facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




بين أمسنا ويومنا


جهاد المنسي
21-12-2014 06:52 PM

العرف السائد، أننا سريعا ننسى ما يجري، وكثيرا ما يقول بعضنا (بكرا الناس بتنسى)، إلا أن الواضح والأمر الحقيقي، اننا لا ننسى، وإنما نتناسى، أحيانا درءا للمواقف المحرجة، وأحيانا أخرى حبا في عدم المناكفة، وثالثا لترك الأمور تمشي وحسب.
ليس أدل على ان شعبنا لا ينسى جملته الدائمة (سقا الله ع أيام زمان)، وهذا يعني أن شعبنا يتذكر كل تفاصيل ما يجري، حتى أن بعضهم يتذكر تفاصيل آخر ثلجة، وأقدم ثلجة، وكيف كان شكل المطر، ولون البرتقال، وموقد الحطب، وكيف كانت عمان، وإربد والكرك والسلط أيام زمان، ولماذا قطعت الشجرة التي كانت رابضة على مدخل السلط، وكيف تغير علينا سيل عمان، وكيف توسعت إربد وتمددت، وكيف كانت مروج الكرك ظاهرة أمام أعين الجميع.
إذا كانت هناك ذاكرة شعبية لأدق التفاصيل، ذاكرة لتفاصيل اجتماعية، إنسانية، سياسية، ثقافية وحتى ذاكرة لتفاصيل الزيارات العائلية، فلطالما تذكرت الزوجة أن جيرانها قاموا بالواجب نحوهم في شأن عائلي ما، وذكّرت زوجها به، ولطالما علق في الذهن حدث عائلي أدى لشقاق بين أقارب، كما أن بعضنا ما يزال يتذكر أن التلفزيون الأردني كان يبدأ بثه الساعة الخامسة والنصف عصرا، ويغلق الساعة الحادية عشرة.
ما يزال شعبنا يذكر ماذا جرى في خمسينيات القرن الماضي، وما تبعها من تطورات، ويتذكر أن اسرائيل تحتل الضفة الغربية التي كانت عند احتلالها تحت السيادة الاردنية وعلى ترابها ضحّى جنودنا بأنفسهم، وبأرواحهم دفاعا عن المقدسات والأرض والعرض.
ما يزال شعبنا يذكر أن اسرائيل تقتل البشر، وتهدم الحجر، وتقتلع الشجر، وأنها مارست نازيتها في غزة ولبنان، ويتذكر إن اسرائيل وليس غيرها ضربت عرض الحائط بالاتفاقيات الموقعة معها بدءا بأوسلو مرورا بوادي عربة، وأسقتنا مياها آسنة، وتعتدي على ولايتنا الدينية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس كل يوم.
شعبنا يتذكر أن وزراء استقالوا من الحكومة في تسعينيات القرن الماضي بحجة أن الحكومة تعتزم الذهاب لمؤتمر مدريد للسلام مع اسرائيل، وبكل تأكيد فإن شعبنا يتذكر أن أبرز الوزراء المستقيلين وقت ذاك كان رئيس وزرائنا الحالي عبدالله النسور عندما كان وزيرا للخارجية، فخرج من الحكومة وجاء بديلا منه الوزير كامل أبوجابر.
يا للعجب، النسور نفسه ليس غيره استقال رفضا لمؤتمر مدريد، كونه لا يريد أن يكون وزيرا للخارجية، وبالتالي يرأس الوفد المفاوض في مدريد، ويجلس قبالة الوفد الاسرائيلي ويفاوضهم، فيما نذهب بمعيته اليوم لتوقيع اتفاقية غاز مع اسرائيل، فأصبح من استقال بالأمس هو نفسه من يريد الذهاب للتوقيع اليوم.
شعبنا لا ينسى، شعبنا يتذكر، ومن يعتقد أن ذاكرة الشعب "مخرومة" فعليه إعادة حساباته، ومراجعة ذاكرة التاريخ، فالشعب الذي لم ينسَ أن الطالبة رجاء أبوعماشة استشهدت عام 1955 أثناء احتجاجات مناهضة لحلف بغداد، لم ولن ينسى أن اسرائيل هي ذاتها التي تعبر يوميا عن طموحات لها في الأردن، ويعبر المسؤولون فيها عن حقد دفين على الأردن وطنا وشعبا.
انتظروا قليلا،، ادرسوا كل الخيارات،، لا تذهبوا بنا باتجاه اسرائيل، ولا تفتحوا لها أبواب وشبابيك بيوتنا، لا تذهبوا بنا نحو الثعلب، فالثعلب لا يؤمَن جانبه، لا تجعلونا ندخل معه سويا في مفاوضات، ونرهن له مستقبلنا الاقتصادي وطاقة مصانعنا، ومستقبل أجيالنا وأولادنا.
لا نريد غازا سوّقته لنا أميركا، ودلل عليه سفيرها، وباعه لنا وزراء خارجيتها، لا نريده فنحن لن ننسى أن أميركا هي ذاتها التي تستعد اليوم لاستخدام حق النقض (الفيتو) رقم 42 لها لصالح اسرائيل وضد أي مشروع عربي مناصر للقضية الفلسطينية.
لا نريد أن ننسى أن أميركا عينها هي التي ضربت عرض الحائط برأي 180 دولة اعترفت بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وهي التي تستعد لاستخدام الفيتو ضد مشروع قرار أردني - فلسطيني يجبر اسرائيل على الانسحاب من الأراضي المحتلة عام 1967.

الغد





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :