رغد صدام حسين لا تغادر عمان وطلبت من المحامين الحفاظ على أسرار والدها و الأردن مستعد لإرسال سفير إلي بغداد
03-06-2008 03:00 AM
عمون ـ عن القدس العربي - قالت صحيفة أردنية الاثنين ان كريمة الرئيس العراقي الراحل رغد صدام حسين (نصحت) بعدم مغادرة الأردن خلال الأسابيع المقبلة بسبب إهتمام حكومة نوري المالكي بمتابعة طلب جلب بحقها وجهت في وقت سابق من خلال الإنتربول.
وكان المالكي قد طالب الأردن عدة مرات بتسليم رغد او إبعادها بحجة تدخلها لإعاقة العملية السياسية في بغداد وتحريضها عن بعد علي العنف والإبعاد، لكن الطلب رفض تماما من قبل الجانب الأردني حيث تحظي رغد وشقيقتها وتسعة من أحفاد الرئيس الراحل صدام حسين بضيافة ملكية أردنية.
ووفقا لمقربين من العائلة لم تغادر رغد عمان منذ أكثر من عام حيث يتوقع ان تكون بانتظارها مذكرة استدعاء عبر الإنتربول الدولي، وقالت الصحيفة الأردنية ان رغد تطبق نصيحة في البقاء في الأردن وتجنب السفر والمغادرة تحسبا لاحتمالات توقيفها.
ولن تصدر عن رغد ومحيطها اي تأكيدات حول هذا الأمر مع العلم بان رئيس الوزراء المالكي يعتبر وجودها مع أركان سابقين في حكم صدام في الساحة الأردنية من الأسباب المعرقلة لعلاقات أفضل كما يقول بين عمان وبغداد.
وتمسكت عمان بحماية رغد علي مدار السنين الماضية بالرغم من شكوي السفارة الأمريكية في عمان عليها مرتين علي الأقل قبل أكثر من عام.
ولا تقوم رغد الآن بأي نشاطات إجتماعية ولم تغادر فعـــــلا عمان منذ عام تقـــريبا حتي انها وحـــسب الرواية المنقولة تجنــــــبت زيارة الدوحة مؤخرا لحضور ولادة حفيد لها من إبنتها التي تقيم في قطر مع جدتها والدة رغد وزوجة صدام ساجدة خير الله.
وأفادت مصادر مقربة من رغد لـ القدس العربي بانها ملتزمة تماما بعدم ممارسة اي نشاط سياسي او إعلامي في الساحة الأردنية بعد ان طلب منها ذلك رسميا حيث تكتفي بنشاطات ذات طابع إجتماعي وعائلية فقط بين الحين والآخر.
وعلم بان رغد جمدت مؤخرا النشاط المتعلق بلجنة المحامين التي تولت الدفاع عن والدها خلال محاكمته وقبل إعدامه وطلبت من المحامين الذين وكلتهم في قضية والدها تسليم كافة الوثائق القانونية لها بصفتها الوريثة المركزية وممثلة العائلة.
وواجهت رغد مؤخرا صعوبة في ضبط تصريحات وكتابات وتعليقات بعض المحامين الذين شاركوا في الدفاع عن والدها ويتردد انها طلبت من جميع المحامين تجنب نشر قصص وكتابات ومذكرات تتحدث عن والدها الراحل باعتبار ذلك من الحقوق العائلية، وقامت فعلا بدفع نفقات مالية لبعض المحامين ووقعتهم علي تعهد بعدم نشر أسرار خاصة او عائلية حصلوا عليها بحكم وظيفتهم القانونية خلال مجالساتهم مع والدها الراحل أثناء المحاكمة والإعتقال.
وتعتبر رغد كما يقول مقربون منها ان اي أسرار او قصص او عبارات قيلت من قبل والدها تدخل في باب الأسرار العائلية التي ينبغي ان لا تتحول لمادة إعلامية او عامة، وحصل إلتزام خاص بالتعهد الذي طلبته رغد من المحامين مع حصول إستثناءات ومحاولات من قبل البعض للتنصل من التعهد وتحقيق عوائد مالية بدل نشر قصص مفترضة عن الأيام الأخيرة لصدام حسين.
ومن جانب آخر أكدت مصادر قريبة جدا من عائلة الرئيس العرافي الراحل لـ القدس العربي عدم صحة ما تردد مؤخرا حول مطالبة الرئيس الراحل لمحاميه خليل الدليمي بعدم الغضب من رغد لانها كانت تتعرض لضغوط نفسية وقالت ان الرئيس صدام من داخل سجنه عندما وصلته أنباء عن خلافات بين رغد والمحامي الدليمي خلال سيرالمحاكمة وجه عبارة واضحة للمحامي قال له فيها.. أخ خليل لا تدخل بين العصا ورحاها بمعني مطالبته بعدم إغضاب رغد والتدخل في الشؤون العائلية.
إلي ذلك أوضحت أوساط قانونية مطلعة علي حيثيات محاكمة الرئيس الراحل أن ورود إسم المحامي العراقي طلال فلير الفيصل في معرض الحديث عن هيئة الدفاع عن الرئيس صدام لم يكن صحيحا مشيرة الي ان الرئيس صدام كان يثق بأي محام عراقي ويصر علي وجود محام عراقي في الدفاع عنه ولم يطلب أحدا محددابالإسم فيما لم يكن المحامي الفيصل في وارد الرفض او الموافقة ولم يكن إسمه مطروحا في السياق.
وفي غضون ذلك تترقب الأوساط السياسية والإعلامية في الأردن باهتمام بالغ نتائج الزيارة التي سيقوم بها لعمان بعد أيام رئيس وزراء الحكومة العراقية نوري المالكي علي أمل ان تساهم في حلحلة الخلافات المتصاعدة بين البلدين وإيجاد حلول بديلة لأزمة الدبلوماسية الباردة بين عمان وبغداد.
وعمليا يقوم المالكي بتعطيل بنود البروتوكول التجاري والنفطي مع عمان لأسباب سياسية لها علاقة باتهامه الأردنيين بحماية أركان في الحكم السابق واستضافتهم، كما يطالب المالكي عمان بإرسال سفير لها لبغداد كبادرة لحسن نوايا فيما تقول السلطات الأردنية بان إرسال السفير قد يكون الخطوة اللاحقة بعد الإتفاق علي معالجة الإشكالات المطروحة.