هذا ما وصل اليه الوضع.. الحكومة تحاول كسب الوقت مع صحيفة\\\" السبيل\\\" , وادارة الصحيفة تلجا الى القضاء للحصول على حقها في التحول من صحيفة اسبوعية الى يومية ..
قبل ثلاثة اشهر تقدمت ادارة صحيفة \\\" السبيل\\\" الاسبوعية المقربة من الاخوان المسلمين بطلب الى الحكومة للتحول من صحيفة اسبوعية الى صحيفة يومية بنفس اسم الشركة الحالية ونفس المساهمين , وتقدمت ادارة الصحيفة بجميع الاوراق المطلوبة التي ينص عليها قانون المطبوعات والنشر .
مضى الشهر الاول دون رد من الحكومة اي ان الوضع القانوني للصحيفة اصبح ينطبق عليه نص المادة المادة 17 من قانون المطبوعات التي تقول :\\\" يصدر مجلس الوزراء بناءً على تنسيب الوزير قراره بشان طلب ترخيص المطبوعة الصحفية الذي يقدم مستكملاً الشروط المطلوبة وذلك خلال ثلاثين يوماً من تاريخ تقديمه والا يعتبر الطلب مقبولاً وفي حال رفضه يجب ان يكون القرار معللاً .\\\"
وكنوع من كسب الوقت ارسلت الحكومة , وبعد خمسين يوما , برسالة الى\\\" السبيل\\\" تقول فيها ان هناك تغيير في اسماء بعض الشركاء , اي ان الحكومة تجاوزت الفترة التي يعطيها ايها القانون بنحو عشرين يوما لتقول ان الاوراق غير مستوفية للشروط , وهو ما اعتبرته ادارة \\\"السبيل\\\" هروبا من الاستحقاق القانوني و\\\" التفاف على القانون\\\" , وتمسكت الادارة بالنص القانوني و\\\" اضطرت الى رفع قضية لاحساسها بان هناك مماطلة وتضيع للوقت دون مبررقانوني.\\\"
طرحت في بداية الحديث عن المشروع فكرة ان يقوم المحامي زهير ابو الراغب في مفاتحة الحكومة بامر الترخيص الا ان الاغلبية رفضت هذا الطرح لانه يخضع المؤسسة الى المساومات والصفقات , كما ان النص في القانون واضح لا لبس فيه , وبالتالي ستحصل الصحيفة على الترخيص اللازم في نهاية الامر طالما انها تمسكت بالقوانين والتشريعات الاردنية .
حصول \\\"السبيل\\\" على ترخص رسمي فيه مصلحة مشتركة للحكومة وللصحيفة , لان الصحيفة عندما تصبح يومية فانها لن تستطيع باي حال من الاحوال , تجاهل الخبر الرسمي , وستكون امام واقع ترغم فيه على تناول اخبار الحكومة والدولة , ربما بدرجة اقل من الصحف اليومية الاخرى , لكنها في النهاية ستعطيه مساحة معقولة , وبالتالي ايصال جزء من الصوت الرسمي الى قارىء مختلف , قارىء لا تصله , او غير مهتم , بنشاطات او اخبار الحكومة بمقدار ما هو معني بتفاصيل اخرى .
كما ان منح\\\"السبيل\\\" الترخيص المطلوب , وهو ما ستحصل عليه في النهاية وفقا للقانون , يعطي صورة ايجابية للحكومة التي ستبدو امام منظمات حقوق الانسان والهيئات المهتمة بالحريات الصحافية كحكومة متقدمة في الحريات وبانها حكومة لا تخشى شيئا , وليس لديها ما تخفيه او تخافه , وبانه صدرها رحب لسماع الراي الاخر وراي المعارضة.
ليس لدى السبيل اية اجندة خاصة او خفية فهي تعمل كصحيفة اسبوعية منذ خمسة عشر عاما , وضمن قانون المطبوعات والنشر الذي تسير عليه باقي الصحف الاخرى , ولن يحدث اي جديد على الصحيفة سوى انها ستصدر بشكل يومي , وستحافظ على اتزانها ومهنيتها , بعيدا عن المعارك الجانبية او اغتيال الشخصيات , او المبالغة في ذم او مدح الحكومة او الذين يختلفون معها في الراي. كما انها ستغرق اكثر في التفاصيل والقضايا المحلية .
ستشكل\\\" السبيل\\\" اضافة الى الصحف اليومية الاخرى , و صوت قد يبدو مختلفا في لغته وخطابه , ولكنه في جميع الاحوال سيكون صوتا اردنيا يلتزم بجميع القوانين والتشريعات التي يتلزم بها الجميع حتى الحكومة نفسها.

aali61@maktoob.com