facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




المرشد التربوي والحصة الأولى ليوم الثلاثاء


د. باسم دحادحه
31-12-2016 03:26 PM

حظي قرار معالي وزير التربية والتعليم بتخصيص الحصة الأولى من كل يوم ثلاثاء للتوعية والتوجيه من أخطار التطرف والإرهاب باهتمام واسع وخطوة متميزة وإيجابية وفي الاتجاه الصحيح، وقد حدد محاور الحصة وهي فاعلة ومهمة، وحتى لا تتشوه الفكرة ولا يساء تقديمها أو فهمها، وبهدف تفعيل نتائجها، فقد جاءت فكرة هذه المقالة المختصرة، والتي تهدف إلى معرفة الأسباب العلمية النفسية للفكر المتطرف وأساليب التعامل معه كجزء مهم من المحاور المتفق عليها، وذلك بالنظر إلى الأسباب العميقة للتطرف الفكري والإرهابي.

إن الإرهاب والعنف والقتل وكل التصرفات والسلوكيات المنبوذة والممنوعة هي نتاج فكر مشوه بالأصل، ويسمى بالفكر اللاعقلاني Irrational beliefs فعلى سبيل المثال: يفضل أن لا نقول تطرف ديني بل فكر متطرف، فالدين الإسلامي لم يكن يوما من الأيام متطرفا ولكن عندما يكون الفكر متطرفا ومشوها فسيكون الدين متطرفا كعرض لمشكلة هي بالأصل مفادها تشوهات معرفية وأفكار لاعقلانية وغير منطقية، فالدين الإسلامي هو بمثابة طعام لذيذ وشهي ولكن اذا تم حفظه بوعاء فاسد ويسمم فانه سيصبح فاسدا وقاتلا، فالخلل يكمن إذن في البناء المعرفي وطريقة تفكير الشخص وهو بمثابة الوعاء، لا بطبيعة الدين الإسلامي وماهيته.

ما أريد قوله هو إن على المرشدين التربويين في المدارس دورا محوريا في تحصين الطلبة من التطرف الفكري الذي ينتج عنه أفعال سلوكية متطرفة سوآء أكانت دين متطرف أو عادات اجتماعية متطرفة أو وجوبيات عائلية متطرفة أو غيرها من الأعراض الكثيرة والتي تختلف باختلاف اهتمامات الشخص وأهدافه وقيمه في الحياة، ولكن يبقى الأصل هو التطرف الفكري بمعنى التشوه المعرفي (وهي مصطلحات يدركها المختصون في الإرشاد والعلاج النفسي).

وعليه فإننا بحاجة إلى التشخيص بالأدوات والمقاييس الكثيرة والمختلفة للتعرف على طبيعة أفكار الطلبة الهدامة، وبالتالي توضيح الجانب المنطقي منها ودحض وتفنيد الجوانب غير المنطقية، فالتطرف الديني هو بالأصل تطرف فكري مفاده أن الشخص يحمّل نفسه ما لا تطيق وهو ما يسمى بالوجوبيات Musts واحيانا التضخيمات Exaggerations وهناك أشكال أخرى للتشوهات المعرفية لا مجال لذكرها وهي من ضمن نظرية أسهبت كثيرا في التعامل مع الفكر المتطرف دينيا أو سياسيا أو اجتماعيا أو نفسيا، وقارنت بين الثورة الشيوعية والثورة الفرنسية اعتمادا على أسس علمية ونفسية، كما وضحت بعمق أسباب التطرف الديني والفكري، وهي نظرية العلاج العقلاني و الانفعالي السلوكيRational Emotive Behavior Therapy (REBT).

فعلى سبيل المثال قد يعتقد الشخص اعتقادا خاطئا مفاده: بانه يجب عليه أن يكون محبوبا وان عليه أن لا يخطئ في حياته، وان عليه أن يكون دائما مجيدا ولا يفشل أبدا، وهناك أمثلة كثيرة وأفكار لا عقلانية عالمية كثيرة. فالذي يقتل امه وأباه وابنه وأخاه، لا بد أن يحمل فكرا مشوها وبناءً معرفيا هداما وكارثيا، مفاده التضخيم للمثيرات والتي تقود لنتائج وخيمة ومتطرفة، وعلى ذلك قس ما شئت من التصرفات الإرهابية واللاجتماعية.

إن على المرشدين التربويين واجبا وطنيا ودينيا وفكريا ونفسيا وتكيفيا وصحيا في آن واحد، إن عليهم أن يكثفوا من استكشاف جوانب الخلل المعرفي والتشوهات المعرفية التي يتبناها الطلبة والعمل على علاجها وتحديثها نحو الأفضل، وان يسهموا في نشر النشرات والملصقات التي تتعلق بالفكر المتطرف الذي يؤدي للتدين المشوه.

فحصص التوجيه الجمعي والإرشاد الجمعي والنشرات وغيرها من طرق الإرشاد هي بملعب المرشدين التربويين، والحذر الحذر من أن يقوم بهذه المهمة غير المرشدين إلا اذا كان متيقظا لطبيعة الفكر المتطرف ومدربا على التفريق بين كل أشكال السلوكيات العقلانية واللاعقلانية، ويستطيع أن يقدم مادة علمية مقنعة ومفيدة، فان بعض خطباء المساجد يقدمون خطبة الجمعة بفكر متطرف ينم عن تشوهات معرفية، وربما نجد بعض المعلمين كذلك. وعليه فإنني أوصي بتكثيف تدريب المرشدين التربويين على أساليب الكشف عن الأسباب العميقة للتطرف الديني والفكري والتدرب على الأساليب العلمية والنفسية المعتمدة عالميا في التعامل مع هذه التشوهات المعرفية، وهو أحد أسباب الاضطرابات النفسية التي قد تظهر بتصرفات وسلوكيات وطقوس مختلفة، فالفرق بين السلوك العادي والسلوك المتطرف أو الشاذ هو فرق في الدرجة لا في النوع.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :