في أجواء تتجاوز التنافس الرياضي البحت ، جسّد المنتخب الوطني الأردني لكرة القدم " النشامى" في بطولة كأس العرب 2025 حضورًا مميزًا وموحدًا على المستويات الوطنية الجماهيرية والرسمية ، معبّرًا عن روح الأردن وشبابه الطامح نحو العزّ والإنجاز.

كان هذا الظهور في كأس العرب أكثر من مجرد مشاركة في بطولة إقليمية ؛ فهو تجسيد حيّ لنهج متسق تمتد جذوره إلى الرؤية الحكيمة لجلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين ، الذي آمن دائمًا بأن الرياضة وسيلة لإلهام الشباب وتقوية الروابط الوطنية ، وأن تمثيل الوطن على الساحة الرياضية هو جزء لا يتجزأ من البناء الوطني الشامل . وقد ترجم هذا الدعم الملكي بشكل واضح في تشجيع المنتخب ، ومتابعة تفاصيل مشاركته في البطولة من كافة جوانبها.

من جانب سموّ ولي العهد الأمير الحسين بن عبد الله الثاني ، كان الدعم للشباب والرياضة حاضرًا بقوة ، لا سيما في كلماته الثابتة التي عبّر فيها عن فخره بما يقدّمه النشامى من أداء يُمثل الأردن بأبهى صورة ، مؤكدًا أن الجمهور الأردني هو مصدر قوة لا غنى عنه للفريق طوال البطولة ، من لحظة البداية حتى صافرة النهاية ، في رسالة واضحة بأن الشعب يقف خلف فريقه بكل فخر واعتزاز.

وقد شكّلت مسيرة المنتخب في كأس العرب لحظة تاريخية في كرة القدم الأردنية ، حين تأهل النشامى لأول مرة إلى نهائي البطولة بعد فوز ملحمي ومهني على المنتخب السعودي بهدف نظيف سجّله نزار الرشدان ، في مشهد احتفالي شارك فيه سموّ ولي العهد ، والأمير هاشم بن عبد الله الثاني، والأمير علي بن الحسين داخل أرض الملعب ، مما يؤكد الأهمية الرسمية والشعبية لهذا الإنجاز.

هذا الدعم المتواصل لم يكن مجرد كلمات ، بل امتد إلى مؤازرة عملية وتقدير رسمي لجهود الفريق ، ففي خطوة لافتة بعد نهائيات كأس العرب ، تلقّى مدرّب الفريق جمال السلامي قرارًا ملكيًا بمنحه الجنسية الأردنية تكريمًا لما قدمه مع النشامى في هذه البطولة وفي مسيرة التأهل التاريخي لكأس العالم ، مما يعكس حرص القيادة الهاشمية على تقدير كل من يسهم في رفع اسم الأردن عاليًا في المحافل الرياضية.

ولا يمكن فصل هذا الإنجاز عن الوحدة الوطنية التي أظهرتها الجماهير الأردنية ؛ حيث وقف الجميع خلف المنتخب ، من مختلف الأندية والمناطق ، متجاوزين اختلافاتهم ، ومعبرين عن عشقهم للوطن ولقيادته الهاشمية ، في صورة جميلة من التلاحم الوطني الحقيقي.

إن مشاركة النشامى في كأس العرب 2025 ، بقدراتهم الفنية العالية وأدائهم المشرف ، لم تكن مجرد حدث رياضي فحسب ، بل رسالة قوية إلى شباب الأردن مفادها أن المثابرة والعزيمة والروح الوطنية قادرون على الوصول إلى أعلى مستويات المنافسة.

وفي نهاية المطاف ، يبقى دعم القيادة الهاشمية للشباب والرياضة ، وللمنتخب الوطني خصوصًا ، ركيزة حقيقية لتعزيز روح الانتماء والعمل الجماعي ، ولترسيخ ثقافة الفوز التي ترتبط ارتباطًا وثيقًا برؤية مستقبلية تتطلع نحو تمكين جيل جديد قادر على تحدي الصعاب ورفع راية الأردن عاليًا.

حفظ الله الأردن ورعاه في ظل قيادته الهاشمية ، ووفّق النشامى في كل محفل ، وجعل شبابنا دائمًا رمزًا للعزم ، الفخر ، والمستقبل الواعد.