facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




سؤال المليون


جهاد المنسي
22-10-2014 03:23 AM

مذ سنوات والحكومات المتعاقبة، تطالب المواطن بشد الحزام، وفي "معمعان" طلبات الشد المتكررة، تمرر بين ثنايا الخطاب الحكومي، وعود، لا حسيب على من يطلقها، بفرج قريب.

شخصيا، بدأت أسمع طلبات شد الحزام قبل أن تظهر أي شعرة بيضاء في مفرقي، وما أزال حتى اليوم، بعد أن اشتعل الرأس شيبا، استمع للطلب ذاته.

وحتى أكون منصفا، ولا أتجنى على حكوماتنا المتعاقبة، فقد كانت أحيانا "تغدق" علينا، بين كل طلب بشد حزام، بوعود رخاء مقبلة، ويؤسفني اليوم، أنني كنت قبل سنوات أثق ببعضها، فوضعت في حساباتي إمكانية تحقيق تلك الوعود ولو بعد سنين.

وباعتبار أنني وغيري من جمهور المواطنين، شددنا الحزام كثيرا، كلما كان يُطلب منا ذلك، فقد قمنا بخرم آذاننا، كلما كانت حكوماتنا المتعاقبة تعدنا بـ"الحلق".

مرت سنوات، طوتها سنوات، كبرنا، شبنا، أصبحا آباء، وبات للبعض منا أحفاد، وما يزال الحزام مشدودا على البطن، وما تزال الأذن مخرومة بانتظار "حلق" الحكومة، الذي لم يأت حتى اللحظة، والحال التي خبرناها قبل عشرات السنين هي الحال ذاتها اليوم.

الطريف، أن المنظرين للرخاء الموعود، هم أنفسهم لا يتغيرون، والكلمات هي ذاتها، لا اختلاف فيها، وكأنها أسطوانة مكرورة، والغريب أن أولئك ما يزالون يريدون منا شد الحزام أكثر، وصبرا أكبر، وصدرا أوسع، والمشكلة أنهم ما يزالون يعدون بالرخاء.

أنا وأبناء جيلي والأجيال التي سبقتنا، بتنا نعرف يقينا أن "الحلق" الحكومي لن يأتي إطلاقا، ونعرف أن طلبات شد الحزام الآنية، لسنا نحن المعنيين بها، وإنما هي وعود مصروفة للأجيال التي تلتنا، وهكذا دواليك، طلبات شد حزام ووعود بالرخاء لجيل بعد جيل.

الهدف من كل ذلك هو تسكين وجع، والواقع عنوانه فقر متزايد، بطالة مرتفعة، خدمات صحية وتعليمية متدنية، بنية تحتية متدهورة، شوارع تئن، شبكات مياه مهترئة، زراعة تكاد تنعدم، عنف مجتمعي متزايد، نسب مخدرات في ارتفاع، جريمة أوسع، حدائق عامة بلا مقاعد أو أشجار، محافظات شاكية، قرى باكية، جامعات مفلسة، جيوب فارغة، مسارح خاوية، كهرباء مديونة، ومنخفض ثلجي يغلق علينا بيوتنا لأيام.

حسنا، لا بأس فواجبنا أن نتحمل، فالمواطنة تتطلب منا ذلك، والواجب يحتم علينا أن نصبر ونقاوم، حتى لو قالت لنا دائرة الإحصاءات العامة أن خط الفقر المطلق (الغذاء وغير الغذاء) بلغ 813.7 دينار للفرد سنوياً، وأن خط الفقر المدقع (الغذاء) 336 ديناراً للفرد سنوياً.

وحتى نعرف وتعرف حكوماتنا، التي تعرف يقينا، فإن الفقر المطلق هو عندما يعجز الإنسان عن توفير احتياجاته الأساسية اللازمة لحياته وحياة أسرته، فإنه يعتبر فقيرا فقرا مطلقا. ويندرج تحت هذه الأساسيات: الطعام والشراب، والمسكن، والملبس، والعلاج الأساسي، بالإضافة إلى التعليم، وإنّ عجز الإنسان عن توفير هذه الاحتياجات، قد يخل بالاستقرار الاجتماعي، ويدفع من لا يتمكن من توفيرها للجريمة أو السرقة.

رغم ذلك، لا بأس، ولكن من حقنا نحن الذين أضعنا عمرنا، ونحن نشد الحزام على بطوننا، أن نعرف سبب ارتفاع الدين العام عندنا، إلى 20.3 مليار دينار، فالحزام ما يزال مشدودا، والأذن ما تزال بدون حلق، فأين ذهبت كل تلك المليارات التي أصبحنا مدينين بها للخارج والداخل، وكيف صرفت؟

فمحافظاتنا ما تزال على حالها، والجامعات مديونة، والمدارس بعضها مستأجر، والصرف الصحي يخذلنا عند كل موسم شتاء، والكهرباء تعاني من إفلاس، والجيوب ترن من الخواء، والبطالة في ارتفاع، وزراعتنا وصناعتنا وتجارتنا تعاني، ومستشفياتنا مكتظة.

أيها السادة، نحيطكم علما أن جمهورا واسعا من أولئك الناس، الذين شدوا الحزام، باتوا يضيقون ذرعا به، لأنه ببساطة يخنقهم أو يكاد، وسؤال المليون، الذي يتردد على ألسنتهم: أين ذهبت كل تلك المليارات وكيف صرفت؟! فهل من جواب؟!
(الغد)





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :