facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




بلدية عجلون ومخلفات المتنزهين


د.رحيل الغرايبة
17-12-2015 01:52 AM

بلدية عجلون غير قادرة بكل تأكيد على تحمل عبء مخلفات المتنزهين، بل إن أجهزة الدولة الأخرى لن تكون قادرة على تحمل عبء إزالة المخلفات الكبيرة التي يتركها المتنزهون خلفهم تحت الأشجار وفي الغابات وحول الطرق على مدار العام.

مجرد الحديث عن هذه القضية يدخل الكآبة على النفس ويثير لواعج الأسى في الوجدان حول السلوك الجماعي الذي يسلكه المواطنون في عملية التنزه والاستمتاع بالمناظر الجميلة، وحفلات الشواء في نهاية الأسبوع التي تعبر عن ثقافة بائسة، تستحق أعلى درجات الشجب والاستنكار.

ما ذنب بلدية عجلون حتى تتحمل هذا العبء، ولماذا يلقى هذا العبء عليها وعلى الجهات الرسمية، ولماذا لا يتحمل المتنزهون أنفسهم هذه المسؤولية، ولماذا لا تتحمل كل عائلة مسؤولية مخلفاتها لوحدها بطريقة إنسانية حضارية، دون مراقبة السلطة، ودون وعظ وإرشاد وتثقيف، لأن الإنسان بفطرته يدرك هذه القضية حتى لو لم يكن متعلماً، أو يحمل شهادة جامعية.

وظيفة السلطة في هذا السياق أو البلدية هي وضع الحاويات الكبيرة على جوانب الطرق من أجل أن يضع المتنزهون فيها مخلفاتهم، ووظيفة السلطة كذلك أن تخصص جهاز للمراقبة من أجل ضبط المخالفين، ولا بد من التفكير الجماعي في إيجاد الطريقة التي تكفل تحميل المسؤولية لصاحبها بطريقة عادلة، ولا بد من وضع التشريعات الكفيلة بمعالجة هذا الموضوع بطريقة ملائمة.

يمكن التفكير بتركيب الكاميرات، وربما يحتاج الأمر في البداية إلى امكانات وجهود مضاعفة، حتى يتعود الناس على هذه السلوكات الإنسانية ويتعلموا الانضباط بالتعليمات والأنظمة التي تحفظ نظافة البيئة، وتحفظ المكان ليكون صالحاً للزيارة مرة أخرى.

السياحة الداخلية تهدف في الأصل إلى تحريك عجلة التنمية، وتحسين مسيرة الاقتصاد لهذه المناطق الجميلة، وأن يستفيد سكان المنطقة من هذه الحركة، وتؤدي إلى تشغيل الأيدي العاملة ومعالجة البطالة المتفشية في هذه المناطق على نحو واسع، وليس معقولاً أن تتحول السياحة الداخلية إلى عبء ثقيل على المنطقة وعلى البلدية، وليس معقولاً أن يتسبب المتنزهون في زيادة العبء المالي على البلديات ومؤسسات الحكم المحلي.

عدم الإحساس لدى القلة من الناس التي تحول المكان إلى مكرهة صحية، وتلحق الضرر البالغ بجمالية المكان، تعود في الأصل إلى خلل في الانتماء الوطني، وتعبر عن ثقافة عدائية للذات بطريقة مرعبة، مما يجعل المسألة تتخذ شكلاً من أشكال الخطورة لأنها تعبر عن مشكلة عميقة في التكوين الإنساني وفي بناء الثقافة الوطنية المطلوبة.

هذه القضية يجب أن تكون جزءاً مهماً من منهج علمي يتم تدريسه للطلبة في المراحل الأولى للدراسة، ويجب أن تكون مادة تدريبية على حب الوطن، وعلى ثقافة الانتماء الوطني العميق المنبثق من الفطرة السليمة والطبائع السائغة المقبولة، ويجب أن يعرف الطالب أن الاعتداء على البيئة وعدم العناية بها بل تعمد الإساءة إلى الحق العام يمثل جريمة تخل بالشرف وتحط من قيمة الإنسان.

الدستور





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :