facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




مشكلة استيعاب الرياضيات وفهمها * د. أحمد يوسف عبدالله

24-02-2016 03:28 PM

يعاني كثير من الطلبة في مختلف مراحل التعليم المدرسي والجامعي من مشكلة فهم الرياضيات، وعادة ما تسبب مساقات الرياضيات نوعا من القلل والتعب النفسي لدى الطلبة والأهل مما يدفع بعض الطلبة للهرب من دراسة بعض التخصصات العلمية. فما هي الأسباب لعدم استيعاب الرياضيات وهل من الممكن تجاوز تلك المشكلة؟

كثير من الطلبة قادرون على استيعاب الرياضيات أكثر مما يعتقدون، ولكن بسبب التجارب السلبية السابقة والنتائج غير المرضية في السنوات السابقة يعتقد الطالب أن قدراته الرياضية متواضعة فلا يحاول إعادة تقييم الأخطاء الرئيسية المسببة لتراجع تحصيله الدراسي وتتفاقم مشكلته مع مرور الزمن. وفي الواقع إذا ما توفر التوجيه والمناخ المناسب للطالب من قبل المدرسة والأسرة والدافع والإصرار من قبل الطالب نفسه يمكن تجاوز تلك المشكلة.

من المعلوم أن فهم الرياضيات في مرحلة ما يعتمد على المخزون الرياضي لدى الطالب في المراحل السابقة. فمثلًا طالب في السنة الجامعية الأولى يستطيع استيعاب المادة الرياضية سريعًا إذا كان تحصيله متميزًا في مرحلة التعليم الثانوي. وقد يقول البعض إن نتائج الطلبة في المرحلة الثانوية ليست مؤشرًا دقيقًا لقدراتهم، ربما ذلك صحيحًا ولكنها تعكس واقع معظم الطلبة إلى حد ما. وبالطبع ذلك لا يعني أن يستسلم الطالب بسبب تدني مستوى تحصيله في مرحلة ما. ولكن بسبب ما فاته من فهم بعض الأفكار سابقًا فإنه يحتاج لبذل مجهود أكبر لتدارك ذلك.

كما أن الفروق الفردية ومستويات الذكاء متفاوتة بين الطلبة، مما يعني أن بعض الطلبة يستطيعون استيعاب المعلومة الرياضية سريعًا وبعضهم يحتاجون إلى وقت أطول.

ولكن في النهاية يستطيع الطالب استيعاب الأفكار إذا ما كان لديه الدافع ووفر الوقت الكافي للقيام بذلك. ومسألة توفير الوقت نسبية فإذا قرر الطالب أن يدرس وكان ذهنه مشغولًا بأمور أخرى قد لا يستطيع استيعاب الأفكار حتى لو ضاعف الوقت.

من خلال تواصلي مع بعض الطلبة في الجامعة، وخلال مراجعتهم لي يدعون أنهم استوعبوا المادة الدراسية ولكن علاماتهم متدنية. إن الطالب في هذه الحالة غير مدرك للأخطاء التي يقع فيها أثناء دراسته ويظن بأن ما يقوم به صحيحًا. في الواقع إذا ما شعر الطالب بأن هنالك فجوة ما أثناء دراسته عليه مراجعة مدرسه لتجاوزها وقد يستعين بأحد أفراد عائلته أو أحد الطلبة الذين يثق بقدراتهم العلمية.

كلما قام الطالب بحل تمارين أكثر زادت قدرته لاستيعاب المادة الدراسية وتعرف على أفكار جديدة، ويفضل عادة أن يطلع على أمثلة محلولة بالتفصيل ومن ثم يحاول حل أسئلة إضافية ليتأكد من مدى فهمه، ومع كثرة حل التمارين يعتاد على الدقة والسرعة، ولا ننسى أن الوقت جزء من الامتحان.

إذا ما تقدم الطالب لاختبار ما وكانت نتيجته غير مرضية، من المفترض أن يراجع نفسه ويتسأل عن السبب ولا يحاول أن يدرس بنفس الأسلوب لأن النتيجة في الاختبار اللاحق من المتوقع أن تكون قريبة من نتيجته السابقة. أي على الطالب أن يكتشف السبب لتدني درجته، فمثلًا إذا لم يوفر الوقت الكافي للدراسة أو لم يحل عددا كافيا من التمارين عليه تدارك ذلك. والسبب الأخطر في بعض الأحيان هو عدم قدرته على استيعاب الأفكار لوحده حتى لو حاول بذل مجهود أكبر، عند ذلك عليه مراجعة مدرسه أو أي مصدر آخر موثوق عنده مخزون رياضي جيد.
قد يتجنب الطالب السؤال في المحاضرة حتى لا يحرج أمام زملائه مما يفاقم المشكلة لديه مع أن كثير من الطلبة يكون لديهم نفس التساؤل، ولا يحاول أن يدرس أولًا بأول بسبب قناعته أن المادة الدراسية صعبة ولن يفهمها. ويقوم بتأجيل الدراسة إلى ما قبل الاختبار بيوم أو يومين وعندها يصعب استيعاب كمية كبيرة من المعلومات مرة واحدة.

والسؤال الأهم: إذا كانت نتائج الطالب غير موفقة وعلى عدة مراحل دراسية سابقة فهل من الممكن تحسين المستوى والوصول إلى نتائج جيدة؟ بكلمة واحدة الإجابة نعم ولكن قد يحتاج الطالب وقتًا ومجهودًا كبيرين. فعلى الطالب وضع استراتيجية مناسبة وعليه تنفيذها.

فمثلًا عند دراسته موضوع ما قد يضطر أن يعود إلى عدة مصادر لتغطية الفجوات والثغرات التي فاتته في مراحل سابقة من دراسته وذلك يحتاج إلى جلد وصبر ومحاولة صادقة.

في المقابل، إدارة المدرسة أو الجامعة يجب أن تكون طرفا ًفاعلًا لحل مشكلة الطلبة في الرياضيات، فمن خلال تفاعل المدرسين مع الطلبة يصبح لديهم تصورًا كاملًا عن أسباب المشكلة ويمكنهم ابتكار عدة طرق لتجازوها، بالإضافة للساعات المكتبية الاعتيادية قد يضيف المدرس محاضرة أسبوعية اختيارية لمراجعة الطلبة

بالمعلومات الرياضية الأساسية المتعلقة بطبيعة المادة الدراسية وإذا لم يستطع توفير الوقت المناسب لمثل تلك المحاضرة قد يخصص عدد من المحاضرات الاعتيادية خلال الفصل الدراسي لمناقشة الطلبة بمثل تلك المعلومات الأساسية.

وقد يخصص قسم الرياضيات في الجامعة غرفة خاصة لطلبة الدراسات العليا للعمل على مساعدة الطلبة وفق جدول زمني معلن. وحتى طلبة البكالوريوس والذين أنهوا مساقات الرياضيات بامتياز من المتوقع أن يكونوا طرفًا فاعلًا لحل مشكلة استيعاب الطلبة للمادة الدراسية من خلال عقد محاضرات أسبوعية معلنة وبالتنسيق مع قسم الرياضيات لمناقشة الطلبة وتوضيح المادة الدراسية لهم.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :