facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




كيف "تبورد" سياسياً؟


احمد حسن الزعبي
27-07-2015 04:13 AM

لأن الشوب بالشوب يذكر... فقد كانت تمر زمن الطفولة أيام حارة للغاية تعادل او تفوق موجات الحر الأخيرة...

وقتها لم نكن ننعم بمكيفات ولم نرها بالعين المجردة الا بمسلسل «خالتي قماشة»، كل ما كنا نملكة مروحة «مكسورة الرقبة» تقوم بالتهوية على «كبساتها السفلية فقط، مربوطة بمطاط سراويل وخيوط مصيص من الساق الى العنق فقط لتخفيف احتكاك الفراشات الحديدية بالقفص، ولأننا ننام جميعاً في العريشة فمهمة المروحة «مقصوفة الرقبة» تبدو غاية في الصعوبة ان توصل هواها للجميع مما يجعلنا نقوم غير مرة من فراشنا ونحاول رفع رأسها الى اعلى وشدشدة «المطاطة» علّه ينوبنا «لفة» من اللفات الأرضية... لكن المروحة بعد ثوان قليلة من وصولنا الى الفراش «تخفض رأسها وتعود للتهوية على قاعدتها ثانية ...

ذات ليلة ، كان القط ينسدح تحت المخزن طلبا للبرودة، السماء صافية والنجوم متعرّقة من الحر والأجواء «مكتّحة» و«القارص» البليد يدور فوق رأسي كــ «هيلكوبتر» طلباً لأخذ عينة دم سريعة.. بصراحة لم أر ناموساً في حياتي بذلك الحجم، كانت تتطاير غرتي كلما اقتربت «القارصة» من الهبوط فصوتها عند الإقلاع والهبوط بين المخدات مثل صوت «الاباتشي».. في تلك الليلة لم أجد حلاً مجانياً وسريعاً للحر القاتل الا اختراع «نظام الفروقات»..!ما هو نظام الفروقات؟... أن أغطي رأسي تماما باللحاف وأغمر جسدي كله تحت الغطاء افرك يدي بكل جسمي و أتنفّس بسرعة حتى أنتج «ساونا» ذاتية ، أبقى على هذه الوضعية من ربع إلى نصف ساعة حتى تصبح درجة الحرارة تحت اللحاف قرابة الخمسين درجة مئوية ...عندها فقط وقبل الاختناق بدقائق..أخرج رأسي من تحت اللحاف للفضاء فتكون درجة الحرارة 35 درجة مئوية ،لكنها مقارنة مع الـ 50 الداخلية تعتبر ممتازة وباردة ..عندها «يبورد» جسدي من فرق الحرارة.. واشعر باسترخاء وأنام ...

* * *

«البوردة السياسية» لا تفرق كثيراً عن «البوردة» الليلية.. كيف تستطيع ان تتأقلم وتتعايش مع الحكومة الحالية؟.. فقط اغمر رأسك تحت لحاف التخيل ربع ساعة.. تخيل ان يأتيك «ص» أو «ر» رئيسا للوزراء.. تخيل الأسماء التي لا «تهوّي» الا على قاعدتها وناسها.. تخيل كل هؤلاء الذين سيمارسون الوطنية عليك ويعلمونك كيف تحب وطنك... فيسرقونه منك ويضعون «قوشانه» رهنا للصندوق الدولي....

الآن ارفع غطاء التخيل عن رأسك...وتعايش مع ما انت عليه الآن..

انها "البوردة السياسية" يا صديقي..

الرأي





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :