النْسور في لِقَاءاتِهِ على التِلْفَاز ان تَرْحيل الأَزَمَات مِنْ قِبَلِ الحُكومَات المُتَعَاقِبَة كانَتْ المُوَلِدْ الأَكْبَر لأزَمَةِ العَجْز بالميزانِيَةِ، فالذَنْب ذَنْب رُؤَسَاء الحُكومات الذين كَلًفَهُم مولاي بِهَذِهِ المَسْؤلِيَةِ و لَمْ يكونوا بِقَدْرٍ عالي مِنْ الروح المِهَنِيَة لِصِيَانَةِ هَذِهِ الأَزَمَات المَالِيَة، فَهَذا يَطْرَحُ سُؤال مُهِمْ، هَلْ المَطْلوبْ مِنْ مولاي ان يَضَعْ شُرْطي أمَنْ ارْبَعٍ و عِشْرينَ سَاعَة فَوْق رَأْسِ كُل رئيس وزارة لِكَي يُحاسِبْهُ إذا كان يَعْمَل بِكَفَاءَة و ضَمير ام لا؟ الإجَابَة على ما قَالَهُ الدُكتور عبدالله النْسور و لِهَذا السُؤال هُوَ عَلينَا كأردنيين انْ نُحِبَ الأردن أكْثَر، ان نُعْطي للأردن أكْثَر، ان نُقَدِسْ تُراب هذا البَلَدْ العَريق أكْثَر، مولاي يُعْطي هَذِهِ الثِقَة المَلَكِيَة لِرَئيس الدَوْلَةِ لكي يَرْعى الشَأْنَ الداخلي لِلْبِلاد و هذا شَرَفٌ لأي رَئيس وُزَراء انْ يُعانِقَ هَذِهِ الثِقَةَ بالقُبول لِخِدْمَةِ هذا الوَطَنْ الطاهِرْ و هُنا يأتي دَوْرُ المُواطَنَةِ الصَالِحَة بإتْمَام المَسْؤلِيَةِ بِكُل روح مِهَنِيَة عَالِيَة و ضَمير طَاهِرْ، فإذا كان هُنَالِكَ تَقْصير فَيَجِبْ ان نُحاسِبْ أنْفُسَنَا كأردنيين نَجْلِس وراء مَكَاتِبِنَا و نَعْمَل في كُلِ يوم إذا كُنَا نَعْمَلْ بِضَمير لِخِدْمَةِ بِلادِنَا بِكُلِ نَزاهَة و رُقي، مَوْلاي يُنيرُ لَنَا الطَريقْ و يُعْطينَا الأَمَلْ و التُوْجِهَات و لَكِنْ لا يَسْتَطيعْ خَلْق بِنَا الضَمير، حُبَنَا لِتُراب بِلادِنَا يَجِبْ انْ يَصونَ هذا الضَمير و يَجْعَلَهُ يَشْتَعِلُ بِحُبْ الوَطَنْ و خِدْمَةِ رَعَايا هَذِهِ الأُمَة العَريقَة، لِنَلُمْ انْفُسَنَا كأردنيين إذا لَمْ نَخْتَار النَائِبْ الصَحْ لِمَجْلِس البَرْلَمَان بِنَاءاً على الكَفَائَةِ لا على القَاعِدَةِ العَشَائِرِيَة، فَلْنَلُمْ انْفُسَنَا كأرديين و كمواطنين إذا أتَتْنَا الثِقَةَ الوِزارِيَة مِنْ مَوْلاي و لَمْ نَعْمَلْ بالضَمير المَطْلوب، فَلْنَلُم انْفُسَنا كأدرنيين إذا فَتَحْنَا المَجال لِلْوَسَاطات انْ تَعْمَلْ بَدَلِ التَعْيٍنْ بِحَسَبِ الكَفَاءات، فَلْنَلُمْ انْفُسَنَا كأرديين و أطِبَاء و مُهَنْدِسين و مُعَلِمِينَ و اساتِذَة بالجامِعَة إذا لَمْ نَعْمَلْ بِجِد لِبِنَاء هذا البَلَدْ، فَلْنَلُمْ انْفُسَنَا كَمُعَلِمِيْن إذا لَمْ نَزْرَعْ حُبْ الوَطَنْ بِقَلْب الطُفولَةِ و روح المُواطَنَةِ الصَالِحَة لكي يَكْبُر جيل بِأَكْمَلِهِ يُحِبْ هذا البَلَدْ و يَرْعى شَأْنُهْ، قَبْلَ انْ نَفْتَحْ فاهَنَا بِكَلِمَةِ انْتِقَاد على الدَوْلَةِ فالنُزيلَ القَشًةَ مِنْ عَيْنيِنَا قَبْلَ ان نُؤَشِر على القَشًةِ بِعَيْنِ غيرنا، هل نُعْطِي المِثَال الصَالِحْ لأوْلادِنَا لِيُحِبوا الأردن أولا؟ صِدْقاً إذا احْبَبْنَا الأردن أولا سَتَتَغَيًرْ بِلادَنَا كَثيراً، الإقْتِصَاد يُمْكِنْ اصْلاحَهُ و الميزانِيَاتْ يُمْكِنْ اصْلاحَ عَجْزِهَا و لَكِنْ إذا انْهَار البَلَدْ على غِرار مِصْر و سورِيَا لا سَمَحَ الله فَمَنْ سَيُصْلِحَهُ؟ أَحِبوا و قَدِسوا تُرابَ هذا البَلَدْ بَدَلِ مِنْ الإنْتِقَاد فَسَنَبْني أكْثَر مِنْ ما تَمً انْجَازُه حَالِياً،
نَحْنُ في كَثيرْ مِنْ الأَحْيَان عِنْدَمَا نَنْتَقِدْ سِيَاسَةَ الدَوْلَةِ بِمَا يَتَعَلًق بالتَصَرُف بالميزانِيَة نَنْسَى ان الدَوْلَةَ لها مَصَاريفُها لكي تُلَبيها فَرَواتِبْ جِهَاز الجيش و الأَمْن الضَخْمَةِ و مُوَظَفين الوِزارات كُلِهَا تأتي مِنْ ميزانية الدَوْلَةِ، جاهِزِيَةِ الجَيْش مِنْ عَتَاد و تَحْديث الأَسْلِحَةِ و وقود كُلُها مِنْ مَسْؤلِيَةِ ميزانية الدَوْلَةِ، التَأْمينَات الصِحِيَةِ و الدواء الذي يُوَفِرُها التأمين الصِحي لِلْدَوْلَةِ و على سَبَيل الِمِثَال لا الحَصْر كالمَدَينَة الطِبِيَةِ و المراكز الصِحِيَةِ كُلُها مِنْ ميزانِيَةِ الدَوْلَةِ، رواتِبْ الدِبْلومَاسِيِن في داخل الدَوْلَةِ و خارِجِها كُلُها مِنْ ميزانِيَةِ الدَوْلَةِ، صِيَانَةِ الطُرُق و صِيَانَةِ البُنْيَةِ التَحْتِيَةِ للشَوارع و الأحياء كُلُها مِنْ ميزانية الدَوْلَةِ، و هَذِهِ تكاليف يَجِبْ ان تكون جَاهِزَة على مدار السَاعَةِ لِتَلْبِيَةِ احْتِيَاجات الدَوْلَةِ و المُواطِنْ، حَدِثْ بلا حَرَجْ على المَسْؤلِيَةِ الذي يَتَحَمًلْها مولاي و الحُكومَةِ لِتَلْبِيَةِ احْتياجات المَمْلَكَةِ، فَسَهْلٌ على المُعَارَضَةِ الإنْتِقَاد لأنًها لا تَتَحَمًل اي مِنْ هَذِهِ المَسْؤلِيَةِ الثَقيلَةِ و لَيْسَ مَطْلوب مِنْها كَجِهَاز الدَوْلَةِ الضَخْم هَذِهِ المَسْؤلِيَةِ المَالِيَةِ الكَبيرَة، كفى...نُريدُ مَنْ يَعْمَل بِبِلادِنَا و لا يُثيرُ القَلَقْ و الخُصومَات، و أخيراً و ليس أخراً حَرَسَ الله ارْدُنَنَا هاشِمِياً و ابْقَاهُ كَنْزاً و سَنَداً لِلْعُروبَةِ و واحَةَ أمَانْ و اسْتِقْرار لِلْسَلام و الطُمَئنينَةِ،





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :