facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




(51) عاما على تعريب قيادة الجيش العربي


01-03-2007 02:00 AM

عمون - إعداد مديرية التوجيه المعنوي- القيادة العامة - تحتفل الأسرة الأردنية الكبيرة وعلى امتداد رقعة الوطن الغالي بذكرى عزيزة على قلب كل مخلص في أردن أبى الحسين ألا وهي ذكرى تعريب قيادة الجيش العربي الأردني .. في هذا اليوم تحملنا ذاكرة الأيام إلى واحد وخمسين عاما خلت كان فيها صوت الحسين مدويا ومعلنا قرارا قوميا وتاريخيا اثر في التاريخ الأردني وكان له بصماته الواضحة في التخلص من نير الاستعمار عندما أعلن وبصوته الهاشمي إنهاء خدمات الفريق كلوب من قيادة الجيش العربي حيث قال (أيها الضباط والجنود البواسل أحييكم أينما كنتم وحيثما وجدتم ضباطا وحرسا وجنودا ، وبعد فقد رأينا نفعا لجيشنا وخدمة لبلدنا ووطننا ان نجري بعضا من الإجراءات الضرورية في مناصب الجيش فنفذنا متكلين على الله العلي القدير ، ومتوخين مصلحة امتنا وإعلاء كلمتها وإنني آمل فيكم كما هو عهدي بكم ، النظام والطاعة ...).فالأول من اذار 1956 شعلة اضاءت افاق بلادنا بالحرية وملأت قلوبنا بالايمان بهذا الثرى الطيب وقيادته الحكيمة الشجاعة وزرعت فينا نبتة ما تزال ازاهيرها تفوح بشذى الكرامة والمجد والفخار لامة العرب تتنفس عبيرها مع كل اطلالة يوم جديد حياة ومستقبلاً واعداً فكان التعريب فاتحة خير لأمة العرب لتنهض من سبات طويل واستعمار تعددت أشكاله .
ويوم الأول من اذار 1956 ارتسمت الفرحة الغامرة على جباه ابناء الاسرة الأردنية الكبيرة كلها بقرار جلالة المغفور له باذن الله الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه الشجاع الذي تحدى به السيطرة الاجنبية حينما اصدر قراره التاريخي بانهاء خدمات الفريق كلوب من منصب رئاسة اركان حرب الجيش العربي الأردني بعد طول عناء واسناد هذا المنصب إلى ضباط اردنيين نشأوا وتربوا فوق هذا الثرى الطيب حيث قدموا ما بوسعهم في سبيل رفعة هذا الجيش ومنعته وقوته ليكون جيشاً لكل العرب.
وخطوة التعريب جاءت في مقدمة عهد جلالته - رحمه الله - حيث ظلت هاجسه الوطني منذ تسلمه سلطاته الدستورية ليعيد لهذه الأمة حريتها وإرادتها وللقوات المسلحة مجدها وثقتها بنفسها للقيام بواجباتها الجسام الملقاة على عاتقها تجاه وطنها وأمتها ومقدساتها. وفي كتاب مهنتي كملك يتحدث جلالة المغفور له حول هذه المناسبة الغالية فيقول : تعود اولى تجاربي كملك للاردن إلى عام 1956 فاستقالة الجنرال كلوب بعد خدمة في الأردن بلغت ستة وعشرين عاماً كانت حدثاً هاماً جداً وينبغي ان يكون المرء اردنياً او ان يعرف مشاكل بلادي معرفة عميقة ليتسنى له ادراك اهمية هذا الحدث اذ توجد دوماً في تاريخ البلدان الصغيرة لحظات حاسمة يتوجب على المرء فيها ان يكبح جماح عواطفه الشخصية وان يطلق العنان للموضوعية وكثير من الناس من اخذ علي بمرارة هذا الحل المتطرف ولقد أول موقفي تأويلاً خاطئاً جداً على انه اهانة متعمدة اصيب بها الحلفاء الغربيون وهذا التأويل ما هو الا محض اختلاق .
وباستعراض احداث تلك الايام التي حوت القرار الشجاع لجلالة القائد الأعلى للقوات المسلحة رحمه الله ومجريات تلك الاحداث التي شهدت ازاحة القيادة الاجنبية وجلاء الضباط الانجليز والخلاص من آخر وأهم صور الاستعمار الذي لم يخطر بباله مثل هذا القرار نرى اروع الصور للتصميم والصرامة في اتخاذ القرارات التي تخدم الامة .

التعريب قلادة عز وفخر

ففي صباح يوم 29 شباط 1956 وصل جلالة الملك الحسين طيب الله ثراه إلى الديوان الملكي في ساعة مبكرة مرتدياً بزته العسكرية وفي عينيه تأهب وتحفز وتحد للزمن ليلتقي يومها رئيس الأركان وبدأ جلالته حديثه مستوضحاً منه عن رأيه في تعريب قيادة الجيش العربي الأردني وكان رد( كلوب) ان هذه المسألة ليست بالسهولة ويقول جلالته في كتابه مهنتي كملك: ولما كنت خادماً للشعب فقد كان علي ان اعطي الاردنيين مزيداً من المسؤوليات وكان واجبي ايضاً ان اقوي ثقتهم بانفسهم وان ارسخ في اذهانهم روح الكرامة والكبرياء القومي لتعزز قناعتهم بمستقبل الأردن وبدوره ازاء الوطن العربي الكبير فالظروف والشروط كانت اذن ملائمة لاعطائهم مكاناً اكثر اهمية في تدبير وادارة شؤون بلادهم لا سيما الجيش، ولكن على الرغم من ان كلوب كان قائداً عاماً للجيش فلم يكن بمقدوره ان ينسى اخلاصه وولاءه لانجلترا وهذا يفسر سيطرة لندن فيما يختص بشؤوننا العسكرية وقد طلبت مراراً من الإنجليز ان يدربوا مزيداً من الضباط الأردنيين القادرين على الارتقاء إلى الرتب العليا وكان البريطانيون يتجاهلون مطالبي .
وقد أثارت هذه التراكمات سخط جلالة الملك وزادت من إصراره على إنهاء خدمات القيادة الإنجليزية بأي شكل وأن هذا الأمر يجب أن يتحقق مهما كلف الثمن وبأقرب وقت وبلا تراجع ، فجلالته كان على علم تام بما تخطط له القيادة الانجليزية حول التخلي عن هذا للضباط الاردنيين ومتى يمكن أن تفكر بهذا الامر .
وجاء رد الإنجليز بان سلاح الهندسة الملكي في الجيش العربي سوف لن يتولى قيادته ضابط عربي حتى عام 1985 وهذا هو رد كلوب حين عبر بالقول أن المسألة ليست بالسهولة. عندها ابتسم جلالته رحمه الله ابتسامة سرعان ما زالت عن شفتيه واخذ يسال عن احتياطي الذخائر لدى الجيش ومدى كفايته اذا ما نشبت الحرب بين الأردن وإسرائيل فجاءت إجابات كلوب غير واضحة وان الاحتياطي قليل ومدة الاعتماد عليه ضعيفة.وبقي السؤال يدور في خلد جلالة الملك وتتراكم فوقه أسئلة كثيرة وكلها تقود إلى وضوح الخطوة التي يجب الإقدام عليها.
وفي ذلك يقول جلالته: كنت أرى انه علينا في حالة نشوب حرب ان نؤمن دفاعنا على طول الحدود الاسرائيلية الأردنية وان نصمد مهما كلف الامر حتى الموت.. لقد كنت من انصار الرد الفوري وعبثا أبنت وشرحت كل ذلك لكلوب.
فقد كان الجنرال كلوب يواصل النصح بمراعاة جانب الحكمة والحذر وكان يحبّذ تراجع قواتنا إلى الضفة الشرقية في حالة قيام هجوم اسرائيلي.... وهذا يعني احتلالاً اسرائيلياً ... كان ذلك غير معقول، لقد ناقشنا انا وكلوب هذه النظريات الدفاعية خاصة واننا علمنا بان الذخائر كانت تنقصنا وقلت عندئذ لكلوب لماذا لا نستطيع ان نحصل على مزيد من كميات السلاح.
لقد كان جلالة الملك الحسين طيب الله ثراه يعرف ان جواب كلوب سوف يكون متسماً بالحيرة والارتباك والضيق لانه سبق له ان طلب ذخيرة من لندن وتعللت بضرورة توازن القوى.
ويزداد انفعال جلالته من هذا الموقف، حيث حاول مراراً وتكراراً ان يسلح الأردن بقوة جوية خاصة وكما يقول: اذ لا يعقل ان نكون تابعين لبلد اجنبي من اجل تأمين الدفاع الجوي لسمائنا ضد عدو كاسرائيل مجهزة بقوة عسكرية جوية هامة إن وضعاً كهذا لا معنى له فما دام الجنرال كلوب عاجزاً عن تغيير الواقع فانه سيشجع الضباط العرب والبريطانيين على قبول فكرة التخلي عن جزء من التراب القومي في حالة الهجوم لقد كان يؤكد اكثر من مرة في المحاضرات التي كان يلقيها على الضباط بان اسرائيل بحكم انها اقوى من العرب فان من الوهم ان نقاتل على الحدود.

التعريب ركيزة اساسية

وبادر جلالة الملك طيب الله ثراه رئيس الأركان بسؤال اخير عن رأيه في فصل الشرطة والدرك عن الجيش فجاء رد كلوب باستحالة ذلك وان هذا يتعارض مع الصالح العام.

خطوة جريئة

مرت لحظات صمت وجلالة الملك الحسين مقطب الجبين وفي داخله اشياء واشياء.... بعدها عبر رئيس الأركان عن نيته اخراج عدد من الضباط من صفوف الجيش... ووقف جلالته فجأة اشعاراً منه بانتهاء المقابلة ثم قال: على كل حال سنتحدث في هذا الموضوع مرة قادمة.
اجوبة خطيرة ارادها الحسين ان تكون الأخيرة وفي الساعة السادسة من مساء ذلك اليوم اتصل برئيس الديوان الملكي وأمره ان يذهب لمقابلة رئيس الوزراء وينقل اليه رغبة جلالته في فصل الشرطة والدرك عن الجيش واتخاذ الاجراءات اللازمة لتحقيق ذلك.
وعقد الحسين رحمه الله العزم تجاه بريطانيا التي كانت تريد ان تتصرف بمقدرات الأردن حسب ميولها ونزعاتها فكان القرار وهو الامر الذي فكر فيه جلالة المغفور له منذ كان طالباً وقرر ان يضع حداً لكلوب وتدخلاته بانهاء خدماته وكان يفكر ملياً ان عليه ان يعطي الاردنيين مزيداً من المسؤوليات لكي يقوي ثقتهم بأنفسهم وان يرسخ في اذهانهم روح الكرامة والكبرياء القومي لتعزيز قناعتهم بمستقبل الأردن وبدورهم ازاء الوطن العربي الكبير.
انها الخطوة الجريئة التي اقدم جلالته رحمه الله على اتخاذها والتي قابلها الشعب والجيش حباً بحب وولاء بولاء فأزالت عن الأردنيين هماً كبيراً وعززت ثقتهم بقائدهم الشاب وسداد رأيه وحكمته وبعد نظره .
واملى جلالته على التاريخ ان يكتب خطوة مباركة وجريئة وقراراً مجلجلاً في الداخل والخارج، وليكون بذلك نهاية المعاناة وولادة المستقبل.
ومع صباح يوم الخميس الأول من اذار عام 1956أصدر جلالة المغفور له الملك الحسين طيب الله ثراه أمره لرئيس الديوان الملكي رغبته في عقد جلسة لمجلس الوزراء يرأسها بنفسه ونفذ الأمر الملكي في الحال لتنتهى جلسة مجلس الوزراء الملكية باصدار قرار يحمل الرقم 198 تقرر فيه انهاء خدمة الفريق كلوب من منصب رئاسة اركان حرب الجيش العربي الاردني وترفيع الزعيم راضي عناب لرتبة امير لواء وتعيينه لمنصب رئاسة اركان حرب الجيش العربي الاردني.

خطوة هاشمية

تلك كانت الخطوة الجريئة والمباركة التي اتخذها الحسين طيب الله ثراه خدمة لوطنه وجيشه العربي الابي الباسل ولابناء أمته العربية والشعب في الاردن لا يعلم والجيش في معسكراته ومواقعه على الحدود لا يدري بأحداث الليلة الماضية حيث سجل الحسين عملاً جباراً وفريداً فالفريق كلوب لم يدر بخلده أو بخلد غيره ان ذلك حدث أو قد يحدث حيث جاءت الساعة السابعة والنصف حين نقلت الاذاعة الاردنية من القدس التي ظلت تذيع لمستمعيها انها بعد قليل ستذيع كلمة هامة سيلقيها صاحب الجلالة للشعب والجيش وترقب الجميع ماذا عسى ان يكون الخبر الى ان جاء صوت الحسين طيب الله ثراه يزف للدنيا بنبراته القوية وصلابته الوطنية النبأ العظيم في بيان تاريخي يبشر بالحرية والكرامة والسيادة .
فالجنرال المخلوع كما قال عنه الحسين على الرغم من أن كلوب القائد العام لجيشي فلم يكن في مقدوره ان ينسى إخلاصه وولاءه للانجليز لم يكن هناك خيار اخر ان كلوب يجب ان يرحل .
كما يقول كلوب نفسه في مقابلة معه والله انا لم انكر بلحظة من اللحظات اني انجليزي .

نتائج التعريب

لقد كان قرار الحسين هذا خطوة على المسار الصحيح لاستقلال الاردن من النفوذ الاجنبي ونقطة تحول هامة في تاريخ العرب الحديث ودافعاً قوياً للاردن للدفاع عن استقلاله وكرامته وحريته وقد اتاح هذا القرار للاردن بسط سيادته السياسية على كل اقليم الدولة ومؤسساتها ، وأعاد الهيبة للجيش والامة بامتلاك حريتها ، وصنع قرارها ، بعيداً عن التهديدات والضغوطات التي كانت تمارس بحقها واعطى الفرصة لابناء الوطن لتولي المسؤولية والتدريب على القيادة العسكرية وخلق القادة من أبناء الاردن الذين أدركوا معاني الولاء والإخلاص للعرش وللأرض ، ومعاني التوق والشوق للحرية والعمل والعطاء.
كما أدت خطوة تعريب قيادة الجيش الى توظيف جميع قدرات الجيش وامكانياته لخدمة أمن الوطن وصون حقوقه والمحافظة على ترابه ومكتسباته كما مكن القرار صانعه جلالة المغفور له الملك الحسين من بناء مؤسسة عسكرية حديثة امتازت بالانضباط ومشاركة القوات المسلحة بالخطط التنموية وبناء الوطن والمشاركة الفاعلة لجيشه في رفد مسيرة البناء والعطاء .
هذا الجيش الذي ساهم في استقرار الكثير من الدول العربية وتمكن من بناء الروابط القوية مع جيوش المنطقة من خلال تبادل الخبرات وفتح مدارس التدريب لجميع الصنوف والمعاهد العسكرية العليا التي أهلت ضباط وأفراد هذا الجيش ليكونوا في الطليعة كما ارادهم الحسين رحمه الله الذي هو قائدهم الاعلى وقرة عيونهم وأملهم وصانع مجدهم والرمز لهذه الامة ولهذا الجيش .
ومنذ ذلك التاريخ وقواتنا المسلحة الاردنية تحظى بالاهتمام الاكبر من القيادة الهاشمية من حيث التسليح والتدريب والتأهيل حيث شهدت القوات المسلحة التطور الكبير في صنوف الاسلحة المختلفة ولتستمر المسيرة بتولي جلالة الملك عبد الله الثاني مقاليد الحكم فلقي الجيش العربي جل اهتمامه ورعايته حيث زود بمختلف الاسلحة والاجهزة المتطورة وشهد الجيش العربي في عهد جلالته اعادة هيكلة لمختلف صنوفه لتتناسب مع المسؤوليات الملقاة على عاتقه ولتواكب هذه القوات كل جديد في مجال الاعداد والتدريب حتى غدت قواتنا المسلحة نموذجا يحتذى في التضحية والاقدام والبذل والعطاء ويمكننا القول بان تعريب الجيش كان بحق جوهرة زينت جبين كل الأردنيين.
وبعد ، فإن ابناء القوات المسلحة الاردنية وهم يتفيأون ظلال هذه الذكرى العطرة فإنهم يبتهلون الى المولى عز وجل ان يشمل بمنه وكرمه جلالة المغفور له بإذن الله الملك الحسين بن طلال بواسع رحمته ورضوانه وسيذكرون دائماً صاحب القرار الشجاع والخطوة الجريئة التي كان لها كبير الاثر في بناء الجيش المصطفوي ويعاهدون قائده الاعلى جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين ان يبقوا درع الامة وأملها في الدفاع عن الحق وصون الكرامة يعملون بكل ما اوتوا من قوة وعزم في سبيل الحفاظ على أمن واستقرار الوطن جنوداً أوفياء ورجالاً أقوياء يسيرون على ذات النهج وذات الطريق سائلين العلي القدير أن يحفظ جلالة القائد الاعلى سنداً وذخراً للأمتين العربية والاسلامية ، إنه نعم المولى ونعم النصير.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :