الروابدة لمجابهة التطبيع : نحن الثكلى وانتم النائحة فلا عاشت النائحة .. دعوة تآمرية كيدية تلبس معسول الكلام فلنقرأ المعاني الخبيئة
04-02-2009 11:37 PM
** الروابدة: هل الاردن مكسر عصا ؟ من ظن ذلك مخطىء نسكته بالحق
عمون - وائل الجرايشة – اثارت الكلمة التي القاها النائب عبد الرؤوف الروابدة تحت قبة البرلمان في جلسة الاربعاء المسائية ضد " اللجنة التنفيذية " العليا لحماية الوطن ومجابهة التطبيع زوبعة كبيرة انتهت بحالة من الفوضى العارمة وتبادل للشتائم والاتهامات دفعت اطرافا نيابية للاشتراك بها .
ونزلت الكلمة التي توقعت " عمون " القاءها من الروابدة قبل الجلسة بساعات كالصاعقة على الاسلاميين وعلى شخص النائب حمزة منصور الذي انتفض من مكانه عقب القاء الروابدة كلمته طالبا الرد ودخل في مشاحنة ساخنة مع رئيس المجلس عبد الهادي المجالي لتجاوزه النظام الداخلي .
وكان المجالي منح الروابدة فرصة الحديث لوقت كاف حتى انه طلب من موظفي المجلس ايقاف الساعة عند تناقصها الى ما دون ال (20) ثانية من الوقت المخصص للروابدة ليُجهز الروابدة على الاوراق الخمسة التي حملها وينهي كلمته تبعها تصفيق نيابي حار وغير معهود تحت القبة
وفي ما يلي نص الكلمة التي القاها الروابدة :
ونحن ما زلنا نعيش العدوان الاجرامي على غزة ونشيد جميعا بالموقف الأردني الرسمي والشعبي من ذلك العدوان ، فوجئت اليوم بمنشور وصلني على بريد المجلس صادر باسم " اللجنة التنفيذية " العليا لجماية الوطن ومجابهة التطبيع وموقع من رئيسها الزميل النائب المحترم الاستاذ حمزة منصور رئيس كتلة جبهة العمل الاسلامي .
ان عنوان الجمعية مهمة جليلة فحماية الوطن واجب على كل مواطن ومجابهة التطبيع حق لكل مواطن يرفض التطبيع ويدعو بالحكمة والموعظة الحسنة لموقفه ، غير أنني فوجئت ببيان يدين الوطن الذي يدعو لحمايته بأخطر الاتهامات باسلوب بعيد عن الحقيقة .
تقول جملة في البيان " ان المنهج الرسمي بالتعامل مع هذا العدو وهمجيته قد الحق افدح الأضرار بهذا البلد وزاد من استخفافه واستهتاره به "
أهذه هي مكافاة الأردن الرسمي بسلطاته الدستورية على مواقفه الشريفة من العدوان بينما تتم الاشادة علفا وفي هذا المجلس بمواقف من جمدوا العلاقات مع العدو وهم ليسوا على الحدود مع العدو ولا يسألون لماذا اقاموا تلك العلاقات ؟
أهذا جزاء أرض الحشد والرباط على مواقف الاردن المشرفة على الدوام من قضايا الأمة وفي مقدمتها قضيتنا المركزية في فلسطين .
ثم تأتي جملة اقسى تقول " إننا في اللجنة التنفيذية نضم صوتنا الى اصوات أبناء شعبنا على امتداد الوطن المطالبين بالغاء اتفاقية وادي عربة التي فرطت بحقوقنا التاريخية بفلسطين واعطت عدونا ما لا يستحق بل وزادت أطماعه فينا وتآمره علينا "
إن رفض اتفاقية وادي عربة والمطالبة بالغائها حق مشروع لكل أردني يعبر عن ذلك بأسلوب ديموقراطي ، غير أن ما يثير كل أردني يحب وطنه الذي يتفيأ بظلاله وينعم بأمنه أن يهتم الأردن بأنه فرط بالاتفاقية بحقوقنا التاريخية في فلسطين .
اعتاد الاردن الظلم والتجني على الأردن من الآخرين أما أن يأتي الظلم من أبناءه زورا وطعنة في الظهر استغلالا لمرحلة الالم الذي يعيشه كل أردني في العدوان الهمجي على غزة فهو أمر لا يجوز الاكتفاء برفضه وادانته .
الأردن أرض الحشد والرباط رئة فلسطين الشقيق التوأم الذي عاش القضية كما لا يعشها عربي آخر ، وضحى من أجلها ما يوازي إن لم يجاوز أي طرف آخر ، هذا الأردن يشطب ببساطة دور ولا يكتفى بنكران دوره ولكن يدان ذلك الدور ، فالأردن قد فرط بحقوقنا التاريخية في فلسطين ، ومن يفرط بالحقوق لا بد من التصدي له لايقافه عند حده كيف ؟ المعنى في بطن الشاعر .
لقد اصبح وجه الاردن مسودا ولذا تطلب جملة أخرى باعادة الوجه المشرق له ، وهل اقسى من ذلك الاتهام ؟ الظاهر دعوة بريئة ولكن هل تنظيف البيت بأن نبدأ بتلطيخه ؟ هذه هي الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة .
أما ثالثة الاثافي فهي دعوة تآمرية كيدية تلبس معسول الكلام فلنقرأ المعاني الخبيئة في الجملة التالية " ان شعبنا في هذا البلد وقواته المسلحة لقادرون على صد هذا العدو ودحر مخططاته الاجرامية وكلهم رهن اشارة لتلقين هذا العدو ومن خلفه اقسى الدروس "
الشعب جاهز والجيش الباسل جاهز وينتظر الطرفان اشارة لصد العدو فلماذا لا تصدر تلك الاشارة ؟؟
لن اتوسع فالأمر يبلغ حد التآمر فالحديث هو عن شعب سف التراب من أجل فلسطين ودفع أغلى الأثمان من أجل فلسطين دون منًة أو إدعاء فالانسان لا يمن على نفسه ففلسطين منا ونحن منها ، والحديث عن جيش مصطفوي ضمخت دماؤه أسوار القدس واللطرون وباب الواد وجنين والكرامة فما توانى عن واجب ولا نكص عن مواجهة حان أوانها والتزمت الأمة بها كلها ، أليس في الامر استثارة ، فهل تحرك الجيوش بهذا الأسلوب ، أما كفانا ما حدث ممن كانوا يحاربون بالأعلام فخاضت الأمة حروبا في غير أوانها وكان الثمن ما تعاني منه الأمة حاليا .
معالي الرئيس.. الزملاء المحترمون ..
هل يجوز لنا أن نستمر بالصمت ونحن نرى هذا الوطن يجلد صباح مساء دون ذنب جناه بل نتيجة دور مشرف أداه ، ويتم تجيير كل فعل مشرف قام به الاردن والاردنيون لكل أصحاب اليافطات التي ما دفعت أذى ولا جلبت خيرا ، يافاطات لا نشير بها الى قوى وطنية اسلامية هي من نسيجنا الاردني الطيب ولكنها اختراقات من أجندات غير أردنية .
هذا الوطن الأصيل في مواقفه من فلسطين من مطلع القرن العشرين لا يحق لأحد كائنا من كان أن يسقط أدوارا ناقصة أو انهزامية أو مزاودة عليه ، فدمنا دائما كان لفلسطين وكان دم مليكنا ومليكتنا أشرف دم في شرايين فلسطين .
هل الاردن مكسر عصا ؟ من ظن ذلك مخطىء نسكته بالحق ، فما كان الأردنيون يوما جبناء فلا يفسرن أحد صمتهم أحيانا ضعف ولكنه الاعراض الذي يطلبه رب العزة .
ان من يستثار فلا يثور أحيانا فهو الذي يدفع السيئة بالحسنة أما ان كانت الاستثارة للوطن فالصمت عليها ليس جبنا فحسب ولكنه دعوة للإغراق في الاساءة والثمن بعدئذ غالي .
نقولها بملىء الفم : نحن الثكلى وانتم النائحة فلا عاشت النائحة ، وليست النائحة كالثكلى ومهما قبل سنبقى مع فلسطين لأنها منا ونحن منها ولا دور معها يسبقنا فنحن الأقرب مكانا وضميرا ودورا ..