مسلسلات بالتركي .. غيرت حياة الفلسطينيين
09-06-2008 03:00 AM
رناخموس- نابلس-عشرينات
شوق إلى اسطنبول مدينة الجوامع ، هو الذي جذب الكثير من الفلسطينيين لمتابعة أحداث مسلسلاتها المدبلجة التي تبثها قناة mbc الفضائية ، مسلسلي "سنوات الضياع"، و"نور" أثارا جدلا واسعا حول أسباب متابعته الواسعة حتى أن كثيرا يعتبرونه مخرجا لهم من همومهم السياسية ومشاكلهم الاقتصادية.
ويقول فادي المصري :"أحداث مسلسل سنوات الضياع مشوقة جدا لدرجة أنني قمت بتغيير مواعيدي جمعيها، حتى أنني اخذ استراحة عملي ووقت الغداء على موعد المسلسل، فأنا وزملائي بالعمل اتفقنا على مناقشة موعد الغداء مع المدير حتى نقوم بمتابعة المسلسل بوقته".
ويضيف "أصبح شغلي الشاغل متابعة أحداثه فهي خارجة عن المألوف، فالمسلسلات العربية اغلب نهاياتها متشابهة، فالبطل يتزوج البطلة وقصص الحب تنتهي بشكلها الطبيعي، ولكن في سنوات الضياع، رفيف ماتت ولم تتزوج يحيى، ولميس تمر بظروف صعبة ولا أمل في استمرار حبها ليحي ، فالمسلسل جاء بجديد وفي كل حلقة هناك نهاية غير متوقعة بالأحداث وهذا أمر ممتع".
فقر وضياع
مي مصطفى هي الأخرى من أحرص المتابعين للمسلسل وتقول"هناك متابعة واسعة في الأراضي الفلسطينية لمسلسل سنوات الضياع ونور، فوجود مسلسل تركي هذا أمر جديد علينا، خاصة أن الأحداث قريبة إلينا والى ثقافتنا، وحالة الفقر، والضياع الاجتماعي والاقتصادي التي يعيشه أبطال المسلسل، كل هذا حصد متابعة فلسطينية من الدرجة الأولى".
وتتابع:" نتعرف على الثقافة التركية الغنية بالمشاهد وتقارب الحياة البسيطة في تفاصيل مسلسل سنوات الضياع، حتى أنني وأطفالي عندما نشاهد شيء، نقول أنهم مثلنا، مثلا عندما نرى احدهم يلبس الحجاب، أو تقبيل أيادي الكبار وهكذا، فهناك تقارب بالتصرفات والدعاء وكل شيء، وهذا شيء جميل جدا".
محلات سنوات الضياع
وظهرت بالأراضي الفلسطينية علامات تجارية وإعلانات على المحلات التجارية تحمل صور أبطال المسلسلات ،وشعارات لدعايات إعلانية أخذت عناوين "ملابس نور من اسطنبول إلى القدس"، وأخرى " حمل رنة جوالك بأغنية سنوات الضياع".
أما الطالبة مها شلبي فترى " أن المتابعة أيضا لدى فئة الشباب تأتي بسبب الأبطال، فسنوات الضياع اغلب مشاهديها من الشباب والرجال، ومسلسل نور من الفتيات، لان لميس بطلة سنوات الضياع حسناء تركيا، أما نور فالمتابعة تأتي من الفتيات بسبب البطل مهند وهو ملك جمال عارضي أزياء العالم، هذا بالإضافة إلى المشاهد الرائعة الموجودة بالمسلسل، وقد قررت أن ازور مدينة اسطنبول الصيف القادم".
أما الشاب حمد جودة فيشير إلى أن سبب المتابعة الفلسطينية للمسلسل هو" تسلسل الأحداث، وأنها بعيدة عما نراه في الدراما العربية المتشابهة والمملة من مصرية وسورية وخليجية حتى، وهي قريبة للثقافة العربية من علاقة الحماة واحترام الكبار وهي قيم غابت عنا، وأنا أحب شخصية نور ، خاصة أنها امرأة مكافحة وصنعت نفسها بنفسها".
ويضيف جودة:" والفن يلعب دور كبير في تقارب الشعوب والثقافات، فعندما يجد الأتراك العالم العربي يتابع فنهم بشغف، يكون هناك ترابط كبير بيننا ويوثق علاقتنا ببعضنا والتي غابت لسنوات طويلة بسبب السياسة والاقتصاد وغيرها، وعندما علمت أن هناك مسلسلات تركية تعرض على الشاشات العربية، وودت التعرف على نمط معيشتهم وكيفية حياتهم هناك والثقافة التركية بالذات وهذا أمر شجعني على متابعة المسلسلات جميعها".
مدخل للغرب
ومن جانبه، يقول الصحفي وضاح أبو شعر "أجد لدى المشاهد العربي بعامة ومن خلال متابعتي لكثير من المواقع والمنتديات العربية على شبكة الانترنت اهتماما كبيرا بالمسلسلات التي تذاع على قناة mbc ولعل أكثر ما شدهم إلى تلك المسلسلات هو الصوت العربي الشامي".
ويضيف:"استطاعت الدراما السورية أن تثبت نفسها خلال السنوات العشر الماضية من خلال المسلسلات التي تخاطب التفكير العربي، وهذه المسلسلات التركية تتشابه كثيرا من حيث الطرح مع المسلسلات السورية وخصوصا بعد هذه الدبلجة السورية لها، والتي أضفت عليها طابعا عربيا، وأنا أرى أنه لو كانت هذه الدبلجة باللغة العربية الفصحى لما كان لها هذا الوقع السريع على المشاهد".
ويتابع أبو شعر حديثه قائلا "لكن المتمعن في هذه المسلسلات يجد أنها لم تصنع للعرب في يوم من الأيام، إنما صنعت وأعتقد أنها عرضت في البداية للغرب، فتركيا والتي تحكم من قبل الجيش والنقابات والمؤسسات الشعبية تريد الدخول للاتحاد الأوروبي بأي ثمن، فهي تريد تحسين صورتها لدى أوروبا بأي شكل من الأشكال ولو كان على حساب ثقافتها والتي يظهر تحريفها وزيفها في تلك المسلسلات، فالمشاهد الغربي مثلا وعند الوهلة الأولى من مشاهدته لتلك المسلسلات يظن أنها من صناعة غربية ولا تختلف عن ثقافته في شيء".
أما مصطفى فواز يعتقد أن الثقافة التي يحاول أن تصدرها تلك المسلسلات لا تمثل الثقافة الحقيقية للقسطنطينية إحدى حاضرات الإسلام لعشرات السنين، وللأسف الشديد فإن الغاية التي تسعى إليها تركيا أفسد عليهم كل وسائلهم، وابتعدت كثيرا عن واقعهم الثقافي.
ويتساءل مصطفى " هل لدى الدراما التركية مثلا الاستعداد لصناعة أفلام أو مسلسلات تشخص التاريخ الإسلامي على حقيقته أو أن تعمل على صناعة مواد تمثيلية للدفاع عن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وهي تملك أكبر أرشيف لتاريخ الأمة العربية والإسلامية لمخطوطات وتاريخ الخلفاء المسلمين وغيرها من معالم الحضارة الإسلامية".