دوخان بسبب الثواني العشرين الأولى لفيروز " وحدن بيبقو متل زهر البيلسان"
لحن زيادي خالص ثم توقفها لشدة جمالها كي لا تموت بانتهائها, و نبدأ حالة تناسب هذا الوقت من السنة هذا الوقت من اليوم في " شي عم يصير في شي بدو يصير ",
كنت دوما أود الكتابة عنك نهاد سليلة آل حداد عن وجودك و ما قبل وجودك وما بعد وجودك إن كنت قادرا على تخيله... ففي تلك الساعات من العمر لن املك إلا الخوف من الكتابة .... لن املك إلا الارتجاف ,المرة السادسة عشر من الإعادة لذات الحالة " في شي عم يصير " و تسمعها مجددا باندهاش المرة ما قبل الأولى لتجد نفسك بين تنهد و تنهد لمقطع جديد هو واحد لا يتغير ...موسيقى من نوع "لا يصنف" لأنك إن صنفته قللت منه , موسيقى تجبرك على التوقف عن الصوت .
فيروز...زهرة البيلسان بشعرها الذهبي المنسدل على ظهرها بأنفها الحاد , بكسل عينيها باستقامة قامتها و حضور خديها ,هي الأكثر صباحا و ثورة و رومانسية هي الأكثر شغبا بوجود ابنها زياد , فحالتها مع زياد حالة تتفرد بها على مستوى الدنيا , فلم يعزف على البيانو خلف أمه إلا زياد و لم تغني و ابنها وراءها إلا فيروز , المسيرة الفيروزية جديرة أن تدرس بحرفية كلامي , ففي البداية لا بد أن نشكر تلك الصدفة القدرية , حين دخل عاصي لتلك الكنيسة وسمع تلك الفتاة فيروز ترتل بصوتها , و لأنه وجدها ليجدها , فقد أحبها و صنعا الموسيقى معا لعقود عده أرخا فيها لبنان و الحب معا , ثم و لد زياد ليكمل مع فيروز أمه, المسيرة بطريقة أخرى و بطبيعة لحن أكثر غرابة و جدلا , فقد قالت معه " كان غير شكل الزيتون كان غير شكل الصابون..." , فيروز بصوتها و أدائها هي أكثر عبقرية من مرحلة أو زمان واحد فيروز لا يكفيها جيل واحد , لا يتقن الحياد أثناء الغناء إلا فيروز , حتى انك لا تملك فصل حيزها المادي عن حيز أغنيتها هي لا تخرج عن حالة أغنيتها , هي و الأغنية قطعه واحده , و يكفي هذا إبداعا لها .
الكتابة إما سرد أو وصف أو تحليل, أسعى لاحتراف نوع جديد آخر حين اكتب عنك...لست جديرا أدبيا بك الآن , فهو ظلم أسود أن اسجن فيروز بمقال لا يتجاوز تأثيره تأثير " أوف " واحده لها .
فيروز....لا يوجد من لا يحبك , اجزم لك
فيروز ....سأخلع قبعتي لك دوما
hustarawneh@yahoo.com