facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




فقدان وعي


احمد حسن الزعبي
14-09-2015 04:12 AM

أحزن كثيراً عندما أكتشف أن نسبة التعليم العالية التي حاز عليها وطني ، وطول الشهادات وعرضها وأرقام النتائج وعلامات النجاح التي يتمتع بها أبناء الوطن «المتعلّمين» لم تفلح في خلق حالة وعي كما يجب..

أحزن كثيراً عندما نكتب مقالاً ننتقد فيه خللاً هنا أو فساداً هناك فنهاجم من البعض ونتهم بأننا نسعى الى تخريب البلد، نحزن اذا ما عملنا «فيديو مصوّر» يثبت بالأرقام فساد المؤسسات أو توارث المناصب نلاقى بسيل جارف من الشتائم والتشكيك والتخوين ، ونحزن كلما قمنا ببروزه حق دستوري للمواطن ساعين بكل ما نملك من نفس قتالي للرقي بأمتنا الى مصاف الإنسانية والشعوب الحية نواجه بأكفّ ملطخّة بالمنفعة تتقن «التسحيج» فقط لتصفنا بثلة المدفوعين من الخارج..

وأحزن إذا ما بثّت قناة برنامجاً منافياً للأخلاق أو وقعت في سقطة مهنية أن تتوحّد مقاييس الحكم عليها الى الطائفية والتخوينية والأنفاس الماسونية مطالبين بإغلاقها ، بدلاً من نيل جزائها في جزئية الخطأ فقط ، ثم نخرج مخزوننا الاستراتيجي من الشتائم المخجلة ونبدأ برشق العاملين والمالكين والمتفرّجين والمحايدين..

وأحزن أكثر وأكثر عندما يسخر أحدهم «بسذاجة» من صحابي ورمز إسلامي جاهلاً او قاصداً فيؤخذ بوزره كل عشيرته وطائفته وننسف كل ما لدينا من حِلم وحكمة وننسى أنهم أخوتنا في القناعة وأنهم نون الوطن وهم الأهل و الأصدقاء وهم فاء الفرح وعين العزاء الباكية معنا على حالنا...

لكل من حاول أن ينفخ تحت موقد الطائفية وتحريك الجمر بأصابعه ولسانه في حادثة «القناة» و»النائب»...لن أكتب الكثير ، ولن أنجر إلى التنظير ..أقول أن الله وهبني أخاً خامساً يدعى «موسى حجازين» يشاركني في فرحي وحزني في نجاحي وفشلي..لا يفرقنا الا الموت والمحرّمات...كل ثلاثاء نجلس سوية خلف أثير الراديو..يأمرني أن أقرأ آية الكرسي والمعوذات...قبل أن يقرأ صلواته...»موسى» اتخذ لي سجّادة صلاة اقتناها خصيصاً ليضعها أمامي كلما زرته في بيته ولا يقبل الأ ان يفردها للقبلة بنفسه..»موسى حجازين» كل عام يتصل بي ليلة القدر ويعطني «قائمة» بالأدعية ويطلب مني أن أدعوها لأولاده ولأحفاده...ويوم الميلاد وفور خروجه من «الكنيسة» وتشغيل جهازه النقال أكون أول من يتصل به لأقدم تهنئة العيد...وبالمناسبة موسى حجازين ...اسمه المتداول في العائلة «خالد» وهذا أجمل ردّ على ما كتبه النائب «المفوّه»...

أخيراً ، لكل من حاول ان ينفخ تحت موقد الطائفية ويحرك الجمر بإصبعه تحتها من الطرفين ، يكفيني بالرد عليهم بعبارة واحدة : «دموع موسى» التي ذرفها عندما فارفتني أمي...كفيلة أن تطفىء كل شيء ، كل شيء...

الرأي





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :