رحم الله رينيه ديكارت (1596- 1650 ) واسكنه فسيح جنانه فالرجل كان فقيها عالما لا يشق له غبار تبنى فكرة حول \"الشك\" كبوابة الى تطوير المعرفة وجعلها نمطا في التفكير منتجة للحقائق ، ولو كان هذا العالم الرياضي الفيلسوف بيننا الان لاكتشف كم نحن نبخس علمه الذي كان ركنا اساسيا للنهضة الاوروبية فالشك الديكارتي هنا في الاردن يصنف تصنيفات تثير الضحك، فحين تقول انني اشك في اهداف الثورة العقارية وهطول الشقق السكنية على رؤوس العباد باكثر مما يحتمل السوق وبما يفوق باضعاف حجم الطلب مما يجعلك تسأل عن اولئك الذين سيتم اسكانهم هناك يقال لك انك تشكك وتزرع بذور اليأس في قلوب العباد وتتطير من افكار عن مستقبل .

وحين تقول انني اشك في اجندة "المُنّبت" تتهم باغتيال الشخصية ، واذا قلت ان توزيع ثمار التنمية مشكوك في قدرتها على اطفاء بؤر التوتر الاجتماعي يقال لك انك مسيئ ومؤذ للصورة الجميلة لاقتصادنا الوطني .
في هذه الحقبة لا انصح بقراءة ديكارت او استخدام منهجه في الشك المؤدي الى اليقين الشك الديكارتي قد يودي بك لكن "الشك" بدون رصيد فعقوبته اقل بكثير من تبني رؤى ذلك الفيلسوف الفرنسي العظيم.
samizobaidi@gmail.com